قال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المسؤول الأمني السابق في جبهة البوليساريو الانفصالية، إن مخرجات المؤتمر الـ 16 لجبهة البوليساريو، الذي أعطى 3 أشخاص، في الأمانة العامة، ولدوا بالمخيمات، لأول مرة، هو بداية تغيير الجبهة لجلدها، مشيراً في السياق ذاته، أن سكان المخيمات، لا يعتبرون أنفسهم لاجئين، بل مواطنين.
وأضاف سلمى في مداخلته، خلال مشاركته في الدوة التي نظمتها جريدة “بناصا” مساء اليوم الثلاثاء، بعنوان: “مؤتمر البوليساريو.. على خطى النهاية؟”، أن البوليساريو تظهر مرة واحدة في كل أربع سنوات، وذلك خلال فترة المؤتمر، متابعاً أن “البوليساريو هي مجرد محرك ما يسمى الدولة الصحراوية”، مضيفاً أنه “إن اعتبرنا أن منظومة المخيمات، سيارة، فالبوليساريو هي مجرد محرك، أي أن بقية الأجزاء لا تسمى البوليساريو”.
وأوضح أن أهم مكسب حققته البوليساريو، “هو تأسيس الدولة الصحراوية، ودعمها من الجزائر بإعارة قطع أرض لها، من أجل ممارسة هذه الدولة لسيادتها”، مبرزاً أن “مؤتمر البوليساريو، ينتخب الأمين العام للجبهة، “لكن ليس لتسيير الجبهة، بل لتسيير الدولة، يعني مباشرة حين يخرج من المؤتمر يذهب لمقر ما يسمى بالرئاسة، وليس مقر الأمانة العامة”.
واسترسل: “مقر غالي هو ما يسمى بالرئاسة الصحراوية ولا يسمى بالأمانة العامة للجبهة”، منبهاً إلى “أنه من أصل 27 شخصا، انتخب في الأمانة العامة للجبهة، واحد فقط هو من سيكلف بمهمة داخل البوليساريو، أما الـ 26 الآخرين، فهم سيكلفون بتسيير ما يسمى بالدولة، لهذه المنظومة الكاملة في المخيمات، التي يفترض أنها دولة”.
وأشار إلى أن “هذه الدولة، بحكم إعارة الجزائر لها قطعة من أرضها، وبحكم احترام سيادتها، حتى الجزائر، لا تتواجد داخل هذه الدولة، لغاية منتصف التسعينات، كان ممنوعا على أي جزائري أن يصل إلى تندوف كولاية من ولايات الجزائر وليس المخيمات، والسلطات الجزائرية لا تدخل للمخيمات، إلا مثل الوفود الرسمية الأجنبية”.
وواصل أن “الجزائر ليست محتاجة للظهور بجيشها وقواتها، لأن لها وسيطا وهو الأمين العام للجبهة، الذي يعتبر ممثل القرار الجزائري، حيث سمحت له أن يكون له جيش، وشرطة، ودرك، وجهاز استخبارات”، مبرزاً أن “ما هو موجود داخل المخيمات، هو دولة، والمصيبة هو أنها، تحت 27 قائداً، فيهم ثلاثة لأول مرة، ازدادوا داخل المخيمات”.
ومضى ولد سلمى يقول: “هذه بداية تغيير البوليساريو لجلدها”، مستدركاً: “ولكن البوليساريو، حتى وإن تغير اسمها، لن يتغير شيء، وحتى إن نزعناها من المخيمات، ستبقى المخيمات مستمرة بشكل عادي، وهو ما يفسر التغيير السلس للسلطة، لأن المنظمة مجرد شكل، أما في الواقع فما يوجد اخل المخيمات هي دولة، وحتى الإنسان المزداد في المخيمات، يشعر أنه في دولته، له بطاقة وطنية، وجواز سفر، وله عنوان”.
وأردف: “هؤلاء الأشخاص، يعيشون في دولة بنفس مسميات الدولة الحقيقية، هناك ولاية العيون، ولاية الداخلة، ولاية أوسرد، الشخص الذي داخل المخيمات، لا يشعر بإحساس أن هذه الدولة توجد داخل الجزائر، بل يعتقدون أنهم في دولتهم، لأنهم يخاطبون كمواطن داخل دولة، وليس كلاجئ داخل دولة”.
ونبه المسؤول الأمني السابق في جبهة البوليساريو، أن “فكرة الرحيل ليست موجودة لدى سكان مخيمات تندوف، هو ليس لاجئ، بل مواطنا داخل دولة، وهو ما غيب الحلول الشخصية، لأن اللاجئين مشكلاتهم تُحل بشكل شخصي، عكس المواطن، الذي تجد دولته الحلول له”.
تعليقات الزوار ( 0 )