صعد “الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد” من أشكالهم الاحتجاجية بعد أحكام السجن النافذ والموقوف التنفيذ التي صدرت ابتدائيا في حق أزيد من 40 من زملائهم الذين اعتقلوا بالعاصمة الرباط خلال مشاركتهم في احتجاجات مطالبة ب “الإدماج وإسقاط التعاقد”.
وبالإضافة إلى تمديد الإضراب إلى يوم الأحد المقبل (20 مارس) وخوض إضراب لمدة أربعة أيام ابتداء من ال 23 من نفس الشهر، أعلن هؤلاء في بلاغ لهم رفضهم لأي حوار خارج مطالبهم الأساسية، واصفين النظام الأساسي الذي انطلقت، قبل أيام، المشاورات بشأنه بين الوزارة والفرقاء الاجتماعيين ب “التراجعي” الذي “يهدف إلى تكثيف استغلال الأساتذة وإثقالهم بأعباء إضافية”، بتعبير البلاغ.
وتفاعلا مع مضمون البلاغ المذكور، قال مصدر بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة إن بلاغ “أطر الأكاديميات” تحدث عن النظام الأساسي وكأنه جاهز وينتظر فقط المصادقة “وهذه مغالطة كبيرة”، مشيرا في تصريح لجريدة “بناصا” إلى أن النظام الأساسي غير موجود و”هو كتاب أبيض فيه العنوان فقط”، وفق تعبيره.
وأوضح أن أولى جولات الحوار حول النظام الأساسي الموحد بين الوزارة والنقابات الأكثر تمثيلية انطلقت يوم الأربعاء المنصرم “وأطر الأكاديميات إذا أرادوا حضورها مرحبا بهم، لكنهم يرفضون الحوار وشرطهم هو الترسيم”، معلقا على ذلك بالقول: “من أعراف أدبيات الحوار أن تقبل بشيء من الليونة والمرونة وحين ترى أن ما تطالب به “ماشي هو هذاك” آنذاك يمكن قلب الطاولة وليس أن تقلب الطاولة قبل الحوار”.
وفيما إذا كان لدى الوزارة أي تصور حول النظام المذكور، قال المصدر ذاته:”لا يمكن للوزارة أن تنزل بنظام جاهز وتفرضه على النقابات”، مضيفا: “هذا كتاب أبيض سنكتبه جميعا ومن الممكن أن يدلي خبراء مغاربة وأجانب بدلوهم في الموضوع”، بحسب قوله.
وعقب المصدر الوزاري ذاته على حديث بلاغ “الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد”، كما يسمون أنفسهم، عن سعي الوزارة إلى خوصصة القطاع بالقول: ” هذه مزايدات ومغالطات وكذب وبهتان”، معتبرا أن “الوزارة تريد تعليما عموميا مجانيا وذي جودة وأسطر على ذي جودة بثلاثة سطور والنظام الأساسي الجديد يجب أن يضمن لنا تحقيق هذا الهدف الرئيسي”.
وعن إمكانية تنصيص النظام ذاته على إدماج الأساتذة “أطر الأكاديميات” في الوظيفة العمومية، قال مصدر “بناصا”: “النظام الأساسي سيضع حدا للفئوية عبر ضم جميع الفئات التعليمية وفكرته العامة أنه سيضم مهن التربية والتكوين ومن بين أهدافه تجويد التعلمات وضمان تكافؤ الفرص بين تلاميذ القرى والمدن وإرجاع الهيبة إلى الأستاذ والمدرسة وتعليم يضمن لنا أن يكون الفرد غدا فاعلا في المجتمع عوض تخريج جحافل العاطلين”، لافتا إلى أن الجلوس مع النقابات لتقديم مقترحاتها هو الذي سيمكننا من التوصل إلى كيفية تحقيق هذه الأهداف.
تعليقات الزوار ( 0 )