باتت أيام وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا لايا غونزاليس، معدودة في حكومة بيدرو سانشيز، بعد الفضائح والكوارث الدبلوماسية المتكررة، التي ارتكبتها وأدت إلى تأجيج الأزمة مع المغرب، وذلك على خلفية استقبالها لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، وإخفاقها في تدبير السياسات الخارجية.
وأضحى إسم لويس بلاناس، وزير الفلاحة والصيد البحري والتغذية الإسباني، والسفير الحالي لدى فرنسا، خوسيه مانويل ألباريس، يتردد كثيرا على لسان عدد كبير من الدبلوماسيين والسفراء الإسبان لشغل منصب وزيرة الخارجية، أرانتشا غونزاليس لايا، منتصف يوليو المقبل.
وأفادت مصادر دبلوماسية استشارها Vozpópuli، أنّ مغادرة لايا غونزاليس، فى النهاية، لوزارة الخارجية لن تؤدى بالضرورة الى وداعها لمجلس الوزراء. على سبيل المثال، تهدد الأزمة الحكومية بشكل خطير موقف وزيرة الصناعة والتجارة والسياحة بإسبانيا ماريا رييس ماروتو.
كما اعترفت مصادر حكومية إسبانية قبل بضعة أيام بأن “استمرارية وزيرة الخارجية شبه مستحيلة”، ومن نتائج ذلك أن وزارة الصناعة والتجارة والسياحة يمكن تقسيمها، فمن ناحية، ستنتقل وزارة الصناعة إلى ناديا كالفينيو لإنشاء منصب نائب رئيس اقتصادي فائق، في حين يمكن أن تقع مجالات التجارة والسياحة في أيدي أرانشا لايا غونزاليس.
وأوضحت المصادر ذاتها، أنه بهذه الطريقة، يمكن لسانشيز أن يعيد وضع وزيرة الخارجية داخل حكومته دون إعطاء الانطباع بأن المغرب قد انتصر على رأس الدبلوماسية بسبب الأزمة الثنائية، كما ثمة احتمال آخر يناقش بين الدبلوماسيين وهو أن تقوم لايا وبلاناس بتبادل المناصب الوزارية.
وأشارت المصادر نفسها، إلى أن خروجها سيكون مشرفا لها منذ أن ظلت السفارة في لندن شاغرة لمدة نصف عام، إذ أن كل شيء يشير إلى أن سانشيز يحفظ هذا المنصب لسفير سياسي ما، وإذا كان هناك معلم بارز سيتم تذكره بمرور لايا عبر الشؤون الخارجية، فهو ما يسمى بـ”اتفاقية ليلة رأس السنة الجديدة” على جبل طارق، والتي يجب تطويرها مع البريطانيين في المرحلة التي بدأت مؤخرًا منذ بريكست.
وتمر الأزمة الجديدة في العلاقات المغربية الإسبانية، بأسوأ مراحلها في عهد الائتلاف الحكومي اليساري في إسبانيا، بقيادة بيدرو سانشيز، وذلك على خلفية موجة هجرة غير مسبوقة من الأراضي المغربية إلى مدينة سبتة المحتلة، التي شهدت تدفقاً استثنائياً للمهاجرين، سواء سباحة أو سيراً على الأقدام.
كما أنّ استقبال إسبانيا لزعيم جبهة “البوليساريو” إبراهيم غالي، لم يمر مرور الكرام بالنسبة للمغرب، الذي استدعى سفير مدريد لديه، ريكاردو دييز رودريغيز، احتجاجا على ذلك، وفي 25 أبريل الماضي، أعلنت وزارة الخارجية، استدعاء السفير الإسباني، لاستنكار استقبال غالي في إسبانيا من أجل حجة تلقي العلاج من فيروس “كورونا”.
تعليقات الزوار ( 0 )