Share
  • Link copied

مصادر إسرائيلية ومصرية ترسم ملامح وخبايا واحتمالات المقترح المصري لإنهاء الحرب على قطاع غزة

من المتوقع أن يبحث اجتماع الكابنيت الإسرائيلي، هذا المساء، الصفقة المصرية المقترحة بين إسرائيل و”حماس”، وسط تساؤلات عن احتمالات نجاح المساعي لإتمامها هذه المرة، وعن تغيير رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو حساباته ومواقفه التي أفشلت جهوداً سابقة.

وطبقاً لما تنشره وسائل إعلام عبرية، يقضي المقترح المصري باتفاق صفقة تبادل تدريجية تشمل وقفاً للنار لمدة تتراوح بين 45 يوماً و60 يوماً، تبقى فيها القوات الإسرائيلية خلال داخل القطاع، إدارة الجانب الفلسطيني من معبر رفح على يد السلطة الفلسطينية، بدلاً من “حماس”، تبادل أسرى عدة نبضات، كالصفقة السابقة، تكون أساساً لوقف نهائي للنار لاحقاً، على أن تبدأ عملية التبادل بعد أسبوع من الاتفاق.

وتشمل النبضة الأولى استعادة رهائن أحياء بعدد قليل وغير معروف حتى الآن، نظراً لبقاء تفاصيل أخرى طي الكتمان، كما تؤكد القناة 12 العبرية، التي توضح أن الحديث يدور عن إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.

وتشير صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، نقلاً عن مصدر مصري رفيع أن المداولات جارية حول عدة نقاط أخرى، منها طلب “حماس” انسحاب الاحتلال في غضون وقف النار من محور نيتساريم، وعودة الغزيين المهجّرين لشمال القطاع.

كما يقول المصدر المصري إن الصفقة تشمل إقامة لجنة إدارة مشتركة من الضفة وغزة، مكونة من 15 تكنوقراطاً فلسطينياً مستقلاً لإدارة قطاع غزة تحت رقابة أمريكية.

وطبقاً للصحيفة العبرية، يقول المصدر المصري الرفيع محجوب الهوية إن فترة وقف النار (60 يوماً) تشكّل فترة اختبار وفي حال صمد الاتفاق سيتحول وقف النار المؤقت لنهائي.

ورداً على سؤال حول احتمالات نجاح الصفقة المصرية المقترحة، يرى المصدر المصري المذكور أن “حماس” تبدي توجهاً إيجابياً، وأنها توافق على لجنة لإدارة المعابر من جديد، مرجحاً أن تقوم مصر عبر الصفقة المقترحة باتخاذ تدابير احترازية لمنع حصول خطوات من شأنها تهديد النظام الجديد.

عودة قطر للوساطة

وتوضح “يديعوت أحرونوت” أن القصد استكمال العملية قبل دخول ترامب للبيت الأبيض، ومع ذلك يقول المصدر المصري إن بايدن وترامب يتلقيان تقارير حول المقترح المصري، وإن “حماس” لم ترد بعد بإيجاب على المقترح المصري، مثلما لم تعلن تغييراً في موقفها، منوهة أن “حماس” ما زالت تصمم على وقف الحرب وانسحاب تام من القطاع.

كما توضح “يديعوت أحرونوت” أن قطر قامت بإحياء وساطتها بعدما جمدتها في الشهر الماضي وأن ستيف ويتكوف المبعوث الجديد للمنطقة من قبل ترامب قد التقى، في الأسبوع المنصرم، رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو ورئيس الحكومة القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في محاولة للتوصل لوقف النار في القطاع وإحراز صفقة تبادل قبل تنصيب ترامب.

وتنقل “يديعوت أحرونوت” عن مصدر إسرائيلي قوله، في الأسبوع الماضي، إنه بحال وافقت “حماس” على تهجير رمزي لقادتها من غزة، ربما يكون ممكناً إتمام صفقة معها تشمل وقفاً للحرب، لكن المشكلة هنا تكمن بالمشهدية، حيث إن نتنياهو لا يستطيع إتاحة صورة لـ “حماس” وهي باقية في الحكم.

فك الارتباط بين لبنان وغزة

وصدرت تصريحات عن وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس اعتبرتها القناة 12 تعبيراً عن تفاؤل حذر، وفيها زعم أن قوة الضغط الإسرائيلي على “حماس” تعمل، ونحن نقترب من استعادة المخطوفين.

كما دعا الوزير المكلف بترميم الشمال والجنوب زئيف إلكين، في حديث للإذاعة العبرية صباح اليوم، لصفقة بقوله إنه ينبغي فعل كل شيء لاستعادتهم مهما كانت الفرصة قليلة، مرجحاً أن فك الارتباط بين لبنان وغزة قد دفع “حماس” لتليين موقفها، وفتح فرصة جديدة لصفقة.

وفيما تبدي بعض الجهات الإسرائيلية نوعاً من التفاؤل بتجديد مداولات صفقة، لم يحدد موعد لخروج طاقم المفاوضات من تل أبيب للقاهرة. وفي الأثناء تواصل عائلات المحتجزين التظاهر والاحتجاج ومطالبة حكومة الاحتلال بصفقة الآن قبل أن يموت من تبقى منهم على قيد الحياة.

مصلحة للجميع

من جهته، يقول الرئيس السابق لقسم الأسرى والمفقودين في الاستخبارات العسكرية لجيش الاحتلال الجنرال في الاحتياط آفي خالو، في مقال تنشره صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم، إنه يتفهم التفاؤل الجديد في إسرائيل والمنطقة حيال صفقة محتملة. ويعلل ترجيحه احتمالات إنجاز صفقة بالقول إن لكل الأطراف مصلحة بصفقة جزئية: “حماس” معنية بهدنة، ونتنياهو معني بصرف الأنظار عن القضايا الداخلية، وعن محاكمته، وكذلك اليهود الأرثوذكس (الحريديم) معنيون بصفقة، كي لا يبقوا متهمين بتعطيلها من قبل الشارع الإسرائيلي العلماني، وبايدن وترامب متعطشان لمكسب، وكذلك الوسطاء.

حالياً تبدو الضغوط والحسابات الداخلية والخارجية تدفع للاستنتاج بأن الأمور تتجه نحو صفقة، خاصة أن المؤسسة الأمنية وأغلبية الإسرائيليين يريدون وقف الحرب واستعادة المحتجزين، لا سيما أنه يكشف تباعاً عن مقتل المزيد منهم داخل أنفاق غزة، علاوة على اعتراف جيش الاحتلال، أمس، بأن ستة منهم قتلوا قبل شهور بعد قصف جوي قريباً من مخبئهم.

ولكن من جهة أخرى، وفي ظل أجواء التفاؤل الحذر في إسرائيل، التي سبق وتبيّن أنها وهمية في تجارب ماضية، يبقى السؤال الأهم مرتبطاً بحسابات نتنياهو، الذي سبق أن عطّل الصفقة، وفق جهات إسرائيلية أيضاً فهو ما زال يخلط الحسابات ويطمع بالبقاء في التاريخ والحكم، ويخشى أن تؤدي صورة الأسرى الفلسطينيين وهم يرفعون شارة الانتصار، خلال الإفراج عنهم، لزعزعة حكمه، علاوة على أن الصفقة المصرية المقترحة تشمل نهاية الحرب بعد شهرين، ما يعني مواجهته خطر محاسبته من قبل الإسرائيليين على الفشل الذريع في السابع من أكتوبر، وهذا ما يبرر رفض الائتلاف الحاكم تشكيل لجنة تحقيق رسمية اليوم.

ولذا من غير المستبعد أن يواصل نتنياهو إقناع ترامب بأن “حماس” هي التي تعطل الصفقة، والرهان على المزيد من الوقت، طمعاً بتغير الأحوال لصالحه ولتأمين سمعته ومكانته ومستقبله السياسي طمعاً بالنجاة من احتمالات الإلقاء به في “مزبلة التاريخ”.

Share
  • Link copied
المقال التالي