وضعت المشاكل التي يعرفها قطاع التعليم العالي في المغرب، الوزارة المنتدبة الوصية، التي يترأسها إدريس اعويشة، في مرمى الانتقادات، بسبب ما اعتبر تغاضياً منها، عن كلّ ما يعيشه الطلبة من معاناة متواصلة منذ بداية الموسم الجامعي الحالي، في ظلّ استمرار إغلاق الأحياء الجامعية، والتأخر الكبير في صرف أشطر المنحة.
ويشهد القطاع، مجموعة من المشاكل العملية في الموسم الحالي، انطلاقاً من انقسام الجامعات بين التعليمين الحضوري وعن بعد، ومروراً باستمرار إغلاق الأحياء الجامعية لأزيد من سنة، إلى جانب تأخر الصرف المنحة الأولى، ثم الثانية التي لم يتوصل بها الطلبة إلى حدود الآن، علمأً أن موعد صرف الشطر الثاني في المواسم الماضية، لم يكن يتجاوز شهر فبراير، أو بداية مارس على أبعد تقدير.
ويشكو الطلبة الذين يتابعون دراستهم في الجامعات منع عدة المشاكل، على رأسها الوضعية المادية التي زادتها جائحة فيروس كورونا المستجد تعقيداً، بعد أن فقد الآلاف من أرباب الأسر عملهم، إلى جانب بقاء أبواب الأحياء الجامعية، التي كانت توفر السكن لعشرات الآلاف من الطلاب الذين لا تسمح وضعيتهم المادية بالكراء، مصودة.
وإلى جانب ذلك، ضاعف تأخر صرف الشطر الثاني من المنحة الجامعية، من المعاناة، بعد أن وجدت شريحة واسعة من الطلبة، أنفسهم مجبرين على العودة إلى منازلهم منذ يناير الماضي، بسبب عدم مقدرتهم على دفع تكاليف الكراء، فيما بحث آخرون عن ديون للاستمرار في التحصيل العلميّ، وسط صمت مطبق للوزارة، ومعها الحكومة التي لم تتخذ إجراءات من شأنها تخفيف هذا الوضع.
وانتقد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بشدّة، الصمت الوزاري الذي لا يتطرق بشكل نهائي إلى المشاكل اليومية التي تحول بين الطلبة وبين التحصيل العلمي الجيد، بالرغم من أنه يفترض أن تكون المبادرة، على حد قولهم، إلى اقتراح إجراءات استثنائية لمساعدة هذه الشريحة على الدراسة، سواء عبر فرض أثمنة محددة ومناسبة للكراء قرب الجامعات، أو بتسريع صرف أشطر المنحة.
وفي هذا السياق، استجاب رئيس لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، لدعوات “ممثلي الأمة”، في عقد اجتماع لمناقشة الأوضاع التي يعرفها قطاع التعليم العالي، جيث جاء في الإعلان، أن الاجتماع الذي سيجري يوم الثلاثاء الـ 6 من شهر أبريل الجاري، سيشهد “مواصلة دراسة مواضيع تهم قطاع التعليم العالي والبحث العلي”.
وتعليقاً على هذا الأمر، كتبت حنان رحاب، النائبة البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية: “أخيرا سيتم مناقشة مشاكل التعليم العالي في اجتماع للجنة التعليم بمجلس النواب.. وأخيراً سمحت أجندة الحكومة/الوزارة الوصية، لتكون حاضرةً وقبلت أن تناقش مشاكل هذا القطاع بعد نهاية امتحانات الدورة الأولى.
ونبهت رحاب، في تدوينة نشرتها على حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إلى أن هذا الاجتماع، يأتي بعد مرور أكثر من شهرين على طلب عقد اجتماع اللجنة حول هذا الموضوع، متابعةً: “سيعقد هذا الاجتماع مع استمرار تجاهل مصير عشرات الآلاف من الطلبة الضائعين ما بين التعليم الحضوري والآخر عن بعد، وإغلاق الأحياء الجامعية.. ومشاكل بالجملة في الدارس العليا..”.
وأضافت النائبة عن حزب “الوردة”، في التدوينة نفسها، أنه، “ووسط كل هذا، لا تتفاجؤوا إن جاء تفاعل الوزارة المنتدبة الصوية بالحديث عن مدارس البوليتكنيك ونظام الباكالوريوس والجامعات الخاصة، في تهريب ممنهج للنقاش الخاص بالمشاكل والمعاناة التي يعاني منها أبناء وبنات المغاربة الدين يتابعون دراستهم في الجامعات العمومية”.
يشار إلى أن الوزارة الوصية أعلنت مؤخرا، بعد طول انتظار، أن عملية صرف الشطر الثاني من المنحة الجامعية، ستنطلق بداية من يوم الإثنين الـ 5 من شهر أبريل الجاري، فيما وضعت، في وقت سابق، كرة فتح الأحياء الجامعية في ملعب تطورات تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد.
تعليقات الزوار ( 0 )