على خلاف الجزائر، تجاهل الإعلام الرسمي الموريتاني بشكل تام الحديث عن منطقة التجارة الحرة التي أعلنت الجزائر مؤخرا إنشاءها فى جوار موريتانيا، حيث يراهن العسكر على تكثيف التعاون الاقتصادي وتسهيل تنقل الأشخاص وتعزيز المبادلات التجارية وعبور وسائل النقل، ومحاولة خنق المعبر الحدودي الكركرات الذي يربط المغرب بعمقه الإفريقي.
ولم تتطرق وكالة الأنباء الموريتانية الـ(رسمية)، حسب الصحف الموريتانية لموضوع المنطقة الحرة الجزائرية فى جميع التقارير والنشرات المتعلقة بتغطية زيارة رئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إلى تيندوف الخميس الماضي ومشاركته إلى جانب نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، وضع حجر مشروع منطقة للتجارة الحرة بين موريتانيا والجزائر.
واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن تجاهل إعلام موريتانيا الرسمي لمنطقة تجارة الجزائر الحرة ينسجم مع سياسات الأنظمة المتعاقبة على حكم البلاد المتمثلة فى الإبتعاد عن الخلافات والصراعات السياسية القائمة بين الجارتين الشقيقتين الجزائر والمغرب.
وقد تنظر موريتانيا إلى موضوع إنشاء مشروع منطقة تجارة حرة بولاية تيندوف الجزائرية فى جوار حدودها الشمالية وبهذه السرعة دون مشاورات مسبقة أو دراسات فنية مجرد “مشروع ورقي”، و”جعجعة بلا طحن”.
وتدرك الحكومة الموريتانية، أن الجزائر تريد من هذا المعبر -كما هو واضح- منافسة مبادرة أطلقها المغرب في السادس من شهر نوفمبر الماضي تهدف إلى تمكين دول الساحل من الولوج عبر موريتانيا إلى ميناء الداخلة على المحيط الاطلسي.
ووفقا للمعطيات، فإن موريتانيا تحاول المحافظة على مسافة واحدة من المبادرة المغربية والمبادرة الجزائرية وتستعد للتعاون مع الطرفين دون أن تكون طرفا مباشرا في ـي مشروع من شأنه تغذية النزاع القائم بين الجارتين.
وتحاول الجزائر منذ سنوات فتح مجالات جديدة للتعون التجاري والإقتصادي مع موريتانيا لمنافسة المغرب الذى يعد أكبر مورد إلى موريتانيا، وهو البلد الأول أفريقيا على قائمة الاستثمار هناك، حيث يبلغ حجم المبادلات التجارية سنوياً بين المغرب وموريتانيا نحو 235 مليون دولار، فيما بلغ حجم التبادل التجاري بين الجزائر وموريتانيا نحو 87.3 مليون دولار عام 2021.
تعليقات الزوار ( 0 )