Share
  • Link copied

مسيحي مغربي: نعيش في سلمٍ وأمانٍ بالمغرب وجهاتٌ تسترزق بالملفّ لدى الهيئات الدّولية

احتفل المسيحيون المغاربة، خلال الأيام القليلة الماضية برأس السنة الميلادية الجديدة، بكافة أرجاء الوطن، في أجواء عادية دون مضايقات من قبل السلطات، أو جهات معينة، كما أكد ذلك رئيس اتحاد المسيحيين  المغاربة، وأنه لا وجود لأي لانتهاك لهذه الفئة بالمغرب، وأن تنظيم الطقوس والاحتفالات تتم بعلم من السلطات التي تقوم بحمايتهم على حد تعبيره، عكس ما يتم الترويج له من قبل جهات مشبوهة تحاول رسم صورة قاتمة عن المغرب لدى المنظمات والهيئات الدولية، بالرغم من وجود مضايقات و حالات اضطهاد داخل الوسط العائلي و داخل المؤسسات المهنية، في حق أشخاص أعلنوا اعتناقهم للديانة المسيحية.

وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته جريدة بناصا مع القس أدم الرباطي:

بداية، مرحبا بكم السيد ادم الرباطي، رئيس اتحاد المسيحيين المغاربة، وسنة سعيدة لكم.

شكرا، على الاستضافة، وسنة سعيدة لكل المغاربة والمسيحيين بالعالم.

كيف مرت أجواء الاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة، في ظل الظروف التي تعيشها البلاد؟

احتفالاتنا لهذه السنة الميلادية الجديدة، مرت في أجواء استثنائية، بسبب التدابير الاحترازية التي اتخذتها سلطات البلاد بسبب فيروس كورونا، حيث لم تكن هناك أي تجمعات، واقتصرت الاحتفالات بالمنازل، من خلال الترانيم والصلاة، مع الأخذ بعين الاعتبار المحيط الذي نعيش فيه.

وكما تعلمون، أن التجمعات ممنوعة بسبب كوفيد 19، مما دفعنا للاستعانة بمنصات التواصل الاجتماعي، وتطبيقات التراسل الفوري، حيث تقام اجتماعات أسبوعية بين المسيحيين المغاربة، على تطبيق ‘’زووم’’ وكان لذلك تأثير إيجابي على التواصل بيننا كمسيحيين مغاربة.

طيب، ذكرتم في مقطع فيديو، أن عددا من المسيحيين المغاربة يتعرضون لاضطهاد من قبل عائلاتهم وأرباب العمل، هل هناك معطيات حول هذا الموضوع؟

نعم، هناك بعض الأشخاص الذين ينتمون إلى المسيحيين المغاربة، ولنا اتصال مباشر بهم، بمختلف المدن المغربية، تعرضوا للمضايقات من قبل عائلاتهم، ’خرهم كان شاب بمدينة بني ملال، تعرض للطرد من قبل عائلته، وهو شاب مازال يتابع دراسته، وعائلة أخرى بمدينة تم إفراغها من السكن من قبل المكتري، بعدما علم بكون الأخيرة عائلة مسيحية، وشخص آخر من مدينة تطوان تم طرده من قبل العائلة.

وعلى المستوى المهني، هناك حالة لشخص بمدينة الدار البيضاء، تم طرده من شركة للحليب، وصل الصراع بين الطرفين إلى مفتش الشغل، إلا أن العمال المشتغلين رفقته رفضوا أن يشتغل الشخص برفقتهم، بمجرد كونه يعتنق الديانة المسيحية، نفس الحالة تكررت بالقنيطرة بعدما تم طرد شخص يشتغل بشركة للصباغة من قبل المشغل، وهو راع كنيسة و خادم، إضافة إلى حالة طلاق لسيدة أعلنت إيمانها بالمسيح بمدينة الدر البيضاء، وهناك أمثلة كثيرة في هذا السياق.

وكل هذه المضايقات والاضطهادات، لا علاقة لها بالسلطات المغربية، وكلها كما أشرت مرتبطة بالوسط العائلي أو المهني، كما تحاول بعض الجهات الترويج له لدى المنظمات والهيئات الحقوقية العالمية.

من هي هذه الجهات التي تحاول إقحام المغرب ضمن البلدان المضطهدة للمسيحيين، وكيف تستفيد من ذلك؟

لا أظن أن هناك جهات تريد أن تقحم المغرب ضمن البلدان المضطهدة للمسيحيين، لأن المسيحيين الأجانب يمارسون عقائدهم بالمغرب بكل حرية وبافتخار، إلا أن هناك بعض الأشخاص الذين يتاجرون في ملف الأقليات بالمغرب، ويحاولون اختلاق بعض الأكاذيب والحقائق المغلوطة، من أجل تغليط الرأي العام، وذلك من أجل الاسترزاق، من أموال المنظمات والهيئات العالمية التي تساعد الأقليات في البلدان الإسلامية، والتي تهتم بالأساس بدعم المؤتمرات والتأطير، ومن بين هذه الاطارات المشبوهة جمعية كنا ضمن المؤسسين لها.

كيف تفسرون أن المغرب من بين الدول الآمنة للمسيحيين، بالرغم من وجود هذه المعطيات التي أدليتم بها، والتي تخص الاضطهادات التي تتعرضون لها بالوسط العائلي والمهني؟

السنة الحالية كانت سنة سوداء بالنسبة للمسيحيين على المستوى العالمي، تابعنا عدة تقارير دولية التي تحدثت عن اضطهاد المسحيين، وفيها انتهاكات لحقوق الإنسان مهولة، ونحن في المغرب نحاول وضع تقرير كل سنة، ولنتكلم بصدق وأمانة، فالمغرب من بين الدول الآمنة التي يعيش فيها المسيحيين الأجانب والمغاربة، حيث يمكننا ممارسة شعائرنا بكل حرية، عكس دول أخرى شهدت خلال هذه السنة قتلا واختطافا المسيحيين وحرقا للكنائس، وهذا ما لا نجده بالمغرب.

السلطات المغربية تعلم جيدا عن أنشطتكم كمسيحيين مغاربة، هل هناك مضايقات؟

نعم، السلطات المغربية لها علم بنشاطنا كمسيحيين مغاربة، وبتنظيماتنا، كرابطة المسيحيين المغربية، واتحاد المسيحيين المغاربة وتنسيقية المسيحيين المغاربة، ولم نسجل يوما أي مضايقات، بعكس ذلك منذ سنوات لم نتعرض لأي مضايقات، والسلطات تحمينا من بعض الممارسات التي يقوم بها مواطنون تجاهنا، بالإضافة إلى حضور الأخيرة وتأمينها لأنشطتنا  خاصة بالملتقيات التي تنظم ويحضرها عدد كبير من المسيحيين المغاربة، يفوق عددهم 60 شخصاً.

ومنذ اعتناقنا للمسيحية، لم نسجل أي ممارسة ضدنا من قبل جهة رسمية، وكل هذه السنوات كانت بيضاء، بالرغم من حضورنا لمؤتمرات وندوات تنظمها هيئات حقوقية ومدنية، ونصرح أمام العموم باعتناقنا للمسيحية، كما هو الشأن في آخر نشاط قمنا بتنظيمه، وهو عبارة عن حفل  زواج كبير في الهيئة المغربية، وكان هناك حضور للصحافة وشخصيات كبيرة في المجال الحقوقي، ولم نسجل أي تدخل للسلطة، بل تم تشجيعنا على ممارسة معتقداتنا الدينية بكل حرية و هذا الأمر مشجع بالنسبة لنا.

كمسيحيين المغاربة، كيف تنظرون إلى القرار الأمريكي وتطبيع العلاقات مع إسرائيل؟

رحبنا بالقرار الأمريكي الذي اعترف بسيادة المغرب على صحرائه، وبتطبيع العلاقات مع إسرائيل لما لذلك من مصلحة للشعب الفلسطيني بالدرجة الأولى، وأن وسيلة تكون بالمصلحة، كما قال الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله في اجتماع مع قادة الدول العربية ‘’سنعترف بإسرائيل ومن جانبها ستعترف بالدولة الفلسطينية، وهذه وسيلة ضغط’’.

ومن جهتنا نطالب من النخب السياسية والهيئات الحقوقية، التي تقول بأن التطبيع خيانة، أن تراجع موقفها، لأن القضية بمجملها، مصالح ومن أجل إقرار السلام والمصلحة الدائمة بين الطرف الفلسطيني والإسرائيلي يجب أن تقام على أساس مصالح، وهذا هو التوجه الدولي.

كلمة أخيرة و رسالة موجهة للشعب المغربي؟

من حق المغاربة أن يطلعوا على تقرير أقليات المغرب، المنجز من قبل أبناء الشعب، والذي تم إنجازه من طرف مغاربة بعيدا عن المسترزقين، وكمسيحيين مغاربة نحن من سيعطي تقارير عن وضعنا و‘’مانخليوش جهات أجنبية تكلف بهاد المسألة واخصروا صورة البلد، ويعطيوا صورة غير واضحة ومغلوطة’’.

Share
  • Link copied
المقال التالي