شارك المقال
  • تم النسخ

“مسيحيون مغاربة”.. بعد إسرائيل هل “يُطبّع” المغرب مع المسيحيين؟

قالت صحيفة “christianitytoday”، التي تهتم بالشؤون المسيحية، إنّ ما يَطبعُ الاتفاقات التي أبرمتها دولٌ عربية مع إسرائيل، ومنها المغرب، هو غياب التركيز على الحرية الدينية، على الرغم من أن إدارة ترامب تجعلها سمة مركزية في سياستها الخارجية، مشيرة إلى أنه فيما يتعلق بالمسيحيين، “لكل أمة وضع فريد”.

وأشارت الصحيفة، إلى أنه في سنة 2012، اجتمع مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في عاصمة البلاد بالرباط وصاغ خطة عمل للحد من التمييز والتحريض ضد الأقليات الدينية.

وجاء في البيان الختامي، الذي سمي بإعلان مراكش سنة 2016، الذي حضره أزيد من 200 رجل دين من جميع أنحاء العالم، أن المؤسسات العلمية والمرجعيات الدينية تدعو إلى “القيام بمراجعات شجاعة ومسؤولة للمناهج الدراسية للتصدي لأخلال الثقافة المأزومة التي تولد التطرف والعدوانية، وتغذي الحروب والفتن، وتمزق وحدة المجتمعات”.

وأضافت الصحيفة التي تهتم بالشؤون المسيحية، أنه في سنة 2020 التي تم توديعها، سلط استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية، الضوء على تاريخ المغاربة مع اليهود، حيث أنه خلال الحرب العالمية الثانية، رفض الملك آنذاك الجهود النازية لترحيل الجالية إلى ألمانيا.

وفي هذا السياق، قال الناشط الحقوقي، سعيد زهير الدكالي، وهو مسيحي مغربي، “إن الاتفاق الأخير مع إسرائيل سيساعد المسيحيين بشكل غير مباشر، وسيتعلم المغاربة العاديون قبول هذا التنوع والاختلاف”.

وأضاف في تصريح للصحيفة المسيحية، “أنه في يوم من الأيام، سيأتي الآلاف إلى الديانة المسيحية، موضحا أنه يأمل في أن تكون الكنيسة مستعدة لاستقبالهم وألا تتعقد الأمور، لاسيما إذا انتفض المتطرفون، فقد تضطر الحكومة إلى اتخاذ إجراءات صارمة”.

وتابع سعيد: “السجن أو الموت لا يخيفني، لكن علينا أن نحرص على حماية الآخرين”، قبل أن يردف “إذا كنت تريد القيام بأشياء على المدى الطويل، فعليك أن تكون حكيماً وبطيئا، ومع ذلك، هذا لا يعني بالضرورة الصمت”.

واعتنق الدكالي المسيحية سنة 2000 وعاش لمدة 10 سنوات كـ”مؤمن سري”، وقرر بعد ذلك الإعلان عن ديانته قائلا: “لا يمكنني البقاء خائفًا إلى الأبد”

واسترسل، “توقف بعض أفراد العائلة عن التحدث معي، لكنني استعدت حياتي”، وأردف أن معظم المسيحيين المغاربة يحافظون على خصوصية عقيدتهم خوفا من الضغوط الاجتماعية التي قد تكلفهم وظائفهم”.

بدوره، قال يوسف أحمد، وهو أحد المسيحيين المغاربة القلائل من الجيل الثاني الذي يقطن بمدينة طنجة واعتنق والده الديانة المسيحية في سنة 1936 من خلال مقر بعثة شمال إفريقيا التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية، “إنه في عام 1945، قضى أبي عامين في السجن بعد أن رفض التخلي عن عقيدته”.

وفي سنة 1975، مباشرة بعد زواج يوسف استولت الحكومة على مستشفى الإرسالية والكنيسة التي تزوجا فيها، وتوقف العديد من المسيحيين عن الاجتماع خوفا على سلامتهم، بيد أن آخرين انضموا لتشكيل كنيسة منزلية في بيت عائلة أحمد، وهي معروفة للجيران حتى يومنا هذا.

وبحلول ذلك الوقت كانت حركة الكنيسة في المنزل تزداد قوة يوما بعد يوم، وفي سنة 2005، تصدرت مجلة Newsboys مهرجان الموسيقى المسيحية في مراكش، إلا أنه في 2010، طردت الحكومة أكثر من 100 عامل مسيحي أجنبي متهمين بتنصير أولاد من المحرومين واليتامى من جميع أنحاء البلاد، وفق الصحيفة.

وأشارت “christianitytoday”، إلى أن المسيحيين المغاربة والأجانب تشتتوا بعد ذلك، كما ساهمت الصراعات المذهبية بين المجموعات المرتبطة بالبعثات المعمدانية أو الخمسينية في الانقسام العام.

وأوضحت، أنه وفقا تقرير نشره الباروميتر العربي و”بي بي سي” سنة 2019، فقد تضاعف عدد الذين يعتبرون أنفسهم “غير متدينين” إلى ثلاث مرات منذ عام 2013 ، ويشمل الآن 15 في المائة من السكان. وأظهر الاستطلاع نفسه، أن 25 بالمائة فقط يؤمنون بزعمائهم الدينيين.

وقال أحمد، “إن بعضهم هؤلاء المتدينين، يأتون إلى الكنيسة طلبا للمعمودية، ومع ذلك ، فإن هدفهم هو شهادة المعمودية التي يمكنهم تقديمها إلى المسؤولين في أوروبا عندما يطلبون اللجوء، وبعد التوضيح، يصبح البعض باحثين حقيقيين”.

وفي هذا الصدد، قال رشيد إيمونان، راعي الكنيسة بمدينة أكادير،”إذا طلب أي شخص اللجوء الديني بسبب اضطهاد الحكومة، فهو يكذب”، وأنني كمسيحي مغربي، فإنني أقدم ولائي واحترامي للملك”.

وأشارت الصحيفة، إلى أن جميع المصادر المسيحية المغربية أعربت عن دعمها القوي للعلاقات المغربية مع إسرائيل.

كما أن اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على كامل أراضيه، سيعزز التنمية الاقتصادية للبلاد، وخاصة في مناطق الجنوب.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي