شارك المقال
  • تم النسخ

مسكين: “التراند” لا يكون طبيعيّاً دوماً.. ودراسةٌ كَشفت أن فبركتهُ تُكلفُ 200 دولار

لفت الصحافي والباحث الأكاديمي، يونس مسكين، إلى أن “التراند لا يكون طبيعيا دوما، حيث إن التطور السريع لمنصات التواصل الاجتماعي، قد جعل عددا من الأمور غير طبيعية، ليصير لدينا تراند طبيعي وتراند مفبرك”.

وأشار في كلمته بالندوة التي نظمتها جريدة بناصا الإلكترونية، تحت عنوان ” تراند #أخنوش_ارحل“: الاحتجاج بين الفضاء الواقعي والافتراضي”، أن التراند الطبيعي أمام هذا التطور الرقمي قد أصبح نادرا جدا على حساب آخر مفبرك وجد لنفسه مكانا في القائمة.

وأبرز المتحدث ذاته أن “المنصات الرقمية اليوم، صارت لديها خلفيات تجارية ربحية، وبالتالي غدا من السهل تحويل أي موضوع كان لتراند، مقابل دفع أموال لهذه المنصات”.

وأفاد مسكين، بأن دراسة تعود لسنة 2018، قامت بها “ال بي بي سي البريطانية”، كشفت أن الكلفة المالية لصنع التراند المفبرك لا تتجاوز مبلغ الـ 200 دولار.

وتابع ” ولنا أن نتصور حين تكون الرهانات السياسية كبيرة،  كيف يمكن أن يستيقظ حينها المواطن وبسهولة على تراند معين” لافتا في هذا السياق إلى أن ” الغاية من اختلاق التراند هي إدخال الموضوع لأجندة صانع القرار”.

وأردف بالقول ” الإعلام كذلك صار يتأثر بالتراند،وأصبح ملزما بالحديث عنه والتطرق له، وتخصيص حيز من مواده للنقاش فيه”.

في جانب آخر، تحدث مسكين عن ثقافة التراند، واعتبره واحدا من أبرز الظواهر الحديثة التي أنتجتها الثورة التكنولوجية في المجال التواصلي خلال العقدين الماضيين”.

ورأى أنه “بفضل التراند، وبطريقة غير مسبوقة في تاريخ البشرية، صار بإمكاننا معرفة ما الذي يشغل اهتمام وبال الناس في لحظة معينة، ففي أي لحظة يمكن الولوج إلى وسائط التواصل الاجتماعي ومعرفة ما الذي يهتم به الناس”.

وربط التراند بأمور نفسية، باعتباره ” يعكس الرغبة الإنسانية، والى أين تميل النفس في لحظة معينة من الزمن” قبل أن يُضيف “كما يتسم أيضا بعنصر العدوى، حيث حيث يمكن أن يكون التراند في البداية مرتبطا بموضوع لا يعنيني، لأصبح بعدها، وبشكل لا إرادي، مشاركا فيه”.

يونس مسكين قدم أيضا العناصر التي يجب أن تتوافر حتى نصف موضوعا مُعينا بـ”التراند”،  أولها أن يكون الموضوع مستجدا، ولم يكن مطروحا من قبل للنقاش.

ثانيها وفق المتحدث نفسه، “وجود عنصر تطرق له مجموعة من الأشخاص المؤثرين، بحيث لا يمكن الحديث عن تراند من دون وجود أشخاص معروفين استعملوا وساهموا في هذا التراند”.

أما ثالثها، فكان حيازة هذا الموضوع لعدد كبير واستثنائي من التفاعل بين الناس، ففي المغرب مثلا، يجب أن يتفاعل معه على الأقل عشرات او مئات الآلاف” ورابعها “أن يجري هذا الاهتمام الكبير خلال مدة زمنية قصيرة”.

ليكون آخرها حسب مسكين ” قيام كتلة كبيرة من المتابعين بمراقبة الكتلة الأولى والفئة القليلة التي بادرت بفتح نقاش حول الموضوع، لتلتحق الثانية بالأولى، ويصبح الجميع منخرطا في التراند”.

جدير بالذكر أن الندوة التي نظمتها جريدة بناصا الإلكترونية، تحت عنوان ” تراند #أخنوش_ارحل : الاحتجاج بين الفضاء الواقعي والافتراضي”، التي أشرف على تسييرها الإعلامي نور الدين لشهب، قد شهدت مشاركة أيضا كل الأستاذ الجامعي محمد الهاشمي، والناشطة الجمعوية والسياسية، بشرى الحياني، والبرلمانية السابقة آمنة ماء العينين، وكذلك الأستاذ الجامعي، خالد البكاري.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي