شارك المقال
  • تم النسخ

“مسجد مسطاسة”.. معلمة تاريخية بعمر ثمانيةِ قرونٍ تنشُدُ الالتفاتةَ “العاجلة”

يرجع عمره لحوالي 8 قرون خلت، شُيد في عهد “بني مرين”، وما يزال واقفاً إلى اليوم، شاهداً على تاريخٍ عريقٍ، وعشرات الأجيالِ، يسمى “مسجد مسطاسة”، يتواجد بجماعة بني جميل مسطاسة، التابعة لإقليم الحسيمة.

يعود تاريخ تشييد “مسجد مسطاسة” إلى “السلطان الأكحل”، أو “أبو الحسن المريني”، حسب الباحثين في التاريخ، ليتحول بعدها، لصرحٍ علميٍّ، خرّج العشرات من الفقهاء والعلماء والأئمة البارزين في تاريخ المغرب.

للمسجد رمزيةٌ كبيرة مجسدةٌ في الطريقة التي شُيّد بها، وهندسته المعماريةِ المميّزةِ، خاصة على مستوى “الأرقام”، الظاهرة في عدد أعمدته، وأروقته، ورموزه، والتي تشكل لغزاً يطالب العديد، المهتمين بتعميق البحث في الأمر، لمعرفة دلالته.

ومن ضمن الأشياء التي تلفت انتباه أي زائرٍ لمسجد “مسطاسة”، أبوابه الكثيرة، غير المعتادة في مبانٍ بجمه الصغير، وهي باب المدخل الرئيسي، وباب من جهة المئذنة، وبويبة صغيرة تؤدي إلى البيت الموجود وسط المئذنة، إلى جانب باب تصل المئذنة بالمسجد، والبويبة الصغيرة المتواجدة على يمين المحراب الأصلي، وباب النساء.

ويتميز المسجد، بنوع خشبٍ صلبٍ، استمر معه لحوالي ثمانِ قرونٍ، تحكي الروايات المحلية، بأنه جاء من أوروبا، عبر ميناءٍ كان متواجداً بشاطئ تاغزوت حاليا، في عهد الدولة المرينية، واستعمله مشيدو هذه المعلمةِ في البناء.

مسجد مسطاسة، بالرغم من عراقته التاريخية، ودلالته الرمزية، بكونه أحد أقدم المساجد في المغرب، إلا أنه يعاني من التهميش، وبات مهدّداً بالسقوط في أية لحظة، في ظل الفيضانات المتكررة، التي يشهدها الوادي المحاذي له، كل شتاءٍ.

وفي هذا السياق، قال إلياس أعرب، نائب رئيس جمعية أمازيغ صنهاجة الريف، إن “مسجد مسطاسة واحد من أهم المؤسسات العلمية التاريخية بإقليم الحسيمة والريف عموماً، ورمز من رموز عراقة منطقة صنهاجة الريف وقبيلة مسطاسة التي يتواجد على ترابها”.

وأضاف أعرب، بأن تاريخ تشييد المسجد يعود إلى “عهد السلطان أبي الحسن المريني في القرن الرابع عشر الميلادي”، متابعاً: “ويعرف بمسجد المحرابين بسبب توفره على محراب جنوب-شرقي، وآخر شمال-غربي، وهو ما يميزه عن باقي المساجد”.

وأردف بأن هندسته المعمارية الفريدة تجعله مسجداً مميزاً أيضا، حيث يتوفر على “نقوش، خاصة على خشب العرعار”، مسترسلاً: “المسجد يتوفر أيضا على عدة مرافق، مثل قاعة لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم، وهو ما يبين الدور الديني والتربوي التاريخي الذي لعبه على امتداد ثمانية قرون”.

وأشار المتحدث نفسه، إلى أنه يتعين على الجهات الصوية على الشأن التراثي والثقافي بالمغرب، تصنيف المسجد “كتراث وطني”.

ونبه إلى أن “مسجد مسطاسة بقي صامداً لقرون أمام المؤثرات الطبيعية، والفيضانات الموسمية الخطيرة التي يعرفها واد اعشرين”، مشدداً على ضرورة التفكير في التحرك “لإنقاذه من الانهيار، والاهتمام به، والحفاظ على طابعه الأصيل من كل المؤثرات التي يمكن أن تنال منه، مردفاً بأن “بناء سياج عازل يقيه من الوادي والسيول الجارفة صار أمرا مستعجلاً لحماية هذه المعلمة الناريخية”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي