لليوم الثالث تواصل إسرائيل البحث عما يدعم مزاعمها بأن حركة “حماس”، تستخدم أسفل مستشفى “الشفاء” مقرا عسكريا مركزيا لكن جيشها لم يقدّم سوى صورا لبعض الأسلحة وجهاز لابتوب وأقراص مدمجة ومواد تدعّي أنها ترتبط بالمحتجزين الإسرائيليين في غزة.
وحاول وزير الأمن آفي غالانت، مساء الخميس، صبّ الماء على ماكنة الدعاية ودفع الرواية الإسرائيلية الخاصة بالمزاعم حول الدور العسكري للمستشفيات داخل القطاع، بقوله إن جيشه عثر على شهادات جوهرية تدلل على “العلاقة المباشرة” بين فعاليات حماس داخل “الشفاء” وبين قضية المخطوفين”.
وبعدما كشف الجيش عن “اكتشافاته وشهاداته” لتجريم المستشفى وشيطنة حماس من هذه الناحية، تعرض لتساؤلات وعلامات استفهام من قبل أوساط إعلامية إسرائيلية أيضا كالقناة 13 العبرية وإذاعة الجيش وغيرها، التي قالت إنه لم يعثر على أنفاق ولا مقرات عسكرية أسفل المستشفى مما حوّل المزاعم الرسمية بهذا الخصوص لمادة للتندر في العالم.
وفي محاولة لتقليص الضرر اللاحق بالرواية الإسرائيلية الرسمية، قال الناطق العسكري إن الجنود ضبطوا موجودات هامة داخل المستشفى تظهر عسكرة المستشفى، لافتا النية لعرضها لاحقا مثلما اصطحب الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، طواقم صحافية أجنبية لكن هذه اكتفت بالقول إن ما شاهدته هو بعض السلاح والذخائر وأجهزة لابتوب في قسم الأشعة.
يشار إلى أن بعض المراقبين الإسرائيليين أمثال الباحث في الشؤون الاستراتيجية عوفر شيلح كان قد حذر مرات متتالية في أحاديث للقناة 13 العبرية من خطورة التركيز على مستشفى “الشفاء” وتحويله لرمز لحماس. وبشكل منهجي قال شيلح إنه ينبغي الكّف عن “هذه اللعبة” إلا إذا كانت غايات عسكرية تبرر التركيز عليه واقتحامه والإصرار على أنه قاعدة عسكرية سرية، محذرا من أن ذلك سيعود كيدا مرتدا على إسرائيل من ناحية صورتها وروايتها في العالم.
ومما يزيد الطين بلة في الرواية الإسرائيلية المفضوحة هنا تبني الرئيس الأمريكي لها علانية “استناد لمصادر غير إسرائيلية” مما يعني أن عجز الجيش الإسرائيلي عن إثبات مزاعمه حول الشفاء يعني المساس بمصداقية الموقف الأمريكي كما حصل في قصة الرؤوس المقطوعة في بداية الحرب.
وفي محاولة لتقليص الضرر الإعلامي في هذه الخسارة بالمعركة على الرواية والوعي في العالم يستعد السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة جلعاد أردان لعرض “فيلم” حول “فظائع حماس” في السابع من أكتوبر على سفراء الدول.
(القدس العربي)
تعليقات الزوار ( 0 )