شارك المقال
  • تم النسخ

مسؤولون أمريكيون وعرب يتصلون بالبرهان من أجل مساعي هدنة عيد الفطر

قال بيان للجيش السوداني إن قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان تلقى مكالمات هاتفية، اليوم الخميس، من وزراء خارجية الولايات المتحدة والسعودية وقطر، ومن الرئيس التركي ورئيس المخابرات المصرية.

وتأتي المكالمات وسط جهود لحمل كل من الجيش وقوات الدعم السريع على الموافقة على وقف إطلاق نار لمدة ثلاثة أيام خلال عيد الفطر الذي يبدأ غدا الجمعة.

وأكد الجميع، بمن فيهم الأمين العام للأمم المتحدة وزعيما جنوب السودان وإثيوبيا، على ضرورة وقف العنف واللجوء إلى الحوار.

وتواصل إطلاق النار ودويّ الانفجارات الخميس، عشية عيد الفطر في الخرطوم فيما أكّد البرهان رفضه “أيّ حديث في السياسة” مع حليفه السابق الذي أصبح عدوّه اللدود قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.

وبينما يحاول المجتمع الدولي انتزاع وقف لإطلاق النار من قائدي الجيش وقوات الدعم السريع في نزاعهما على السلطة، حذّر البرهان في حوار عبر الهاتف مع قناة الجزيرة من أنّه “لا خيار إلا الحسم العسكري” اذا لم تَعُد قوات الحسم السريع الي مواقعها التي كانت ترابط فيها في ديمسبر الماضي.

وشدّد قائد الجيش في الوقت ذاته على رفضه أيّ حديث “مباشر” مع دقلو الملقّب بـ”حميدتي”، ملمّحاً الى أنّ الطموحات الشخصية للأخير بحكم السودان هي الدافع الأساسي لهذا النزاع.

وقال البرهان، الذي سبق أن وصفه دقلو قبل ايام بـ”المجرم”، إنّ “هذه الحرب (تقف وراءها أطماع شخصية لأشخاص محدودين يريدون أن يحكموا الدولة السودانية وان يستولوا على مقدّراتها وإمكانياتها”.

وفي الخرطوم التي يبلغ عدد سكانها أكثر من خمسة ملايين نسمة، تسرع العائلات بالخروج إلى الطرق والفرار هربًا من الغارات الجوية والرشقات النارية والمعارك في الشوارع والتي أودت بحياة أكثر من 270 مدنيا منذ السبت، وتتركز في الخرطوم ودارفور في الغرب.

وعلى بُعد عشرات الكيلومترات من العاصمة، تستمرّ الحياة بشكل طبيعي وتفتح المنازل لاستقبال النازحين الذين يصلون في حالة صدمة، بسياراتهم أو مشيا لساعات على الأقدام مع ارتفاع سعر البنزين إلى عشرة دولارات لليتر الواحد في احد أفقر بلدان العالم.

وللوصول إلى مكان آمن، خضع هؤلاء لأسئلة وتفتيش رجال متمركزين على نقاط مراقبة تابعة لقوات الدعم السريع وأخرى تابعة للجيش.

وكان عليهم خصوصا التقدم في مسيرهم وسط جثث على أطراف الطريق ومدرعات وآليات صغيرة متفحمة بعد احتراقها في المعارك بالأسلحة الثقيلة، وتجنب أخطر المناطق التي تتصاعد منها أعمدة الدخان الأسود الكثيفة.

هدنة لا تصمد

منذ تحول النزاع على السلطة الكامن منذ أسابيع بين الفريقين إلى معركة ضارية السبت، يبدو الوضع ملتبسا للسودانيين البالغ عددهم 45 مليون نسمة.

ولا يكف الطرفان عن إطلاق وعود بهدنات لم تتحقّق.

ودوّت الانفجارات مجدّداً الخميس في الخرطوم وفي الأُبيّض على بُعد 350 كيلومتراً جنوب العاصمة.

وفي الشوارع المليئة بالركام، من المستحيل معرفة من الذي يسيطر فعليا على مؤسسات البلاد.

ويطلق كلّ من الجانبين اعلانات عن انتصارات واتهامات للطرف الآخر. لكن لا أحد يستطيع التحقق ممّا يتم تداوله على الشبكات الاجتماعية.

وذكر أطباء أنّ سلاح الجو الذي يستهدف قواعد ومواقع قوات الدعم السريع المنتشرة في المناطق المأهولة بالخرطوم، لا يتردّد في إلقاء قنابل على مستشفيات أحياناً.

وقالت نقابة أطباء السودان المستقلة إنه خلال خمسة أيام “توقف عن الخدمة سبعون بالمئة من 74 مستشفى في الخرطوم والمناطق المتضررة من القتال”، إمّا لأنها قُصفت أو لنقص الإمدادات الطبية والكوادر أو بسبب سيطرة مقاتلين عليها وطردهم المسعفين والجرحى.

واضطرت معظم المنظمات الإنسانية إلى تعليق مساعداتها وهي أساسية في بلد يعاني فيه أكثر من واحد من كل ثلاثة أشخاص من الجوع في الأوقات العادية.

ومنذ السبت في الخرطوم، استنفد عدد كبير من العائلات مؤنها الأخيرة وتتساءل متى ستتمكن شاحنات الإمداد من دخول المدينة.

حفتر ينفي تزويد “الدعم السريع” بالسلاح

نفى خليفة حفتر، الخميس، تزويد “قوات الدعم السريع” بالسلاح، وذلك ردا على صحيفة “وول ستريت جورنال” التي نقلت الخميس عن مصادر لم تسمها قولها إن حفتر أرسل طائرة على الأقل لنقل إمدادات عسكرية لقوات “الدعم السريع” في السودان.

وقال أحمد المسماري، متحدث حفتر، “تنفي القيادة العامة نفيا قاطعا ما تتناوله بعض وسائل الإعلام بقيام القوات المسلحة العربية الليبية تقديم الدعم لطرف ضد الآخر في السودان”.

وأضاف “نحن كنا وما زلنا وسنظل مع استقرار دولة السودان وأمنها وسلامة شعبها العربي الإفريقي الأصيل”.

وتابع “نقوم حاليا بإجراء الاتصالات العاجلة مع الأطراف المعنية نحن مستعدون للقيام بدور الوساطة بين الأشقاء في السودان لوقف القتال فورا وفتح المجال للحوار بالطرق السلمية “.

والإثنين، أعلن الجيش السوداني عن وجود معلومات دقيقة عن عملية تآمر ومؤشرات قوية على تورط أطراف “إقليمية ومحلية” في الحرب مع قوات الدعم السريع.

الجيش يعلن السيطرة على قاعدة عسكرية

وأعلن الجيش السوداني، الخميس، سيطرته على قاعدة عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع، شمال غربي البلاد.

وأفاد بأن “القوات المسلحة استولت على قاعدة الشيفرليت في الحدود الشمالية الغربية للبلاد”، مشيرا إلى أن القاعدة “تعتبر من أكبر خطط الإمداد للعدو”.

ونشر الجيش عبر منصة “فيسبوك” فيديو قال إنه لـ”استيلاء قواته على القاعدة الهامة”.

وتقع قاعدة “الشيفرليت” العسكرية في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا. ولم يصدر تعقيب فوري من الدعم السريع حول بيان الجيش.

حميدتي مستعد للالتزام بهدنة العيد

قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو لقناة الجزيرة إنه مستعد للالتزام بهدنة خلال عيد الفطر.

وذكر حميدتي أنه لن يجلس مع قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الذي وصفه بأنه “مجرم”.

وأعلنت قوات الدعم السريع، الخميس، إسقاط طائرتين مروحيتين خلال تصديها لهجوم ضدها في غرب أم درمان.

وقالت قوات الدعم، في منشور أوردته عبر صفحتها بموقع “فيسبوك” الخميس، إنه “رغم الهدنة المعلنة منذ مساء الأمس هاجمت القوات الانقلابية صباح ليوم قوات الدعم السريع المتمركزة في غرب أم درمان”.

وأضافت أن “القوات تصدت للهجوم وكبدت الانقلابيين خسائر باهظة في الأرواح والعتاد من بينها إسقاط طائرتين مروحيتين”.

وأشارت إلى أن قواتها ظلت منذ إعلان الهدنة ملتزمة بمواقعها وبوقف إطلاق النار.

ممر إنساني للمسعفين

وفي السياق، حثت منظمة الصحة العالمية طرفي الصراع على وقف القتال للسماح للناس بالحصول على الرعاية الطبية عند الحاجة وفتح ممر إنساني للعاملين في مجال الصحة.

وأدلى أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بالتصريحات خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت.

فرنسا لن تجلي رعاياها في الوقت الحالي

في باريس، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن فرنسا لن تجلي رعاياها من السودان “في المرحلة الحالية” وإن تركيزها حاليا ينصب على التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

ما بين 10 آلاف و20 ألف شخص فرّوا إلى تشاد

فرّ ما بين 10 آلاف و20 ألف شخص من المعارك الجارية في السودان بحثاً عن ملاذ في تشاد المجاورة، وفقاً لفرق تابعة لمفوضية الأمم المتّحدة السامية لشؤون اللاجئين موجودة على الحدود.

وقالت المفوضية في بيان الخميس إنّ “غالبية الوافدين هم من النساء والأطفال… تعمل المفوضية عن كثب مع الحكومة التشادية وشركائها لتقييم احتياجاتهم وإعداد استجابة مشتركة”.

(القدس العربي)

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي