جدد كارلوس إشيفيريا، مدير مرصد سبتة ومليلية، تحذيراته، مما يسميه بـ”الاستراتيجيات الهجينة” التي يمارسها المغرب على مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين.
وقال إشيفيريا، إن قرب فتح الجمارك التجارية، مؤخرا، ثم عودة الأمور إلى نقطة الصفر، عبر منع عبور الشاحنات في سبتة، يرجع إلى “مناورة مستمرة من الإلهاء والترفيه لتوليد التوقعات”.
وأضاف إشيفيريا، في مقال نشره بصحيفة “ABC”، بعنوان: “عادات سبتة ومليلية وسياقهما”، أن المغرب “يستعمل استراتيجيات هجينة واحدة تلوَ الأخرى”، عبر تأخير عمليات فتح الجمارك، التي لا يثق المعني بأنها ستفتح.
وأوضح مدير مرصد سبتة ومليلية، أن استراتيجيات المغرب الهجينة، تتجسد أيضا، في مسألة العمال عبر الحدود، الذين لم تسوَّ وضعيتهم بعد، بسبب عدم حصولهم على وثائق الإقامة.
وتابع إشيفيريا، أن الاستراتيجيات الهجينة، تستهدف “تقسيم المدينتين المتمتعتين بالحكم الذاتي، بحيث تسير كل مدينة في طريقها الخاص”، عبر فتح الجمارك في مليلية ومنعه في سبتة.
وأعرب مدير مرصد سبتة ومليلية، عن شكوكه بشأن فتح الجمارك التجارية، خصوصا في سبتة، وفي حال تم، فإن المغرب سيفرض شروطاً “قاسية”، مثل السماح لشاحنة واحدة فقط بالمرور في كلا الاتجاهين، من الاثنين للجمعة.
واعتبر إشيفيريا، أن هذا الأمر، لا يمكن تسميته بـ”المكتب الجمركي”، بل هو “وضع شاذ وغير نمطي، يفرضه جار يظهر موقف التفوق والهيمنة والسيطرة”، فيما “تنتظر إسبانيا، لترى ما سيسقط من الفتات”.
وفي رأي رئيس مرصد سبتة ومليلية، فإن عدم تبني الحكومة الإسبانية، في هذه الظروف، “موقفا أكثر صرامة”، واستمرارها في منح المغرب “كل التسهيلات الممكنة”، يعتبر “خطيراً”.
وأكد رئيس مرصد سبتة ومليلية، أن موقف السلطة التنفيذية المركزية، المشيد باستمرار بالمغرب، خاصة عبر وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس، “من الصعب جدا شرحه”.
واسترسل أنه “لا يمكن وصف العلاقة بأنها رائعة عندما يكون هناك ادعاء دائم وغير مقبول لم تطفئه العلاقة الجديدة”، الذي يزيد من تفاقمها ملفات أخرى، مثل نظام المسافرين إلى مليلية، ووضع العمال في سبتة.
واعترف إشيفيريا، بأن العلاقة الإسبانية المغربية “معقدة”، لأنها تخضع لسلسلة من الشروط مثل مراقبة الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب، لكنه يرى أنه “يجب مقاربة الأمور بطريقة أكثر مصداقية وأكثر جدية”.
وأصر رئيس مرصد سبتة ومليلية، في ختام مقاله، على أنه “لا ينبغي لإسبانيا أن تسمح لنفسها بالترفيه عن مشكلة لا تؤدي في النهاية، إلا إلى إهدار الوقت والجهد بلا فائدة”.
ولهذا السبب أكد أن ما يتعين على إسبانيا القيام به، هو “استكشاف السبل الأخرى للتنمية والتقدم التي تتمتع بها المدن، والتي لا تمر عبر الحدود الجنوبية بل عبر بقية إسبانيا وأوروبا”.
تعليقات الزوار ( 0 )