طالب مرصد سبتة ومليلية، التابع لمعهد الأمن والثقافة (ISC)، أخيرا، شركة Google الأمريكية بمراجعة الخطوط المتقطعة التي تعتبر ثغري سبتة ومليلية من المناطق المتنازع عليها بين الرباط ومدريد على غرار نزاع الهند وباكستان للسيطرة على منطقة كشمير الجبلية.
وآثار اعتماد أشهر محرك بحث في العالم، مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين مناطق متنازع عليها من خلال رسم خطوط متقطعة مع محيطها الجغرافي المغربي، غضبا داخل الأوساط الإسبانية، وهي الخطوط التي تعتمدها الشركة للخرائط في المناطق الجغرافية التي تعرف نزاعات حدودية، نظير شبه جزيرة القرم وكشمير وبعض الجمهوريات السوفيتية السابقة.
وذكرت عدد من تقارير الجارة الإيبيرية، أن خدمة Google للخرائط تشكك في “إسبانية” مدينتي سبتة ومليلية من خلال تصنيف المدينتين كمناطق متنازع عليها بين الجارتين، حسب العديد من الصور المنشورة والمعالجة من طرف الشركة سالفة الذكر.
وفي هذا السياق، رفع البروفيسور الإسباني كارلوس إتشيفيريا، مدير مرصد سبتة ومليلية، شكاية إلى شركة Google، يطالب فيها من الرئيس التنفيذي لأشهر محرك بحث عالمي بإعادة النظر في المؤهلات الممنوحة لحدود المدينتين المتمتعة بصيغة الحكم الذاتي.
وأضاف المصدر ذاته: ” أنه من الضروري تسليط الضوء على أن الخطأ الذي ارتكبته الشركة لا يؤثر فقط على الحدود الدولية لمملكة إسبانيا، ولكن أيضًا على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي (EU)، لذلك من الملح بشكل مضاعف أن يكون الخطأ المذكور مصحح لتجنب حدوث ارتباك لا داعي له”.
ولفت مدير مرصد سبتة ومليلية، إلى أن “هذه ليست هي المرة الأولى التي يقوم فيها محرك البحث الدولي، ومقره في ماونتن فيو (كاليفورنيا، الولايات المتحدة) بدور البطولة في حلقة مماثلة، ففي نهاية عام 2017، انطلقت حملة لجمع التوقيعات لوقف اعتبار مدينة مليلية إقليماً في الناظور، وزعم في وقت سابق أن جزيرة ليلى جزء من الأراضي المغربية”، بحسبه.
ويطالب المغرب، منذ استقلاله عن فرنسا وأسبانيا، بمدينتي سبتة ومليلية وبعض الجزر الصغيرة قبالة الساحل الأفريقي، مثل الجزر الجعفرية، وأثارت زيارة ملك أسبانيا السابق خوان كارلوس لسبتة في نونبر عام 2007 غضب المغرب، ودفعته إلى تجديد مطالبته بالسيادة على المدينتين المحتلتين.
وفي سنة 2015، أعلن رئيس الحكومة المغربية حينئذ عبد الإله بنكيران أن الوقت لم يحن بعد للمطالبة باسترداد مدينتي سبتة ومليلية، ودعا الفرقاء السياسيين إلى الابتعاد عما وصفه بالمزايدات السياسية في هذه القضية، مشيرا إلى أن أسبانيا شريك اقتصادي مهم للمملكة.
تعليقات الزوار ( 0 )