شارك المقال
  • تم النسخ

مربو المواشي بالمغرب.. بين سندان غلاء أسعار الأعلاف ومطرقة الجفاف

يمرّ مربو المواشي المغاربة بواحدة من أسوء الفترات طوال السنين الماضية، بسبب الجفاف وغياب الكلأ من جهة، ومن جهة أخرى الارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف وندرتها،

وكشفت مصادر جريدة “بناصا”، أن أصحاب تعاونيات تربية المواشي، ممن استفادوا من تمويل انطلاقة قبل حوالي سنة لبدء مشاريع خاصة، باتوا يعانون الأمرين بسبب الجفاف وندرة الأعلاف وغلاؤها، وهو ما جعل العديد منهم يفكرون جديا في حل هذه التعاونيات وبيع الماشية من أجل إعادة الديون للأبناك.

وأضافت المصادر، أن ندرة التساقطات، وتراجع حقينة السدود، جعلت العديد من مربي المواشي يضطرون إلى شراء العلف من أجل إطعامها، غير أن الكارثة الأخرى، كانت في الارتفاع الكبير الذي شهدته الأسعار، بل إن الأمر وصل إلى حد غياب مجموعة من الأعلاف التي كانت تلقى إقبالاً كبيراً من قبل “الكسابة”.

وتابعت أنه حتى الأشخاص الذين فكروا في بيع المواشي وتسديد الديون للأبناك، والبحث عن مشروع آخر يدر عليهم الربح، اصطدموا بالهبوط الصاروخي في أسعار الماشية، حيث بلغ سعر بيع النعجة الواحدة أقل من 200 درهما، فيما وصل ثمنها برفقة حَمَلها، لا يتعدى الـ 250 درهما، وهو الأمر الذي لم يسبق له الحدوث في السنوات الأخيرة.

وفي تصريح لأحد مربي المواشي بإقليم الحسيمة، لـ”بناصا”، أوضح أن الأمور “تسير من سيء إلى أسوء، فبعد شهور من فيروس كورونا وما ترتب عنه من تداعيات سلبية انعكست على أسعار الأعلاف، جاءت شهور من ندرة التساقطات، وغياب الكلأ”، متابعاً: “نحن الآن بين سندان الغلاء ومطرقة الجفاف”.

وأعرب المتحدث نفسه، عن أمله في أن تتدخل الحكومة لإنقاذ مربي المواشي، وأصحاب تعاونيات تربية الماشية، على شاكلة تحركها من أجل جبر ضرر التعاونيات التي تضررت من ظاهرة اختفاء النحل، وذلك من أجل تجنب أي انتكاسة لمشاريع كان العديد من الأشخاص يعولون عليها لجني لقمة العيش.

وفي سياق متّصل، قال مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، والناطق الرسمي باسم الحكومة، إن السلطة التنفيذية “منشغلة بتأخر التساقطات”، موضحاً أن هناك مجهودات “على مستوى المناطق السقوية لكي يسير، على الأقل، برنامج الخضروات الربيعية، بشكل طبيعي ولا يقع أي تغيير على مستوى الأسعار”.

أما فيما يخص وضعية قطاع اللحوم، أشار بايتاس، إلى أن الحكومة “ستدعم القطاع من خلال برنامج إغاثة الماشية واقتناء الأعلاف، والذي هو عبارة عن برنامج يقدم الأعلاف بثمن مدعم لمربي الماشية، ويحافظ في نفس الوقت على استقرار الأسعار في السوق الوطنية، لكي لا يكون له أي تأثير على إنتاج اللحوم والألبان”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي