Share
  • Link copied

مراكش الحمراء تتحول إلى زرقاء وبهجاويون “جاو يكحلوها عماوها”

“جا يكلحها عماها”، مثل شعبي يعرف المراكشيون هل الأمثال واللسان معناه أكثر من أي “شعب” آخر. بيد أن هذا المثل صار عنوان المدينة الحمراء، التي تحولت على زرقاء بفعل ما اقترفته أيدي مواطنين حاولوا أن يرسموا البهجة على مدينة سبعة رجال، فجعلوها تبكي بعد أن اقترفت أيديهم فعلا خارج الضوابط القانونية للتعمير.

ففي الوقت، الذي صار الجميع يعرف أن اللوان الأحمر الغامق ملكا خاصا لمدينة يوسف بان تاشفين، وأن هذا اللون له فلسفة تتماشي وطبيعة الظروف الطبيعية، التي تطبع المدينة خلال فصل الصيف على الخصوص، المتمثلة في مقاومة ارتفاع درجة الحرارة، حول مبادرون من أصحاب “جا يكحلها عماها” المدينة الحمراء إلى مدينة زرقاء تشبه مدن أخرى، رغم أن مراكش البهجة لها رونق وطابع فريد متفرد.

بادر مجموعة من الشباب المنتمين لجمعيات مدنية محلية بالمدينة العتيقة لمراكش، إلى اطلاق مبادرات خلاقة جميلة تهدف إلى تزيين الدروب والأزقة و”الحوام”، وشرع أصحاب الأيادي المبادرة في التنافس في ما بينهم حول من سيتمكن من تحويل حيه لمكان جميل، على أساس أن يتوج أحسن مراكشيين لأحسن حي بعد انقضاء حالة الحجر الصحي .

هذه المبادرات الجميلة كفكرة والقصد. فبعد أن تم طلاء جدران أزقة في المدينة العتيقة بألوان تعرف بها مدن عديدة أخرى بالمغرب كشفشاون والصويرة وغيرها من المدن المغربية، فقدت أسوار المدينة هويتها الساحرة، الأمر الذي أثار غضب وانتقاد عددا من المراكشيين الذين اتصلوا بموقع “بناصا”.

واعتبر المراكشيون الغاضبون أن العمل يعتبر طمسا لهوية مراكش، التي طبعت بلونها وطقسها ونكثة أهلها، مطالبين القائمين على الشأن المحلي التدخل على عجل من أجل توقيف هذا العمل، الذي قد ينتشر في مراكش كالنار في الهشيم، ويشوه وجه المدينة، على أساسي إعادة مراكش إلى أصلها وحالها، دون أن يتم إيقاف مثل هذه المبادرات، الجيدة التي يصدق عليها لسان الحال الذي يقول” اخدم باطل ولا تقعد عاطل”.

Share
  • Link copied
المقال التالي