الذبّاباتُ الحربيةُ في الشوارع. المقاربةُ الأمنية محكمةٌ بمراكش. منافذُ المدينة مغلقة من كل الجهات. تواجدُ السكان طفيفٌ في الخارج. الناسُ يشتكونَ من التخويف الذي تنهجهُ السلطةُ في المدينة الحمراء. من المراكشيين من أفاد لجريدة بناصا أن هذا الترهيب أعاد الدولة إلى نطاقها البوليسي.
محمد حبيب أستاذ اللغة الإنجليزية، بعصبية واضحة، يقول إن الثقة في السلطة عرفت نقصاً بمراكش، ليس فقط ارتباطاً بالتخويف والقمع الممارس على الشعب بل “كذلك بفعل التناقضات والازدواجية في التعامل مع الوباء”.
بمعنى أن أصحاب المحلات الصغرى يفرضُ عليهم الإغلاق مبكراً، بينما معامل بآلاف العمال لا يتحدث معها أحد.
هذا فضلاً على “أن مواطناً بسيطاً أصبح عالقاً بمراكش ولا يستطيع السفر، بينما الأغنياء ومن لهم الإمكانيات يسافرون كما يحلوا لهم.”، كما أورد حبيب.
وأشار حبيب بنوع من الازدراء إلى عشوائية القرارات كلحظة الإعلان المفاجئ عن إقفال مراكش والهروب الكبير، ثم إعلان العودة للمدارس رغم التخوفات لكن بعد شراء اللوازم وأداء الواجب تغلق مباشرة المدارس بالكثير من أحياء مراكش.
وعلقَ الصحافي معتصم بلحسن، أن “الاستعانة بجيش من أفراد السلطات المحلية والأجهزة الأمنية التي تتموقع بجميع مناطق المغرب، بل بكل الاحياء والمدن والقرى النائية. يمكنُ تفسيره بأن الدولة سعت لإعادة إحياء الجهاز الكلاسيكي للسلطة وأنها لم تكن تتوفر على بدائل تمكنها من تدبير الأزمة وهو ما لم يرق للبعض بمراكش ومناطق أخرى”.
وأورد بلحسن، أنه من “الطبيعي أن كل دولة ستسعى لتخويف الناس بالقوة إذا لم يلتزموا بالتوجهات العامة، وهذا امر وقع ليس بالمغرب فقط بمعظم الدول الكبرى.”
وربط عبد الغني، الطالب في القانون، ذلك بجدلية الأمن والحرية والحدود الفاصلة بينهما، معتبراً أنه لما تم إعلان الطوارئ الصحية، “رأينا نساء ورجال سلطة عادوا بنا في ممارستهم للعهد القديم الذي عرف تغول وتحكم والإجهاز على الحرية، حتى لو كان ذلك لدوافع أمنية لحماية الصحة العامة”.
وزاد المتحدث أن “هذا أمر خطير أن يكون مثل هؤلاء، إذ يعني ذلك، أن حالة الطوارئ كانت كاشفة لعمق نواياهم في التعامل الوحشي الذي لا يراعي الجانب الإنساني، كما أن ذلك يزكي طرح غياب أداة التواصل والحوار لديهم، فبداية تدخلهم بالعنف المشروع وينتهي بعنف غير مشروع، ركل و ضرب بدون سبب مثلاً، وهذا ما ساهم في تعميق فقدان الثقة”.
وفي تصريح خصّ به جريدة بناصا، أفاد الصحافي المراكشي سليمان بكباش، أن “السلطة لم تتمكن من بناء ثقة مع المواطن في مراكش في هذه الفترة الصحية الحرجة، وهذا ما فتح هوةً بين المكونين، أي مكون السلطة ومكون المواطن. فالمراكشي اليوم يرى سلطة السبعينيات بقمعها وعنفها، ولا يرى سلطة مواطنة كما يروج في الإعلام المغربي”.
تعليقات الزوار ( 0 )