تستقطب مراكز النداء أو “السونطر دابيل” المنتشرة بمختلف المدن المغربية، المئات من المغاربة، نساء ورجالا، من الراغبين في تحسين ظروف عيشهم، والهروب من شبح البطالة الذي لازمهم منذ تخرجهم، فتصير بذلك هذه المراكز وكأنها “وجهة من لا وجهة له”.
ولجوء الشباب إلى العمل بهذه المراكز، وإن كان في غالبيته يجري على مضض، إلا أنه قد لقي إقبالا كثيفا في السنوات الأخيرة الماضية، فصارت مراكز النداء تعج بالمستخدمين الذين شفع لهم تمكنهم من اللغات الأجنبية لإيجاد فرصة عمل بمقراتها، كما صارت تعج بطلبات العمل التي تنتظر البت فيها من طرف مسؤولي مواردها البشرية.
ولتقريب الصورة أكثر، كشف بدر، أحد المشتغلين حديثا بمركز نداء بمدينة الدار البيضاء، عن سبب اختياره لهذا المجال، وهو الحاصل على إجازة في الاقتصاد، بالقول “صراحة لم أختر المجال حبا فيه، رغبتي كانت إكمال مساري الدراسي بسلك الماستر، وبعد أن لم يتأت لي ذلك، وجدتها فرصة كي أكتسب تجربة مهنية هي الأولى في حياتي، بعد عدد من التداريب التي أجريتها سابقا”.
وتابع بدر في اتصال أجرته معه جريدة بناصا الالكترونية “السبب الثاني الذي دفعني للعمل كان الجانب المادي، إني رأيتها فرصة لتحسين وضعيتي المادية، أو أقله التخفيف عن كاهل والدي، الذي بالكاد يكفيه راتبه الهزيل في تدبير شؤون أسرتي الأساسية”.
وأضاف المتحدث ذاته بخصوص صعوبات العمل بمراكز النداء “لم أفاجأ بكمية الضغوط والتوتر الكبيرين اللذين رأيتهما وذلك بأول يوم عمل لي، ليس لأني معتاد على هكذا ظروف، ولكن لأني أعرف ما يعنيه جيدا العمل بمركز نداء، من خلال تجارب سابقة تقاسمها معي بعض الأصدقاء والزملاء”.
وفي ختام تصريحه لبناصا، أكد بدر أن رؤيته للعمل بهذه المراكز لا تختلف عن رؤية الكثيرين، الذين ينظرون إلى “سونطر دابيل” كمجرد عمل مؤقت، يُدبر به الشخص حياته إلى حين إيجاد بديل أفضل، قبل أن يُشير إلى أن القلة القليلة منهم فقط هي من تختار رسم مسار مهني بهذا المجال.
تعليقات الزوار ( 0 )