أكد المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو”، سالم بن محمد المالك، اليوم الخميس بالرباط، على الحاجة في الوقت الراهن للعمل على “ترسيخ السبل المثلى للفهم والتفاهم ، والطرائق الأسمى للتعبير عن التباينات الثقافية بأساليب حضارية تنأى عن العصبية والإساءة للمقدسات”.
وسجل سالم بن محمد المالك، في كلمة له خلال ندوة دولية حول موضوع “ألمانيا والعالم الإسلامي: الفهم والتطوير”، أن البشرية “قطعت أشواطا ممتازة لتجسير الفوارق الحضارية خلال العقد الماضي، غير أننا سرعان ما عدنا للارتكاس في حمأة العصبية الخرقاء … مع تكرر أحداث حرق نسخ من المصحف الشريف في بعض بلدان أوروبا”.
وتندرج هذه الندوة ،التي عرفت مشاركة مسؤولين ودبلوماسيين وباحثين متخصصين من العالم الإسلامي وألمانيا، ضمن سلسلة ندوات تعتزم منظمة الإسيسكو تنظيمها حول علاقة الدول الأروبية بالعالم الإسلامي.
وأبرز أن العلاقة بين العالم الإسلامي وألمانيا لم تكن عبر بوابة الاستعمار، و”إن شهدت تجاذبات التباين والاحتكاك في فترات غابرة”، مضيفا أن الثقافة العربية الإسلامية “مثلت فى الذهنية الألمانية حقلا زاهرا، ارتاده المفكرون والباحثون بمستوى مشرف من الحيادية العلمية”.
من جانبه سجل وزير التعليم الاتحادي والتدريب المهني بباكستان، رنا تنفير حسين، أن التعاون بين ألمانيا والدول الأعضاء في الإيسيسكو سيمكن من الاستفادة من تجربتها وخبرتها في مجالات الذكاء الاصطناعي والطاقات المتجددة والطاقة الخضراء.
وبعد التذكير بالمكانة الرائدة لألمانيا عالميا في مجال التكنولوجيا والابتكار ، أبرز الوزير الباكستاني مدى الأهمية التي تكتسيها التكنولوجيا في مواجهة التحديات الكبرى التي تواجهها الدول ، معربا عن استعداد الدول الأعضاء في الإيسيسكو للتعاون مع الحكومة الالمانية في هذا الباب.
من جهته سلط سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية بالمغرب ، روبرت دولغر، الضوء على طبيعة العلاقة بين الشرق والغرب، وتأثيرها على تعزيز الحوار، والتسامح بين الديانات والتلاقح بين الثقافات، لافتا إلى أن هذا الموضوع تناوله مجموعة من الكتاب الألمان في مؤلفاتهم.
وأبرز الدبلوماسي الألماني في هذا الصدد مدى مساهمة الهجرة في تعزيز غنى وتنوع المجتمع الألماني، مشيرا إلى أن بلاده تتعاطى مع التنوع الثقافي بلغة الحوار ومحاولة فهم الآخر.
أما المدير العام للمعهد الألماني للحوار والتفاهم “مواطنة”، عبد الصمد اليزيدي، فاعتبر أنه في هذه الأوقات التي تتفنن فيها جهات في زرع الكراهية “ينبغي لنا أن نرسل من أرض المغرب ، حيث يتم إقامة معرض السيرة النبوية، رسالة سلام ورحمة إلى العالم”.
وتضمن برنامج الندوة، المنظمة من طرف (الايسيسكو)، بشراكة مع المعهد الألماني للحوار والتفاهم “مواطنة”، تقديم أوراق علمية متخصصة، إلى جانب الاحتفاء بكتاب “الاستشراق الألماني- دراسة في النشأة والتطور” الذي ألفه عبد الملك هيباوي، وأصدرته الإيسيسكو مؤخرا .
وركزت الأوراق العلمية المقدمة خلال الندوة على إشكاليات اقتفت مسار العلاقة بين العالم الإسلامي وألمانيا، من خلال مواضيع التعاون العلمي بين الجانبين، والمواطنة وسؤال الهوية في السياق الأوربي مع تقديم الحالة الألمانية كنموذج.
وعرفت الندوة توقيع اتفاقية شراكة بين منظمة (الايسيسكو)، والمعهد الألماني للحوار والتفاهم “مواطنة”، تروم تعزيز التعاون بين المؤسستين.
تعليقات الزوار ( 0 )