أثار تجاهل المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بجرسيف، لإصابة بعض الأساتذة في المؤسسات التعليمية التابعة لها، بفيروس كورونا المستجد، وعدم قيامها بأي إجراءات لتفادي تفشي “كوفيد19″، في صفوف باقي الأطر التربوية والإدارية والتلاميذ، استغراب ومخاوف مجموعة من الأساتذة وأمهات وآباء وأولياء أمور التلاميذ.
وكانت مؤسسة الحسن الداخل بجرسيف، قد شهدت قبل حوالي أسبوع، إصابة أستاذة داخلها بفيروس كورونا، غير أن المديرية الإقليمية لم تقم بأي إجراء سوى “أنها أخبرت المدراء باستمرار العمل داخل المؤسسة والتحاق المتعلمين، دون أن تكلف نفسها بضرورة إخضاع زملاء الأستاذة للتحليلة الخاصة بكشف فيروس كورونا”، وفق تصريح أدلى به عبد الله قشمار؛ أستاذ بإقليم جرسيف، لجريدة “بناصا”.
وأضاف المتحدث نفسه، بأن جماعة رأس القصر القروية التابعة للإقليم ذاته، عرفت إصابة أستاذ بالثانوي الإعدادي، والذي كان يشعر “بأعراض الفيروس منذ الخميس الماضي، ليضطر للانتقال إلى مدينة جرسيف، لإجراء التحاليل، بعد تواصله مع اليقظة الوبائية، ليتم إبلاغه أمس الأحد، بأن نتائج الفحوصات جاءت إيجابية”.
وتابع قشمار، الذي يُدرّس بالمؤسسة نفسها، بأنه “إلى حدود الآن ما زالت الأمور عادية، والتحق المتعلمون بأقسامهم دون أن يخضع زملاء الأستاذ باعتبارهم مخالطين للحجر الصحي أو لتحاليل كشف الفيروس، مع العلم أن عمالة إقليم جرسيف راسلت قيادة رأس القصر بضرورة الحصول على أرقام البطاقة الوطنية للأساتذة لحصر لائحة المخالطين”.
وأشار المتكلم ذاته إلى أن تسجيل إصابة في صفوف الأساتذة، “خلقت نوعا من الهلع، نظرا لخطورة الفيروس، مشددا على أنه من المفروض على المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بجرسيف، أن تتدهل لإيقاف الدراسة بشكل مؤقت إلى حين ظهور نتائج تحاليل المخالطين”، مردفاً بأن المؤسسة تتواجد وسط دوار صغير، ما “سيساهم لا محالة في انفجار بؤرة بداخل الجماعة القروية”.
واختتم قشمار تصريحه لـ”بناصا”، بأن دعوة المديرية الإقليمية للتربية الوطنية إلى “استمرار الدراسة بشكل عادي باتباع البروتوكول الصحي، الذي دعت إليه وزارة التربية الوطنية، قبل أن تخضع مخالطي الأستاذ المصاب للتحاليل، فهو يكشف عن عبث عميق يعرفه قطاع التعليم”.
قشمار سبق له أن كتب في تدوينة على خلفية تداهل المديرية لتسجيل إصابات في صفوف الأساتذة، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”:”ما الذي تريد أن توصله لنا المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بجرسيف بعدم تفاعلها مع مستجدات إصابة الأساتذة بفيروس كورونا داخل المؤسسات التعليمية بذات الإقليم؟”.
وأضاف في التدوينة نفسها: “بعد إصابة أستاذة علوم الحياة والأرض بثانوية حسن الداخل التأهيلية لم يُتخذ أي إجراء، سواء إخضاع كافة العاملين للحجر الصحي، أو إجراء التحليلة لهم لتبين مدى انتقال الفيروس لهم من طرف زميلتهم”، متابعاً:”والبارحة تأكدت إصابة زميل لنا داخل مؤسسة رأس القصر الإعدادية، ولم نتوصل لحدود الآن بأية معلومة سوى دعوتنا بضرورة الالتحاق بالمؤسسة واجتياز التقويم التشخيصي للتلاميذ”.
وتساءل قشمار في ختام تدوينته: “أتريد هاته المديرية أن تخبرنا أنه لا وجود لفيروس كورونا؟ أم تعتبر إصابات الأساتذة ومخالطيهم الذين يحصون بالعشرات مجرد أكاذيب ونكت نحاول أن نُضحك بها الغير؟”.
وتسببت الإصابات المسجلة في صفوف الأساتذة بالمؤسسات التعليمية بمديرية جرسيف، وتجاهل الأخيرة لها، وعدم قيامها بأي خطوة لاحتواء الوضع، في حالة من الذعر في صفوف الأسر التي يَدرس أبناؤها بالمؤسسات التي عرفت تسجيلاً للإصابات، حيث باتوا يتخوفون من انتقال العدوى إلى أبنائهم، فيما تساءل آخرون عن الوعود التي أطلقها وزير التربية الوطنية سعيد أمزازي، بشأن ضمان سلامة التلاميذ بالمدارس الوطنية.
يشار إلى أن أمزازي، سبق له أن أكد في أكثر من تصريح، بأن الوزارة ستضمن لأمهات وآباء وأولياء أمور التلاميذ، الذين اختاروا التعليم الحضوري، سلامة أبنائهم داخل كافة المدارس بالمغرب، غير أن عدم قيام مصالحه الإقليمية بجرسيف، بأي خطوات لتفادي تحول المؤسسات التربوية لبؤر تصدر الفيروس التاجي لمختلف أحياء ودواوير الإقليم، أعاد الشكوك بشأن مدى جدية الوعود الوزارية.
تعليقات الزوار ( 0 )