تواصل إسبانيا مساعيها من أجل إنشاء تحالفات جديدة، من أجل تعويض الغاز الطبيعي الجزائري والروسي، اللذين تأثرا بسبب غزو موسكو لأوكرانيا وتغير موقف حكومة مدريد، من نزاع الصحراء.
وكشفت جريدة “elindependiente” الإسبانية، أن حكومة مدريد، تسعى إلى إنشاء تحالفات غاز جديدة، بعد سنة صعبة، اضطرت فيها المملكة الإيبيرية، إلى تغيير مورد الغاز الطبيعي بسبب الحرب، والاضطرابات الدبلوماسية.
وقالت إن روسيا والجزائر، كانا من الباعة الرئيسيين للغاز إلى إسبانيا، غير أن الحرب في أوكرانيا، وتغير موقف حكومة مدريد من نزاع الصحراء، دفع سلطات “قصر المرادية” إلى “إغلاق صنوبر الغاز الطبيعي”. وقبلها، تُذكّر الصحيفة، بأن الجزائر كانت قد أغلقت خط الأنابيب المغاربي، الذي كان يسمح بدخول جزء كبير من الغاز الطبيعي إلى أوروبا.
وأضافت أن الولايات المتحدة، كانت أكبر مورد للغاز الطبيعي في السنة الماضية، غير أن إسبانيا، بدأت تنظر في اتجاه قطر، من أجل أن تبح الحليف الرئيسي لتغذية الاحتياطات الوطنية بالغاز الطبيعي. ونقلت عن أرتورو جونزالو أيزيري، الرئيس التنفيذي لشركة “Enagás”، قوله، إن الغاز القطري، “سيكون له، في السنوات المقبلة، وزن أكبر بكثير في الواردات، بسبب الاتفاقيات الموقعة بين البلدين والمشاريع الجارية”.
وذكر المصدر، أن تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، زار في ماي 2022، إسبانيا، والتقى برئيس الحكومة بيدرو سانشيز، حيث اتفقا على زيادة مشتريات الغاز الطبيعي، بعد أن شكلت واردات الغاز من الدولة الآسيوية 2.3 في المائة، من إجمالي الواردات، وفق بيانات رسمية.
وتستورد إسبانيا حاليا، غازاً يقل بـ 50 في المائة، من قطر، عما كانت عليه قبل ثلاث سنوات، أي قبل جائحة فيروس كورونا المستجد، التي تسببت في تعطيل خريطة العرض والطلب العالمية بأكملها.
قطر مستعدة لرفع صادراتها من الغاز نحو إسبانيا، بمسادة الناقلات الـ 100 التي تملكها، غير أن هذا التحول يثير العديد من المخاوف في إسبانيا، في ظل التوقعات بأن سعر الغاز، سيرتفع بشكل كبير في العقود التي سيتم توقيعها بين البلدين في السنة المقبلة، حسب الصحيفة.
لكن قبل أن تتصدر قطر خريطة الغاز الإسبانية، يجب أولاً من أن تمرّ عبر الولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت قد رفعت صادراتها منذ الغز الروسي لأوكرانيا، حيث باتت أول مصدر للغاز الطبيعي نحو إسبانيا بـ 29 في المائة، تليها الجزائر بـ 24 قي المائة، ونيجيريا بـ 14 في المائة.
تعليقات الزوار ( 0 )