Share
  • Link copied

مدريد تتوجس من آفاق التعاون المغربي الروسي وتخشى مصير”القمة المشتركة”

تحت عنوان “الملك محمد السادس يتوصل إلى اتفاقات مع الرئيس الروسي بوتين رغم الجائحة، بينما ينتظر سانشيز أن يتم استقباله في الرباط”، كتبت صحيفة “الاسبانيول” تقريرا مطولا، قالت فيه إنّ المغرب يُسجل هدفاً آخر في مرمى أوروبا، ليقترب من الصفوف ليس فقط من خلال اتفاقيات التجارة والدفاع مع المملكة المتحدة والولايات المتحدة، ولكن أيضًا مع روسيا، التي عززت حضورها بالفعل في مدينة الناظور، المجاورة لثغر مليلية.

وأضافت الصحيفة، في تقريرها الذي نشرته يومه (الاثنين)، إنّ الدولة المغاربية أصبحت ثالث أقوى شريك اقتصادي لروسيا في إفريقيا والثاني عربيًا، وتاريخيا، تعود التجارة بين الدولتين إلى القرن السابع عشر، حيث قام السلطان بن عبد الله والإمبراطورة كاترين الثانية بإجراء أولى الاتصالات وبدء الاتفاقيات التجارية.

العلاقات المغربية الروسية  في أوج عطاءاتها

وأشارت الصحيفة، إلى أن زيارة  الملك محمد السادس إلى الكرملين في سنة 2016، كانت حاسمة للعلاقات الثنائية، وأسفرت عن توقيع عدد من الاتفاقيات والمذكرات الثنائية التي بدأت تؤتي ثمارها اليوم، مما ساهم في تأسيس التعاون في القطاعات الزراعية والاقتصادية والسياسية، وهي ثمرة تلك الأيام الثلاثة للعاهل المغربي في موسكو.

وأوضح المصدر ذاته، أنه منذ عام 2000، توسعت العلاقات التجارية الثنائية بشكل كبير، لا سيما في قطاعي التعدين والزراعة، وتم الاتفاق على بناء مركب للبتروكيماويات بالناظور بقيمة تصل إلى نحو ملياري أورو، وذلك على هامش منتدى روسيا-أفريقيا الاقتصادي.

وسيتم الانتهاء من بناء هذا المركب في عام 2021، بطاقة تكرير استعابية تصل إلى 100 ألف برميل يوميا، وستزداد لتتضاعف هذه الكمية، متسخدما أحدث العلوم والتقنيات الروسية لتكرير وتخزين المنتجات النفطية، كم أن هناك اتفاقيات أخرى تتعلق بمجالات الصيد، والدراسات البحرية، والزراعة، والصناعة، والسيارات، والطاقة، والكيمياء.

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية المغربية في بيان في شتنبر 2020، أن المملكة تتجه نحو “تعميق الحوار السياسي مع روسيا حول أهم القضايا الدولية والإقليمية”، واعتبرت الصحيفة، أن هذا هو مفتاح السيطرة التي تريد روسيا أن تلعبه في البحر الأبيض المتوسط ​​وفي إفريقيا.

التوت الأزرق

وعلى الرغم من جائحة “كورونا”، يضيف المصدر ذاته، إلا أن واردات روسيا تضاعفت من “التوت الأزرق” بين يناير ويونيو بنسبة 61٪ من حيث القيمة و 36.4٪ أكثر في الحجم، وبلغت قيمتها الإجمالية 4200 طن مقابل 30.5 مليون دولار، وبهذه الأرقام، فإن المغرب هو الرائد في تصدير التوت إلى روسيا، تليها تشيلي.

وأبرز التقرير، أن روسيا عززت علاقاتها مع المغرب من أجل توريد الحبوب والبقوليات والزيوت النباتية، من بين منتجات أخرى، وذلك من خلال التجارة الإلكترومية لربط الشركات الروسية والمغربية وتعزيز التجارة الدولية في المنتجات الغذائية الزراعية.

وأضافت أن جائحة “كورونا” أخرت رحلة فلاديمير بوتين المقررة إلى الرباط، لكنها لم تمنع المزيد من العمل عبر الاتصال المرئي، ففي 2 دجنبر 2020، تم إحراز تقدم في الدورة الثامنة للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني، وهو اجتماع مماثل للاجتماع رفيع المستوى المرتقب مع إسبانيا، والمعلق لأسابيع. وقد تم الإعداد له عن طريق تقنية التناظر المرئي ، تماشياً مع ما قدمه وزير الخارجية، ناصر بوريطة، من أن “البلدين يجب أن يتقدمان في التحالف متعدد القطاعات”.

وحدد بوريطة خمسة سبل من شأنها تعزيز التعاون، وأضاف “يتعلق الأمر بإتمام الاتفاقيات الجاهزة للتوقيع في القطاعين الجوي والجمركي، والانتهاء من الاتفاقيات المتعلقة، من بين أمور أخرى، بالنقل البحري والجريمة العابرة للحدود”.

وصادقت الرباط على اتفاقية الصيد البحري المغربي الروسي في 14 أكتوبر 2020، كماأعلنت عن ذلك وزارة الفلاحة في 27 نونبر، في خضم الصراع بين المغرب وجبهة البوليساريو في معبر كركرات، يردف المصدر ذاته.

زيارة روسيا إلى المغرب

ولفتت الصحيفة الإسبانية، إلى أنه في 20 دجنبر 2020، زار مدير وكالة الصيد الروسية، ميكائيل تاراسوف مدينتي العيون وبوجدور، على الرغم من انتقاد روسيا رسميًا لقرار دونالد ترامب الذي يعترف بسيادة المغرب على الأراضي الصحراوية.

وقدم المغرب فرصا للمستثمرين الروس للاستقرار في البلاد، وعلى سبيل المثال، فإن أكبر مصنع للمركبات العسكرية، كاماز، سيفتتح مقرًا له في المغرب، ومن الموضوعات الأخرى التي تمت مناقشتها الرسوم الجمركية على بعض المنتجات الروسية، والمزيد من التأشيرات الروسية للترويج للسياحة.

وفي هذا الصدد، تخطط وزارة السياحة المغربية لجذب المزيد من المسافرين من روسيا من خلال دعم الرحلات الجوية بين البلدين للترويج للوجهة، بعد تراجع كبير في السياحة من أوروبا.

ويحظى التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين روسيا والمغرب بأهمية كبيرة، لا سيما في قطاع الطاقة، مع مساهمة روسيا في تنفيذ العديد من مشاريع الطاقة باستثمارات في التنقيب عن النفط وفي مجال الطاقات المتجددة.

إسبانيا في لائحة الإنتظار

وأشارت الصحيفة، إلى أنه بينما يعقد المغرب اتفاقيات مع المملكة المتحدة والولايات المتحدة وإسرائيل وروسيا للاعتماد بشكل أقل على الحلفاء الأوروبيين الكلاسيكيين، فإنه في إسبانيا، لا تزال الحكومة تنتظر مررو الجائحة للاحتفال بـالقمة المرتقبة بين البلدين.

وأبرزت الصحيفة، أنه في الرباط، يقال إن وزيري خارجية البلدين قد حافظا على الاتصالات الهاتفية، بينما لم يحدد المغرب في أي وقت سينعقد الاجتماع رفيع المستوى، بحضور الرئيس بيدرو سانشيز.

وعلى الرغم من “الكلمات الطيبة” المتبادلة، لا يوجد تقدم في القمة المرتقبة بطريقة افتراضية، على الطراز الروسي، لتوقيع تلك الاتفاقيات المعلقة التي تمثل ملايين اليورو للاقتصاد الإسباني، كأول شريك تجاري ومع أكثر من ألف شركة في المغرب.

وأضاف المصدر ذاته، أن موقف حزب بابلو إغليسياس من الصحراء ودعمه لجبهة البوليساريو لا يساعد في العلاقات بين البلدين.

الغواصة الروسية

صحيفة “الاسبانيول”، قالت إن القوى العظمى تتصارع فيما بينها، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا، من أجل استقرار شمال إفريقيا كبوابة لمستقبلها الاقتصادي في القارة الأفريقية وللسيطرة على البحر الأبيض المتوسط، ومن ثم فإن روسيا حاضرة في كل من المغرب والجزائر.

وعلى الرغم من أن موردي الأسلحة الرئيسيين للمغرب هم الولايات المتحدة وفرنسا، إلا أنه خلال زيارة الملك محمد السادس إلى موسكو، تم اتخاذ خطوات للحصول على غواصة أولى بقيمة 300 مليون يورو، مع 18 صاروخًا مضادًا للسفن من أجل السيطرة على المياه القريبة من جزر الكناري والجزيرة، والانطلاق إلى البحر الأبيض المتوسط ​​عبر المضيق، قصد إبرازه في قاعدة الكازارجير البحرية في شمال البلاد قرب سبتة.

وأضافت الصحيفة، نقلا عن مصادرها، أن لدى كلا البلدين اتفاقية بشأن الحماية المتبادلة للمعلومات السرية في المجال التقني العسكري، وأن المغرب يخطط لتمكين عشرات من مناجم النحاس التي ستمنح لروسيا، شأن باقي الصفقات الأخرى المرتبطة بالفوسفات.

وأشارت الصحيفة، إلى أن الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس قبل خمس سنوات أظهرت ثمارها، في الوقت الذي حافظت فيه روسيا على علاقات وثيقة مع الجزائر في مواجهة المغرب، وبالمثل، زار الملك الصين للاقتراب من بكين، التي تشترك معها الولايات المتحدة في قيادة العالم، كما أن الصين تعد ثاني أكبر شركة صيد في المياه المغربية، إلى جانب روسيا.

Share
  • Link copied
المقال التالي