تعيش مخيمات تندوف التي تديرها جبهة البوليساريو الانفصالية على التّراب الجزائري، على وقع موجة ثالثة لانتشار فيروس كورنا المستجد، وسط استمرار التعتيم الكبير على العدد الحقيقي للإصابات التي تعرفها المنطقة، منذ بدء تفشي “كوفيد-19” داخلها، منذ إعلان تسجيل أول حالة إصابة في شهر ماي من السنة الماضية.
وعلى الرغم من إعلان جبهة البوليساريو عن دخول المخيمات الموجة الثالثة من انتشار فيروس كورونا، إلا أن الأرقام التي تعلن عنها تظل، وفق مصادر مطلعة، أقل بكثير من الواقع الميداني الذي يؤكد مرض العديد من الأشخاص، بما فيهم مسؤولين في “جماعة الرابوني”، في الوقت الذي تشير فيه القيادة إلى وجود 26 حالة جديدة فقط، وبلوغ الإجمالي لـ 780.
وقال منتدى “فورساتين”، إن كورونا تطوّر تدريجيا لتجتاح العالم باستثناء بقعة وحيدة على الأرض، تسمى “مخيمات تندوف”، مضيفاً أن “كورونا كانت تطل عليها حسب الحاجة وتبعا لهوى قيادتها، قبل أن ترى فيها مورداً جديداً للتكسب واستجداء الدعم وطلب المساعدات المالية والأجهزة الطبية التي تباع للشبكات المتخصصة”.
وتابع المصدر أن “كورونا بالمخيمات كانت فلكلورية أكثر منها فيروساً، والكمامة كانت تزيينا للصور ودلالة على الاندماج في الجو العالمي، ولم تكن أبدا مرتبطة بالحماية والوقاية”، مردفاً أن “الدلائل كثيرة وصور القيادة عند إعلان الحرب وما بعدها من الأنشطة (الاحتفالات، التظاهرات الشعبية، التجييش للحرب والدعوة للتجنيد، نقل الصحراويين إلى الكركارات وتكديسهم في الشاحنات”.
وأوضح أن هده الوقائع، ظلت خالية من كل مظاهر الوقاية والتباعد، ولم تلتزم القيادة بالإجراءات إلا في حالات نادرة بحضور أجانب أو استقبالات معينة، أو عند الحديث عن كورونا نفسها، وحتى التوعية بالمرض لم تكن من أولويات جبهة البوليساريو”، مسترسلاً أن كورونا لم تلبث “أن تسللت رويدا رويدا إلى المخيمات، وسقط العشرات بين ميت ومريض، واستمرت الجبهة في التعامل بانتقائية ولا مبالاة”.
ونبه “فورساتين”، إلى أنه “بعد توالي الهزائم في الحرب المعلنة على المستوى الميداني والدولي، بدأت جبهة البوليساريو تتحدث لأول مرة عن الجائحة وتحذر منها، وتشتكي من تبعاتها، وكل ذلك لغرض واحد هو استغلال الجائحة من أجل تقييم ساكنة المخيمات وتكميم الأفواه عن التعبير ضدها، وليس عن نقل الفيروس أو حماية النفس”.
واسترسل المصدر أنه “رغم ذلك ظل الحديث عن كورونا سياسيا أكثر منه واقعياً، وكانت تعاملها يحمل كثيرا من الاستخفاف بالموضوع لكن يؤخذ مطية للتحكم بالمخيمات وليس إيمانا بالجائحة أو بوجودها، وظل الأمر على ما هو عليه إلى أن أصيبت القيادة بالفيروس وعلى رأسها إبراهيم غالي، حينها أقيمت الدنيا ولم تقعد، واستنفرت البوليساريو كل وسائلها وانتشر الحديث عن المرض”.
وأشار المنتدى إلى أن انتشار كورونا مرّ في المخيمات بمرحلة اللامبالاة والتسييس واستغلالها في البداية، ومرحلة القيادة التي تلت إصابة غالي، حيث عرفت المنطقة استنفارا وتوعية، ومرحلة بينية لعبت خلالها جبهة البوليساريو على وتر الجائحة من أجل الاسترزاق، فعلى سبيل المثال تسلمت مبلغ مليون أورو من الاتحاد الأوروبي، واستجداء الدعم الإفريقي وتوجيه النداءات المتكررة لأوروبا.
واستغرب المصدر من إعلان الجبهة عن دخول المخيمات موجة ثالثة من انتشار فيروس كورونا، في الوقت الذي لم تحذر فيه من قبل من الموجة الأولى والثانية، منبهاً إلى أن القيادة “تخلت اليوم عن الزي العسكري، وخرجت بلباس الطبيب، ليس خوفاً على الصحراويين، بل استغلالا لجائحة كورونا من أجل بسط المزيد من السيطرة ومنع أي مقاومة أو تمرد”.
تعليقات الزوار ( 0 )