شارك المقال
  • تم النسخ

مخاوف في مدريد من التهديدات الجهادية.. والمغرب منقذُ إسبانيا من شبح الإرهاب

أعاد الهجوم على كنيستين، الأربعاء، القلق في إسبانيا من عودة التهديدات الإرهابية، على الرغم من أنها لم توجه ضربات كثيرة في الآونة الأخيرة، عكس الدول المجاورة في أوروبا.

وقال كارلوس إغوالادا، مدير المرصد الدولي لدراسات الإرهاب، وفق ما أوردته وكالة “إيفي”، إن “هذه الأعمال محدودة ولن تكون حملة من الهجمات كما حدث قبل سنوات”.

وأضاف أنه “منذ نهاية 2017، انخفض عدد الأعمال الإرهابية في أوروبا بشكل كبير، والهجمات التي تشهدها، تكون أقل فتكا، وتستعمل فيها أسلحة بيضاء، كما أن منفذها يكون إرهابيا واحدا فقط”.

وتابع أنه “من تلك الهجمات، التي وقعت في باريس، أو في نيس، أو برلين، أو بروكسل، حيث بلغ عدد القتلى العشرات”.

عملية كنيستي الجزيرة الخضراء

وكانت إسبانيا قد استفاقت الأربعاء الماضي، على وقع هجوم نفذه مواطن من أصل مغربي، يبلغ 25 سنة من عمر، استهدف كنيستين في الجزيرة الخضراء بالأندلس، ما اسفر عن مقتل رجل دين وإصابة آخر.

لحد الآن، لم تصنف الحكومة العملية على أنها جهادية، غير أن المحكمة الوطنية، المختصة في الإرهاب، تولت التحقيق في الملفّ، من أجل التأكد من دواعي هذا الهجوم.

شيما جيل، أستاذ في مركز جامعة “Isen” في كارتاخينا، والمدير المشارك لمرصد الأمن الدولي، قال في تصريحات لراديو “RNE” العمومي الإسباني، إن “كل العناصر التي تميز وتعرف المنهجية الجهادية تنطبق على الحادث، وهناك مؤشرات مسبقة موحدة تماماً”، حسبه.

وحول ما إن كان يمكن تصنيف منفذ الهجوم على الكنيستين، في خانة “الذئاب المنفردة” من عدمه، أوضح أن الأمر متروك للتحقيقات التي تشرفها عليها المحكمة الوطنية.

وخفتت الهجمات الإرهابية الكبرى، منذ سنة 2004، حين عرفت ضواحي العاصمة الإسبانية مدريد، عدة أحداث إرهابية، تسببت في مقتل 191 شخصا، وإصابة حوالي 2000 شخص، وتعتبر الأكثر دموية في أوروبا.

تراجع العمليات الإرهابية في إسبانيا

منذ 2004، لم تشهد إسبانيا أي حادث مماثل من حيث هجم الضرّر، لغاية 2017، حين عرفت كاتالونيا هجوما إرهابيا جديداً، قتل خلال 16 شخصا، وأصيب 140.

وعانت إسبانيا خلال بداية الألفية الجديدة، من تهديدات التنظيمات الجهادية، التي كانت تتعايش أيضا مع منظمة الباسك المسلحة “إيتا”، قبل أن تعلن الأخيرة في 2011، إلقاء السلاح.

بعد ذلك، ركزت الشرطة الإسبانية على محاربة الإسلام الراديكالي بدرجة أولى، قبل أن تتواصل الخطط الأمنية، وصولاً إلى آخر استراتيجية لمحاربة الإرهاب، والتي تعود للسنة الماضية 2022.

منذ سنة 2004، اعتقلت السلطات الإسبانية، حوالي 1000 شخص، يشتبه في ارتباطه بالتنظيمات الجهادية، حسب بيانات رسمية من وزارة الداخلية. كما اعتقلت في سنة 2021 لوحدها، 40 شخصاً.

التعاون مع المغرب في مكافحة الإرهاب

مانويل ريكاردو ترويس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة أولافيدي في إشبيلية، قال في تصريح لوكالة “فرانس برس”، إن “إسبانيا لم تشهد تكرار الهجمات الفردية كما حدث في فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة”، مضيفاً في سياق متّصل: “التعاون مع المغرب في مجال مكافحة الإرهاب جيد جداً حالياً”.

وأوضح أن هذا التعاون “سمح بتغذية العديد من عمليات مكافحة الإرهاب التي تتم بناء على معلومات قدمها المغرب”، مذكّراً بآخر عملية مشتركة كبيرة بين البلدين، والتي حدثت في أكتوبر 2022، حيث ألقت الشرطة الإسبانية ونظيرتها المغربية، القبض على 11 شخصا في أراضيها.

ألباريس يعترف بأهمية المغرب

وفي سياق دور المغرب في مكافحة الإرهاب، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، إن إسبانيا والاتحاد الأوروبي، لا يمكنهما تفكيك الخلايا الإرهابية، والقبض على المتطرفين، من دون تعاون المغرب.

وأردف ألباريس أن المغرب جار وشريك استراتيجي لإسبانيا وأوروبا “نتقاسم مع المغرب إدارة وضبط الهجرة السرية، ومكافحة الفكر الجهادي، والالتزام بالتنمية المشتركة والاهتمام بإفريقيا”.

وشدد رئيس الدبلوماسية الإسبانية على أنه “بدون تعاون المغرب، لا يمكن لإسبانيا وأوروبا تفكيك الخلايا الجهادية والقبض على الإرهابيين”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي