أبدت الصحف الإيبيرية مخاوفها من صفقة المغرب الأخيرة لشراء 18 قاذفة صواريخ مدفعية عالية الحركة من طراز (HIMARS) ـ مع 40 من أنظمة الصواريخ التكتيكية للجيش (ATACMS)، و36 من أنظمة إطلاق صواريخ متعددة موجهة، و36 رأسا حربيا بديلا لأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة (GMLRS)، وتسع مركبات متعددة الأغراض عالية القدرة على التنقل (HMMWV).
واستنادا إلى التفاصيل، فقد وافقت وزارة الخارجية الأمريكية، في أبريل الماضي، على بيع 18 نظامًا صواريخ مدفعية عالية الحركة (HIMARS) والمعدات ذات الصلة، إلى المغرب، و112 صاروخ أرض من ثلاثة طرازات مختلفة، بمدى يتراوح بين 82 و305 كيلومترات، بصفقة تقدر قيمتها الإجمالية بـ 524.2 مليون دولار.
وقالت صحيفة Eldebate الإسبانية، إن “وضع هذه البيانات في السياق، ومن خلال إجراء تمرين بسيط في الحساب الاستراتيجي، يضع هذا السلاح الجديد إسبانيا ضمن النطاق، وفي سيناريو لا يمكن تصوره اليوم، وبوجود هذا السلاح في طنجة، لإعطاء مثال كمرجع، يمكن للمغرب أن يصل إلى المناطق الاستراتيجية الرئيسية في جنوب الأندلس، بما في ذلك عواصم مثل إشبيلية أو قادس أو مالقة”.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها يومه (السبت) أن “قاعدة روتا البحرية ستكون أيضًا في متناول يد هذه الصواريخ، حيث يقع درع الناتو المضاد للصواريخ بأربع مدمرات أمريكية”، مردفة أن “هذا النظام سيحتوي على مجموعة من الذخيرة قيد التطوير والتي ستسمح بمدى ممتد يصل إلى 500 كيلومتر”.
ويتميز النظامان السالف ذكرهما بإمكانياتهما الكبيرة في التنقل والنقل، لذا فإن مسألة المسافة نسبي، ويمكنهما أيضًا الوصول إلى لحظة معينة في عواصم مثل ألميريا أو غرناطة أو قرطبة، كما يعكس مخطط Kindelán الآخر الخصائص الرئيسية لنظام “هيمارس”.
وصادقت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية على “قائمة التسوق” الواسعة التي وضعها المغرب، مع صواريخ هيمارس التي تضم 40 من أنظمة الصواريخ التكتيكية للجيش M57) ATACMS)؛ 36 صاروخ إطلاق موحد متعدد الصواريخ M31A2) GMLRS)؛ و 36 رأسًا حربيًا من طراز M30A2 بديل لأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة (GMLRS).
كما تتضمن صواريخ M-57 التوجيه بمساعدة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) الذي يتراوح مداها من 70 إلى 300 كيلومتر، وبدقة إطلاق عالية للغاية.
وذكرت الصحافة الإسرائيلية في يونيو الماضي أن القوات المسلحة الملكية المغربية قد تلقت شحنة من طائرات بدون طيار SPY-X من شركة Bluebird Aero Systems الإسرائيلية، إذ أن هذه الطائرات بدون طيار كاميكازي، يبلغ قطر عملها 50 كيلومترًا من قاعدة العمليات مع استقلالية طيران تقدر بساعة ونصف. وهي مجهزة بكاميرات دقيقة وأجهزة استشعار حرارية تعمل بالأشعة تحت الحمراء.
من ناحية أخرى، اختار المغرب تحديث أسطوله من مقاتلات F-16 الحربية، والتي قامت بتحديثها بنظام حرب إلكتروني جديد يولد درعًا إلكترونيًا افتراضيًا حول الطائرة.و تعمل تقنيتها الرقمية الحديثة على تحسين أداء النظام وتجعل الترقيات المستقبلية أسهل.
بالإضافة إلى ذلك، حصلت الحكومة المغربية مؤخرًا على صواريخ موجهة من طراز AGM154C JSOW لمقاتلاتها من طراز F-16، القادرة على إصابة أهداف على بعد 130 كيلومترًا.
القصاصة الإخبارية ذاتها، أشارت إلى أن المغرب ليس عدوا لإسبانيا اليوم. وإذا وضعنا جانباً النزاعات التاريخية بين البلدين، فلا يمكن أن ننسى أن التلميحات المغربية بشأن مدينتي سبتة ومليلية ثابتة، ففي نهاية شهر ماي الماضي ، قدمت وزارة الخارجية المغربية احتجاجا دبلوماسيًا لنائب رئيس المفوضية الأوروبية المسؤول عن الهجرة، مارغريتيس شيناس، لدفاعه عن أن المدينتين المستقلتين هما حدود إسبانيا والاتحاد الأوروبي.
وضم مرفق مذكرة الاحتجاج المغربية الشفوية للوفد اثنتي عشرة “تصريحات معادية” لشيناس حول المغرب و”مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين”. وفي أكتوبر 2022، أكد المغرب، في رسالة وجهها إلى مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أن المغرب “ليس لها حدود برية مع إسبانيا” وأن مليلية “لا تزال منطقة محتلة”، وبالتالي ” لن يكون من الممكن الحديث عن الحدود، ولكن عن نقاط الوصول البسيطة”.
ولفتت الصحيفة عينها، إلى أن المغرب يتحرك دون عقبات في ما يسمى بـ”المنطقة الرمادية”، وهي منطقة صراع منتشرة لا تكون فيها الهجمات تقليدية، ومهما كان الأمر، فإن الزيادة في الوزن العسكري والجيواستراتيجي للمغرب لا تمر مرور الكرام فحسب، بل تتزايد. وهنا لا يمكن لإسبانيا أن تظل تتفرج”.
تعليقات الزوار ( 0 )