شارك المقال
  • تم النسخ

مخاوف إسبانية متزايدة من تأثير “القطيعة” بين الجزائر والمغرب على مصالحها

تتواصل المخاوف الإسبانية من التأثيرات المحتملة من القرار الجزائري الأخير، القاضي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، بسبب ما أسمته رئاسة “قصر المرادية” بـ”الاعتداءات المتكررة والتي لا تتوقف للمملكة”، حيث أعلن وزير الطاقة والمعادن بالجارة الشرقية، محمد عرقاب، عن نية بلاده التخلي عن أنبوب الغاز الذي يمرّ عبر المملكة.

وكشفت جريدة “إلموندو”، أن إسبانيا، تراقب بقلق القطيعة الديبلوماسية بين “اثنين من شركائها الاستراتيجيين في شمال إفريقيا، الجزائر والمغرب”، بعدما نجحت حكومة مدريد، لتوها، في الخروج من الأزمة الدبلوماسية مع الرباط، والتي اندلعت على خلفية قبول الجارة الشمالية، استضافة إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، للاستشفاء، بعد إصابته بـ”كورونا”.

وأوضحت أن الجزائر، قررت المضي قدما في المواجهة التاريخية مع المغرب، من أجل الهيمنة على المنطقة ونزاع الصحراء، غير أن إسبانيا ما تزال في حاجة إلى السيطرة على موجهات الهجرة والإرهاب، والحفاظ على مصالحها الاقتصادية، حيث تعد مدريد المستثمر الأجنبي الثاني في المغرب، فيما تعتبر الجزائر، المورد الرئيسي للغاز إلى إسبانيا.

واعتبرت “إلموندو”، أن ضمان وصول الغاز الجزائري إلى إسبانيا، كانت هي الدافع الأساسي لقبول وزيرة الخارجية السابقة، أرانشا غونزاليس لايا، على طلب قصر المرادية، القاضي باستضافة غالي من أجل الخضوع للعلاج في مستشفى لوغرونيو، ما تسبب في الدخول في أزمة دبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، والتي بدأت تحل مؤخراً.

واسترسل المصدر ذاته، أن الموقف الرسمي للحكومة الإسبانية، هو نأيها بالنفس عن التدخل في النزاع بين الطرفين، غير أن المشكل بالنسبة للسلطة التنفيذية في مدريد، هو أن الرباط ومعها الجزائر، تطالبانها باتخاذ موقف واضح من الأزمة.

وفي سياق متّصل، تعهدت الجزائر، بضمان الإمداد المنتظم للغاز نحو إسبانيا، غير أنها قررت تغيير مساره، لكي لا يمر عبر المغرب، حيث أكد وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، أنه بعد أن قطعت بلاده علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، فإن خط الأنبوب المغاربي الأوروبي، الذي يمرّ عبر المملكة، لن يستمر، وسيتوقف بعد نهاية عقده في الـ 31 من أكتوبر المقبل.

وكانت أمينة بن خضرة، المديرة العامة للمكتب المغربي للمحروقات والمناجم، قد أكدت أن بلادها تؤيد تجديد العقد لخط أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، الذي ينتهي في أكتوبر المقبل، بالرغم من أن العلاقات المغربية الإسبانية كانت ما تزال تعيش على وقع الأزمة، غير أن الإعلان الجزائري الأخير، غير الأمور، حيث باتت الجارة الشرقية، تتجه لإنهاء مرور الغاز صوب القارة العجوز، عبر أراضي المملكة.

وقالت تقارير صحفية إسبانية، إن قطع العلاقات الجزائرية المغربية، بات يهدّد استمرار خط الأنبوب الغازي الذي يمر من المملكة، والذي كانت الأطراف الثلاثة المعنية به بدرجة أولى، تتفاوض بشأن تمديده منذ شهور، متابعةً أن الوزير عرقاب، أكد لسفير إسبانيا بالجزائر، أن التزامات بلاده تجاه المملكة الإيبيرية، مستمرة بالكامل.

وسبق لمجموعة من المراقبين، أن اعتبروا أن إعلان الجزائر لقطع علاقاتها مع المغرب، بالتزامن مع انتهاء الأزمة الحاة التي كانت قد اندلعت بين الرباط ومدريد، وتأكيد الأخيرة لأنها دخلت في مفاوضات بدون خطوط حمراء مع جارها الجنوبية، يأتي من أجل عرقلة أي رغبة إسبانية في الاعتراف بمغربية الصحراء، أو تأييد الحكم الذاتي.

ورجّحوا أن الجارة الشرقية للمغرب، دخلت بالفعل في مفاوضات مع إسبانيا من أجل ثنيها عن أي موقف من شأنه الدفع نحو حل النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، وإبقائها في الدائرة الفضفاضة الداعمة للأمم المتحدة، حيث تعمل الجزائر على الضغط على مدريد، باستعمال الغاز، وهو الورقة ذاتها التي استخدمتها ضد غونزاليس، لقبول استضافة غالي سابقا.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي