رفضت وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة، لايا غونزاليس أرانشا، الإجابة عن سؤال قاضي التحقيق بمحكمة التعليمات رقم 7 بسرقسطة، رفائيل لاسالا، بخصوص هوية الشخص الذي أمر بالسماح بدخول إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إلى البلاد، في الـ 18 من شهر أبريل الماضي، وذلك بمبرّر أنها “أسرار حكومية”.
وكشفت صحيفة “إل إسبانيول”، أن أرانشا، رفضت الإجابة عن خمسة أسئلة على الأقل، متذرعةً بضرورة موافقة مجلس الوزراء، وذلك استناداً منها على اتفاقية الحكومة المؤرخة في 15 أكتوبر 2010، المستوحاة من قانون الأسرار الرسمية، والتي تتيح تحويل بعض القضايا إلى أسرار محفوظة، في حال كان إفشاؤها قد ؤدي إلى “الإضرار بالعلاقات الدبلوماسية مع دولة ثالثة أو يعرضها للخطر بشكل خطير”.
وأضافت الجريدة، أن بهذه الحجة، رفضت لايا الإجابة عن الأسئلة الرئيسية التي طرحها لاسالا، متابعةً أنه، بناءً على مصادر حضرت الجلسة، فإن أرانشا، أقرت بأن غالي لم يطلب منه الإدلاء بأي نوع من الوثائق، بعدما تلقت الخارجية الإسبانية، تأكيداً من نظيرتها الجزائرية، بأنه بالفعل يحملها معه.
واسترسلت أن الوزيرة السابقة، لم ترغب في الكشف عن من اتصل من الجزائر لطلب استقبال غالي، كما لم تفصح عن هوية من أرسل الطلب أو أعطى الأمر أو كان على علم به، أو حتى من أرسله أو ما إذا كان هناك وزراء ناقشوا الموضوع فيما بينهم، مكتفيةً بالقول إن دخول غالي كان “مصرحا به”، لأسباب إنسانية.
وجدّدت لايا، التي يتم التحقيق معها بخصوص تهم تتعلق بالمراوغة والإخفاء والتزوير في وثيقة خاصة، تأكيد موقف حكومة مدريد، بخصوص أن دخول غالي تم وفق القانون، رافضة الردّ على الاتهامات التي وجهها المحاميان أنطونيو أوردياليس، وخوان كارلوس نافارو إليها، مردفةً في إفادتها للقاض بأن الجزائر، قالت إن غالي، سيصل بجواز دبلوماسي.
وعلقت الجريدة أن ما قالته لايا، لم يكن مؤكداً، بحكم أن غالي دخل بدون التثبت مما إذا كان يحمل جوازا دبلوماسيا من عدمه، متابعةً أنه بعد وصوله، تم نقله بواسطة سيارة إسعاف من خدمة الطوارئ لاريوخا، وجرى تسجيله بهوية مزورة في مستشفى لوغرونيو دي سان بيدرو، هي محمد بن بطوش.
وواصلت “إل إسبانيول”، أن العائق الذي وضعته لايا، بخصوص سرية المعلومات، لا يعيق جهود القاضي في التحقيق، لمعرفة ما وقع، حيث ما تزال هناك عدة خطوات أخرى، موردةً أن هناك تحقيقا موازيا يجري بالفعل، ويتعلق بما إن كانت أي من الدول الأعضاء في منطقة شنغن، قد أصدرت مذكرة توقيف أوروبية ضد زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية.
يشار إلى أن غالي، دخل إلى إسبانيا على متن طائرة جزائرية في الـ 18 من أبريل الماضي، دون المرور بإجراءات جواز السفر والجمارك، قبل أن يغادر في الـ 2 من يونيو، بطريقة مشابهة لتلك التي ولج فيها المملكة الإيبيرية من خلالها، الأمر الذي كان قد تسبب في أزمة حادة مع المغرب، أسفرت عن إقالة أرانشا غونزاليس من منصبها.
تعليقات الزوار ( 0 )