تتعالى أصوات شبيبات الأحزاب المغربية بخصوص التعديلات التي تم التوافق عليها بين وزارة الداخلية والأحزاب السياسية لإدخالها على القانون الانتخابي، وهو ما يعكس الضغط الذي تُمارسه الشبيبة، من خلال تكثيف لقاءاتها الأخيرة، قبيل الانتخابات المقررة صيف 2021، مع زعماء لأحزاب السياسية.
وترى التنظيمات الشباببية للأحزاب، أنّ قرار إلغاء اللائحة الوطنية للشباب، هو محاولة للالتفاف على الجزء المخصص للشباب برسم الدائرة الوطنية، و”مُؤشر مقلق”، ورسالة سلبية لإغلاق قوس آخر فتحته موجة الحراك الشبابي على الصعيدين الوطني والإقليمي، وانتصارا لخط تعميق اليأس وتنفير الشباب من العمل السياسي داخل المؤسسات.
وخلق قرار الاتفاق بين “أم الوزارات” والأحزاب السياسية على إلغاء لائحة الشباب الوطنية، التي تضم ثلاثين مقعدا في مجلس النواب البالغة 395 مقعداً، خلال الانتخابات المزمع تنظيمها، جدلاً واسعاً بين أوساط شباب الأحزاب، بين مؤيد لها باعتبارها مُشجعا للمشاركة السياسية، ورافض لها بمنطق الريع الانتخابي.
وبرأي الأكاديمي والمحلل السياسي، محمد بودن، فإنّ قرار إلغاء لائحة الشباب إذا ما تم اتخاذه بشكل رسمي فإنه سيكون خيارا وجيها لا يتعارض مع الدستور، ولا مع المعايير الدولية في تمثيل الشباب وفقا لمجموعة من الحجج.
وأوضح المتحدث ذاته، ضمن تصريح أدلى به لجريدة “بناصا”، أنّ تمثيل الشباب في المؤسسات الوطنية هدف أساسي ضمن المشروع الوطني، ويمكن بلوغه بطرق أو صيغ أخرى وليس بالضرورة عبر لائحة الشباب.
وأضاف، أنّ لائحة الشباب، هي إجراء ظرفي يستبطن معاملة خاصة لشبيبات الأحزاب السياسية بالتحديد، وهناك قرار سابق صادر عن القضاء الدستوري يؤكد على الطابع الاستثنائي للائحة الشباب وعدم إمكانية إضفاء طابع الديمومة عليها.
وشدّد بودن، على أنّ الكرة في ملعب الأحزاب، وتوسيع تمثيل الشباب ينبغي أن يكون قرارا إراديا وداخليا للأحزاب وليس خارجها، ومحطة توزيع التزكيات يجب أن تكون لحظة لترقية ثقة القيادات الحزبية في الشباب أو عبر استقطاب شباب مؤهل من خارج التنظيمات، وهنا ستتحق الفائذة القصوى على مستوى رفع معدلات ترشح الشباب وتجديد النخب.
ويرى المحلل السياسي، أنه يجب على الشبيات الحزبية تكوين كتلة ليس للمطالبة بالابقاء على اللائحة الوطنية للشباب بل لمطالبة القيادات الحزبية بتطوير قنوات تزكيتهم محليا للمشاركة في المنظومة الانتخابية العامة ودعمهم على حساب النخب التقليدية.
وشدّد المصدر ذاته، على أنّ لائحة الشباب من بين التدابير التي ينتهي العمل بها في حالتين، عدم تحقيقها للنتائج المرجوة منها أَو تحقيقها للحصيلة المنتظرة منها، وهنا وجبت الاشارة إلى أن العطب لم يكن في لائحة الشباب كآلية بل في تنزيلها ومعايير تطبيقها على مدار الـ10 سنوات.
وأشار محمد بودن، إلى أنّ تحقيق مشاركة حقيقية للشباب، لاتتوقف فقط على لائحة الشباب بل على ضرورة تغيير طرق العمل في منح التزكيات، وتغيير العقليات بما يؤسس لتقاليد سياسية معاصرة ومعبّرة عن الملامح الشابة للمجتمع المغربي، وابتكار أفكار جديدة تقدم أجوبة مبتكرة عن التطلعات الملحّة للمجتمع.
وأكد المتحدث ذاته، أنّ الخطب الملكية على مدار سنوات عكست تفضيلا واضحا لتجديد النخب ورغبة في اضطلاع الشباب بدور مهم في المشروع الوطني، وهذه حجة للشباب ليترافع عن دوره في المستقبل داخل الأحزاب.
تعليقات الزوار ( 0 )