أكد المحلل السياسي، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، محمد بودن، أن تعيين الروسي ألكسندر إيفانكو، ممثلا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، يمثل مستجدا يعكس قيام الأمانة العامة للأمم المتحدة بجهود واضحة ومتواصلة من صميم صلاحياتها حتى تستمر بعثة (المينورسو) في القيام بالولاية المنوطة بها والمحددة بقرار مجلس الأمن رقم 690 لسنة 1991.
وأوضح بودن، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تعيين السيد إيفانكو تم طبقا لشروط ومعايير وخلفية واسعة بعمل الأمم المتحدة، مؤكدا أن المغرب يعبر باستمرار عن دعمه لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومن يمثله.
وأضاف أن المملكة المغربية ترى أن الأمم المتحدة ينبغي أن تستمر في استخدام الوسائل اللازمة للقيام بمهمتها وفقا للشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن.
من جهة أخرى، توقف بودن عند الفرق بين الممثل الخاص للأمين العام ومبعوثه الشخصي بالصحراء المغربية، مسلطا الضوء على المهام المنوطة بكل واحد منهما.
وهكذا، قال الخبير إنه تفاديا لكل خلط أو لبس، ثمة فرق واضح في لغة وثائق الأمم المتحدة بين الممثل الخاص والمبعوث الشخصي. فالممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالصحراء يتولى رئاسة بعثة (المينورسو)، وهو مسؤول أمام الأمين العام للأمم المتحدة ويتوقع منه تنفيذ إطار العمل الذي يوجه أنشطة البعثة الأممية وإدارة الموارد المالية والبشرية واللوجستية للبعثة.
وأضاف أن الممثل الخاص يسهر كذلك على إحاطة الأمين العام للأمم المتحدة بتفاصيل الأنشطة التنفيذية لبعثة (المينورسو)، التي ترد في تقارير الأمين العام المعروضة على مجلس الأمن، فضلا عن تقديم تقارير بخصوص جميع المسائل المتعلقة بتنفيذ ولاية البعثة.
كما تشمل مهام الممثل الخاص تنفيذ مهمة البعثة في الإشراف على وقف إطلاق النار ومراقبة الالتزام بالاتفاقات العسكرية، ومن بينها الاتفاق العسكري رقم 1، فضلا عن إقامة اتصالات تشاورية مستمرة ورصد الأنشطة في المنطقة العازلة عبر الدوريات ومراكز الاتصال والمراقبة.
أما بخصوص المبعوث الشخصي، يتابع السيد بودن، فإنه يقوم بالمساعي الحميدة وقيادة العملية السياسية نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة، ومساعدة هذا الأخير في القيام بالأدوار التي يخولها له مجلس الأمن، من خلال الدعم السياسي لجهود التسوية، عبر التواصل مع أطراف النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية وتقديم إحاطات لمجلس الأمن وفقا لما هو وارد في قراراته.
وسجل كذلك أن المبعوث الشخصي يشرف على مشاورات سياسية بصيغة جنيف 1 وجنيف 2 على سبيل المثال، وعلى توفير الزخم لعمل الأمم المتحدة عبر الاستماع لأعضاء مجموعة أصدقاء الصحراء المغربية والجهات المهتمة الأخرى، وأداء مختلف الأدوار السياسية نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة حسب الاقتضاء، وتأكيد الدور الحصري للأمم المتحدة في العملية السياسية.
من جهة أخرى، أشار بودن إلى أن الممثل الخاص للأمين العام للصحراء المغربية، الروسي الكسندر ايفانكو، يعتبر الممثل الخاص السابع في مسار النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، بينما تم تعيين أربعة مبعوثين شخصيين للأمين العام للأمم المتحدة منذ مارس 1997.
ووفقا لبودن، فالكسندر ايفانكو لن يكون الروسي الوحيد في بعثة (المينورسو)، بل إن روسيا تساهم حسب آخر الإحصائيات ب 10 أفراد في البعثة.
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قد أوضح، خلال مؤتمر صحفي الجمعة الماضي، أن إيفانكو سيخلف الكندي كولين ستيوارت، “الذي عبر الأمين العام عن امتنانه لعمله المخلص وإدارته الفعالة لبعثة المينورسو”.
وقال دوجاريك إنه “كرئيس لمكتب المينورسو منذ سنة 2009، سيقدم السيد إيفانكو إضافة لهذا المنصب تتمثل في أزيد من 30 عاما من الخبرة في الشؤون الدولية وحفظ السلام وفي مجال الصحافة”.
وقد بدأ إيفانكو حياته المهنية في الصحافة، حيث عمل كمراسل لإحدى الصحف الروسية في أفغانستان والولايات المتحدة. كما شغل منصب كبير المستشارين لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (1998-2005). وهو حاصل على ماجستير في الصحافة من جامعة موسكو الحكومية ويتحدث الروسية والإنجليزية بطلاقة.
تعليقات الزوار ( 0 )