رفضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، التي يقع مقرها في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، يوم أمس (الخميس) قبول الدعوى التي تقدم بها مهاجر كاميروني يدعى دومبي نابوتشي، تعرض للضرب والتعنيف في مليلية، وأعاده الحرس المدني الإسباني إلى المغرب سنة 2014 على الرغم من كونه كان فاقدًا للوعي.
وقالت المحكمة، إنّ الأدلة التي تقدم بها المهاجر الآنف ذكره غير كافية، وأنّ الحكومة الإسبانية قدمت، علاوة على ذلك، أسبابا سليمة للتشكيك في صحتها، ودعما لمزاعمه، قدم صاحب الطلب شريط فيديو يظهر الاعتداء الذي تعرض له بجانب الأسوار كما وصفه، مُدعياً أنه يستطيع التعرف على نفسه.
وكشفت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، أنّ تقارير الخبراء التي قدمتها الحكومة من جانبها، تُظهر استحالة تحديد هوية مقدم الطلب، وإنْ كانت لا تذهب إلى حد استبعاده منذ البداية، غير أنّ صاحب الشكوى نفسه لم يقدم أي حجة مقنعة في هذا الصدد.
وبعد قرار المحكمة، أشارت منظمة Andalucía Acoge، وهي منظمة غير حكومية، دعمت المدعي أثناء العملية، إلى أنّ ممارسات مثل عمليات العودة السريعة تُعقد تحديد هوية العائدين لاحقًا، حيث يتم طردهم على الفور دون تحديد هويتهم مسبقا.
وأكدت المحكمة في حكمها أنّ “المدعي، الذي مثل أمام المحكمة باسم ألبرت خوليو دومبي نابوتشي، لم يقدم أي دليل موثوق به يُظهر على الأقل أن لقبه يتوافق مع هوية داني ويليامز، وأنّ كلا الطرفين متطابقان، الذي كان فيه اسم الشخص المتورط في الحادث، حيث ناقض المدعي نفسه من عدة نواحٍ، وتختلف روايته للأحداث عما يمكن استنتاجه من نفس مقاطع الفيديو”.
وترى المحكمة أيضا أنّ “المدعي لم يمثل أمام المحاكم الوطنية”، قائلة: “لو كان المدعي قد مثل أمام المحاكم الوطنية للطعن في سلوك موظفي الحرس المدني عند الأسوار الحدودية، لكانت مسألة هويته قد عُولجت قبل طلبه إلى المحكمة، وكانت المحاكم في وضع أفضل لمعالجة هذه المسألة”.
واعتبرت المحكمة ذاتها، أنّ “المدعي لم يقدم أدلة ظاهرة الوجاهة على مشاركته في الأحداث وأن الأدلة المقدمة أمام المحكمة قد دحضتها الحكومة بشكل كافٍ، وبالتالي، يجب إعلان عدم مقبولية الطلب”.
وعلى الرغم من أن الدائرة الكبرى في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (ECHR) أيدت الإعادة الساخنة لـلمدعوان (ن.ت، و ن.د)، وهما مهاجران قفزوا من فوق سور مليلية، كانت هناك حالة أخرى في ستراسبورغ معلقة بشأن هذا النوع من الطرد الفوري.
حالة دومبي نابوتشي، المعروف باسم داني
وهذه هي حالة دومبي نابوتشي، المعروف باسم داني، وهو شاب تعرض للضرب وعاد إلى المغرب، فاقدًا للوعي على ما يبدو، من قبل عناصر الحرس المدني في عام 2014 بعد أن قفز من فوق السياج في مدينة مليلية المحتلة.
وفي 15 أكتوبر 2014، بعد أن قفزت مجموعة من المهاجرين من أصول جنوب الصحراء فوق سور مليلية، ظل عدة مهاجرون يجلسون فوق السياج في المنطقة الأقرب إلى الجانب الإسباني، وبهدف إنزالهما، أصاب الحرس المدني داني عدة مرات عندما كان على وشك النزول من أعلى البوابة عبر سلم وضعه المعهد المسلح.
وبحسب الفيديو الذي نشرته منظمة Prodein غير الحكومية، وبعد أن سقط الشاب على الأرض، قيد رجال الحرس المدني الإسباني يديه وقدميه وأعاده جواً إلى المغرب.
ووفقًا لتقرير المشتكي الذي جمعته محكمة ستراسبورغ، فإنه عندما شرع داني في النزول على السلم الذي وفره الحرس المدني، ضربه أربعة ضباط “بالهراوات على ساقيه وذراعيه وأضلعه”، بينما اقترب “حارس مدني آخر بقبعة سوداء” من المكان الذي يوجد فيه المدعي وضربه على ركبته، حيث ثم “أصيب الكاميروني في يده وسقط أرضًا من ارتفاع مترين، فقد على إثرها وعيه”.
وأضاف التقرير، أن “الحرس الحدودي قيدوه وتم جره على الأرض لمسافات” قبل أن يسلموه إلى الشرطة المغربية، ممسكين بيديه وقدميه، ولم يخضع في أي وقت من الأوقات حتى لأي إجراء لتحديد الهوية، كما لم يمنح فرصة الحصول على مساعدة من محامين أو مترجمين شفويين، أو التقدم بطلب اللجوء أو الحماية الدولية، أو تقديم استئناف، كما أنه لم يكن يحق له الحصول على الرعاية الصحية”.
وفي هذا الصدد، أوضح رئيس منظمة Prodein، أن الناشط الذي سجل الصور التي سمحت بالإبلاغ عن القضية، خوسيه بالازون، كان ينتظر أن يصدر حكم من محكمة مليلية، حيث “كانت تلك الصور مروعة بسبب سوء المعاملة التي تعرض لها ذلك المهاجر وباقي زملائه الآخرين، وتم التخلي عنه في الوقت الذي كان بحاجة إلى رعاية طبية.
وأشار رئيس المنظمة، أن بالازون الذي ظل على اتصال بصاحب الشكوى، ” كان يأمل أن تتحقق العدالة، وأن يتلقى هذا المهاجر تعويضا بسبب ما حدث له، ولكن في الوقت الحاضر لا يوجد شيء مؤكد”، مضيفا “أن المعني بالأمر كان في المغرب لفترة طويلة، يحاول بطريقة محبطة الهجرة إلى إسبانيا”.
تعليقات الزوار ( 0 )