تابعت وبمحض الصدفة أربع مقابلات صحفية حول فيروس كورونا لرؤساء الحكومات في كل من؛ جمهورية مصر وجمهورية فرنسا والمملكتين الإسبانية والمغربية.
وحاولت تفكيك المقابلات الأربع واجراء، مقارنات فيما بينها، بغية الخروج بأوجه التشابه والتقاطع بينها؟ والخلفية من المقابلات؟ والمبادرات المتخذة في كل بلد؟، والأهداف والأولويات؟
على مستوى الشكل: كل المقابلات تم اجراؤها مباشرة، والفرق بينها أن مقابلة رئيسي الحكومة المغربية والمصرية انجزاها بالجلوس، النصري دون صحفيين بينما المغربي بمحاورة صحفيين ثلاث.
بينما مقابلة رئيس الحكومة الفرنسية والإسبانية فقد تمت وهما واقفين، الفرنسي كان يتحدث بالأجوبة عن أسئلة الصحفيين داخل قاعة، بينما الجارة الشمالية خاطب رئيسها الإسبان دون حضور وبخطاب مكتوب.
وأجمع كل رؤساء الحكومات الأربع على أهمية التدابير الوقائية لتجنب الإصابة بالفيروس، بدء بنظافة اليدين وتجنب التجمعات والتزام البيوت، والالتزام بالتعليمات. كما تطابقت إفاداتهم بسهر وانكباب الحكومات على تتبع الحالات وعلاجها ورصد وتحليل تطور الوباء، ومحاولات احتوائه عبر تكوين لجان وخلايا من أجل ذلك.
ودعوا المواطنين إلى المساهمة في انجاح فعالية التدابير المتخذة، والمشاركة في تحقيق نجاعتها والوصول إلى النتائج المرسومة من تطبيق وتنفيذ الاجراءات .
غير أن وجود قواسم مشتركة في جوهر وموضوع المقابلات الموجهة لعموم المواطنين في هذه الدول، لم يمنع من تسجيل ملاحظات حول المقابلات سواء في تقدير الفيروس ووصفه؟ أو من حيث إعداد ورسم الخطط للسيطرة عليه؟ أو حتى من حيث العناية المخصصة للاطقم الطبية؟
وهكذا فإن رئيس الوزراء المصري وقف كثيرا عند دور التدابير الاحترازية والوقائية الفردية في الحد من انتشار الفيروس، ولم يفته الإشارة إلى ما تقوم به الحكومة المصرية، وما اتخذته من اجراءات لإدارة الأزمة ومتابعتها، دون أن يعطي أو يعلن بوضوح ما تعتزم الحكومة المصرية القيام به لاحتواء الوباء حماية لصحة المواطنين المصريين.
أما رئيس الحكومة الفرنسي فقد كان واضحا وصريحا في حديثة للفرنسيين ان خطر فيروس كورونا حقيقي وداهم، وأن أسابيع عصيبة من المحنة تنتظر الفرنسيين. وقال إن الحكومة الفرنسية تلتزم بحضانة وأمن عائلات موظفي الصحة من اطباء وممرضين، الذين يسهرون ويرابطون لعلاج المصابين، في إشارة إلى الدور والمهام الكبيرة التي ستكون موكولة اليهم.
أما رئيس الحكومة المغربي فقد تحدث عن وضع المغرب في علاقة بالاصابات من الفيروس، وقدره في الدرجة الأولى ، وركز بدوره على دور التدابير الوقائية في منع الاصابة من الفيروس.
كما وقف رئيس الحكومة المغربي عند الاصابة وطرق تنقل الفيروس، وأهمية الاجراءات المتخذة من أجل الحد من الاصابات، التي هي وافدة من الخارج، وسهر الحكومة على تتبع وتحليل ورصد الاصابات، وقدرتها في ايجاد الحلول للاشكاليات المتوقعة، دون الكشف عن هذه الحلول.
أما رئيس الحكومة الاسبانية فقد كان في تقديري اكثر وضوحا، ودقيقا لأنه تحدث عن أهمية اعلان حالك الطوارئ وآثارها السلبية التي لا تقوم أمام الهدف الأسمى في الحد من انتشار الفيروس.
وقد طمأن المواطنين الإسبان بسهر والتزام الحكومة بتوفير المواد الغذائية في الاسواق . كما أعلن خطة الحكومة واهدافها ؛ الاول يتحقق عندما ينخفض مؤشر الاصابات، والثاني عند التغلب على الفيروس وايجاد حقنة، والثالث بعودة الأمور الى طبيعتها، والرابع ببداية الاقلاع الاقتصادي.
وعبر في النهاية عن التزام حكومته بتوفير العلاج والمواد الغذائية. وركز على مبدأ الوحدة ضد الفيروس والتضامن بين كل الاسبان بعيدا عن الايديولوجية السياسية.
*محامي بمكناس – خبير في القانون الدولي
تعليقات الزوار ( 0 )