شارك المقال
  • تم النسخ

مجالس مغارب يستأنف أنشطته بمحاضرة “المجالس العلمية وأثرها في التعليم والتعلم”

استأنف يوم أمس الأربعاء 13 من مارس 2021، مركز مغارب مجالسه العلمية على الساعة السابعة مساء عبر صفحته الرسمية الفيس بوك، بمحاضرة علمية حملت عنوان “المجالس العلمية وأثرها في التعليم والتعلم”، ألقاها المفكر والمحاضر في قضايا فلسفة القانون والشريعة الأستاذ محمد سليم العوا.

أولا: مجالس العلم

رصد الأستاذ العوا التطور التاريخي لمجالس العلم انطلاقا من المجلس النبوي الذي اعتبره أول معهد علمي في الإسلام حيث يتعلم فيه الصحابة والصحابيات، الرجال والنساء معا يتتعلمون قضايا القرآن وتفسيره وتطبيقه، مؤكدا أن رسول صلى الله عليه وسلم لم يفرق بين الرجال والنساء في هذه المجالس.

لينتقل الدكتور بعد ذلك للتعريف بالمجلس في التراث التعليمي الإسلامي، فالمجلس بحسبه يحمل معان كثيرة من بينها المكان الذي يجلس فيه العلماء لمذاكرة العلم، مشيرا إلى أنواع هذه المجالس التي يزخر بها التراث الإسلامي نحو: مجالس اللغوين، ومجالس الشعراء، ومجالس النحويين، ومجالس الذكر الصوفي، ومجالس الطب، والفلك “فحيث ما كان هناك علم كان هناك مجلس”، بل يمكن القول إنه حيث كان العلم كان التعلم “فهي مجالس العلماء والطلاب ومجالس المختصين”.

ثانيا: أماكن المجالس

وضح الأستاذ محمد سليم العوا بعد ذلك اختلاف أماكن المجالس فهي تبدأ من المسجد مرورا ببيت العالم، وانتهاء بمقر عمله. إلى أن توسعت مجالس العلم وبنيت لها مؤسسات، فكان أول ما بني الخانات وهي فنادق صغيرة على الطرقات، ثم بُنيت المكتبات العامة التي اتسعت أدوارها إلى ما تقوم به الكليات والجامعات في وقتنا الراهن، وفي بغداد أُنشئت دار الحكمة وكان أصل عملها الترجمة، ومثل ذلك في مصر حيث أنشئت دار الحكمة فأصبحت، بعد أن كانت مقرا للكتب والمترجمين، مقرا لمجالس العلم. و”بعد أن استقر نظام المجالس والأماكن التي تجري فيها الدروس تحولت إلى تنظيم صغير وهو تنظيم الحلقات، حيث اختص أهل كل علم بحلقة”.

ثالثا: العلم يحدث بالتعلم

أكد المحاضر أن العلم يحدث بالتعلم، وأن العلاقة بين العلم والتعلم علاقة عضوية، فإذا كانت أقوال الأثر تؤكد أنه “لا يوجد في الدنيا أعز من العلم” فإن ذلك يرجع إلى قوة العلم مضيفا وأما” المراد بالتعلم فهو إفادة الطلاب من شيخهم ومن بعضهم البعض”.

وتعتبر المجالس، حسب الأستاذ محمد سليم العوا، هي المصدر الوحيد للتعلم في ذلك الوقت، وكانت لها أدوار رائدة، “فما من معلم دخل مكانا فيه العلم إلا وجد فيه فائدة لم تكن تخطر في باله من صغار طلابه وتلامذته، فإما أن يجيب أو هي فرصة ليزداد علما برجوعه إلى مراجعه وكتبه. إذ من أهم شروط العلم الإنصات والاستعداد للتراجع عن الرأي إذا وجد الصواب”.

في الأخير ختمت الجلسة الأستاذة جميلة تلوت بالإشارة إلى التغيرات الراهنة التي تعرفها مجالس العلم في العالم كله والتي غير شكلها وباء كورونا، إلا أنه وفي نفس الآن وإن أصبحت الصلة بين المشرق والمغرب ميسرة بواسطة التقنية والتلاقي الافتراضي، إلا أنها أي “المجالس الافتراضية” لا تغني عن المجالس العلمية المباشرة التي ينتظرها الجميع، فلها كيمياؤها الخاصة والتي تحدث في النفوس مهمة التعليم والتعليم بشكل فريد.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي