نظم مركز مغارب للدراسات في الاجتماع الإنساني يوم الخميس 13 غشت المجلس الثامن من سلسلة “مجلس مغارب”، في موضوع “آيات الأخلاق: نحو مقاربة أخلاقية للقرآن”، وأطر المجلس الدكتور معتز الخطيب، أستاذ المنهجية والأخلاق في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة بالدوحة-قطر، والمشرف على وحدة أبحاث ” الإسلام والمنهجية والأخلاق” في مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق.
قسم الباحث محاضرته إلى خمسة محاور أساسية، مع مدخل مفاهيمي حاول فيه إثارة التداخل بين مفهومي آيات الأخلاق وآيات الأحكام مع التعرض لبعض الإشكاليات المرتبطة بهذه المفاهيم.
هل هناك نظرية أخلاقية في القرآن؟
أشار الباحث في هذا المحور إلى أن وجود نظرية أخلاقية أو عدم وجودها يتوقف على اعتبارات عدة من بينها التحديد المفاهيمي للنظرية، وفهمنا لطبيعة النص القرآني مع التأكيد أنه ليس نصا فلسفيا، كما أنه لا يقدم لنا تنظيرات مجردة بل ينشغل أكثر بمسائل عملية، مضيفا أنه يجب أن نحرر أنفسنا من النموذج الفلسفي اليوناني، تحديدا في الأخلاق، حينما نتحدث داخل النص القرآني.
دور القرآن في الصياغة الكلاسيكية لعلم الأخلاق؟
طرح الباحث مجموعة من الآراء في هذا المحور ومنها التي انتهى إليها الفراهي الهندي من “أن القرآن كان هامشيا في التأسيس للأخلاق داخل التراث الإسلامي، كما أشار إلى آراء محمد عبد الله دراز الذي أكد أن الأخلاق لم تكن الدراسة المركزية للقرآن، مشيرا إلى أنه مع تطور الأبحاث لم تعد هذه الأحكام دقيقة وذلك لظهور دراسات حديثة حول الأخلاق الإسلامية، خصوصا باللغة الإنجليزية.
إشكال التداخل بين آيات الأخلاق وآيات الأحكام
يرى الباحث في هذا المحور أن الإرث الكبير حول آيات الأحكام بخلاف آيات الأخلاق يطرح تداخل كبيرا بينمها، لأن علم الأخلاق لم يتبلور بشكل متماسك خارج التصورات اليونانية في التراث الإسلام، معتبرا أن مجال علم الأخلاق حقل متعدد التخصصات، بالإضافة إلى مجموعة من المسوغات التي تحدد هذا التداخل بحسبه، من بينها النص القرآني نفسه الذي يعد نمط متفرد في الكتابة.
أشكال المقاربة الأخلاقية للقرآن في الدراسات المعاصرة والحديثة
وقد تطرق الأستاذ في جامعة حمد بن خليفة في هذا المحور إلى خمسة أنماط رئيسة؛ الأول الذي ينهج نهجا مفاهيميا، والنمط الثاني يعتمد منهج النظرية الأخلاقية والتي استخلصها محمد عبد الله دراز في أطروحته للدكتوراه، والنمط الثالث يعتمد على دراسة الحجاج القرآني، والنمط الرابع يركز على القصص القرآني، والنمط الخامس يدرس آيات الأخلاق، وقد قدم الخطيب شرحا مفصلا لكل نمط من هذه الأنماط الخمسة.
محاولات لتصنيف الآيات ذات المنحى أو الطبيعة الأخلاقية
وضح معتز الخطيب في هذا المحور الأخير أنه يمكن الحديث عن شكلين من أشكال المحاولة التصنيفية؛ الشكل الأول يتمثل في حصر الآيات المتعلقة بالأخلاق داخل النص القرآني وتصنيفها تصنيفا موضوعيا، وهذا منحى محفوف بالإشكالات، والشكل الثاني هو دراسات الآيات الجامعة أو المفتاحية التي تضم الأخلاق المركزية والمؤطرة، وهذا ما تنهجه الكثير من الأبحاث والدراسات المعاصرة.
في الأخير أثارت المحاضرة الشائكة مجموعة من الإشكاليات البحثية الهامة، التي لاقت اهتمام العديد من الباحثين متفاعلين مع المحاضرة، مع التنويه أن المحاضرة موجودة على صفحة المركز على الفيسبوك وقناة المركز على اليوتيوب.
الشكر الجزيل لمقررة المحاضرة على هذا التقرير الغير محايد والغير موضوعي والذي لا يرقى الى الامانة في ايصال الخبر كما هو، استغرب ولو اشارة واحدة لمن قام بتسيير المحاضرة و لعب دورا هاما في إنجاح المحاضرة و من ثم انشاء النشاط ككل. من باب الامانة العلمية، ان تشيري الى كل ما جريات اللقاء، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على تهميش مركز مغارب للطاقات المغاربية، و النفخ في المشارقة الى درجة تثير التقزز.
والسلام
أعتذر أستاذ لؤي لم يكن القصد أبدا التهميش، نعتز ونفتخر بأساتذتنا وطاقاتنا المغربية.
اقرأ عن المجالس السابقة.
مودتي