Share
  • Link copied

متجرٌ بفاس… حظّ الإيفواري الذي خذلته الملاعب

في منتصف الطريق الى الحلم، توقفت مسيرته فوق العشب الأخضر. المجد والثروة لا يضحكان لكل طالب، وابراهيم كولو كاراموكو يرى من الحذق أن يقرأ المرء طالعه مبكرا ويقبل بالتصاريف فرحا بكفاف و حياة “عادية” في الزحام بدل مطاردة وهم قاتل.

لم يطوع المقام الطويل حاء الحمد.. “أمدو لله”…. عبارة يبثها المغترب الإفواري المقيم بفاس، فاصلا بين عبارة وأخرى، مستعينا بزادها الروحي في تقبل السيناريو الجديد الذي كتب لرحلته المتقلبة. ليس كل من حط رحاله بالمغرب قادما من جنوب الصحراء، بموهبة موسى نداو، الذي صنع تاريخا ذهبيا مع الوداد، وطابت له الحياة مديدة في “كازا” التي يحب، ولا بمسار ناجح يذخره تأمينا لعودة مريحة على خطى مواطنه ألان غواميني الذي حرس في التسعينات عرين الرجاء وغيرهما ممن تألقوا في ميادين المغرب.

في صباح بارد من شتاء فاس، يلاعب طفلته الصغيرة في انتظار زبائن سلعته الخاصة المرتبة في رفوف المتجر الافريقي African Shop. يكتريه داخل زقاق متفرع عن شارع الكرامة الذي يخترق حي مونفلوري. قبل عشر سنوات، حل ابراهيم بالمغرب في ثوب محترف بالدرجة الثانية، متنقلا بين مجموعة من الأندية والمدن، بطموح مجد كروي يصاحبه رفاه مادي واجتماعي يرقي به أسرته هنا، وهناك في مسقط الرأس.

في سيرك الحياة الخطير، يحسب لابراهيم أنه قفز من حبل لآخر بقدر أقل من الخسائر. من شباب المحمدية الى قصبة تادلة مرورا بهوارة والكوكب المراكشي، تأخر وعد النقلة التي يحلم بها، بل تعثر المسار في غياب وكيل أعمال يسهل مغامرته الكروية، ليجد نفسه مطالبا ب “محاولة عيش” خارج الملاعب.

لا مجال لعودة متسرعة أو ركوب مجازفة مميتة نحو الشمال الأوروبي المترف. ثمة أفق يرتسم وفضاء اجتماعي يطور ثقافة استقبال الوافد، خصوصا الإفريقي، وسياسة عمومية تكرس تحولا نوعيا من خلال إقرار رؤية انسانية للهجرة. حينما دقت لحظة التسوية القانونية لآلاف المهاجرين المقيمين بالمملكة، شعر ابراهيم بالتحرر من وضعية معلقة. من بوابة ولاية جهة فاس مكناس، خرج الرجل سعيدا يتحسس الأوراق والرخص التي تخوله صوتا وصورة تحت الشمس. حياة جديدة تنتظره على هذه الأرض.

وراء African Shop حكمة المرأة الافريقية التي عايشت يوميات الكد في أسواق أبيدجان، وكانت حاضرة حين ادلهم المعاش. ينسب ابراهيم لزوجته فضل هذه الفكرة وغرس الايمان بمشروع ينهض بالعائلة ويمنع تحول الفشل الى مأساة. متجر إفريقي يقترح مواد غذائية تقليدية ومستحضرات تجميل طبيعية، توابل ومصبرات، وصولا الى جدائل “الراستا” التي تخطب ود الشابات، خصوصا من طالبات جنوب الصحراء.

Share
  • Link copied
المقال التالي