شارك المقال
  • تم النسخ

مباحثات سرية بين إسبانيا والمغرب من أجل إيجاد مخرج للأزمة الدبلوماسية

كشفت تقارير إعلامية إسبانية، أن حكومة مدريد والرباط، تجريان مباحثات سرية، من أجل التوصل لاتفاق يطوي صفحة الخلاف التي طبعت العلاقات بينهما، منذ شهر أبريل الماضي، بسبب قبول الجارة الشمالية، استقبال إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، لتلقي العلاج في مستشفى لوغرونيو، بعد إصابته بفيروس كورونا.

وقالت جريدة “إلباييس”، إن هناك مباحثات سرية بين إسبانيا والمغرب، من أجل العثور على حل لإنهاء الأزمة غير المسبوقة التي طبعت العلاقات بين البلدين منذ شهر أبريل الماضي، والتي تسببت في تضرر مصالح كليهما، كما أثرت سلباً على المنطقة.

وأضافت أن الملك فليبي السادس، عن رغبته في إعادة التحديد المشترك لعلاقات إسبانيا والمغرب، وهي المرة الأولى التي يشير فيها علانية إلى الأزمة الدبلوماسية التي استمرت لأشهر، متابعةً أنه أعرب عن أمله في إرساء التعاون الثنائي على ركائز أقوى وأكثر صلابة، بعدما تعرضت العلاقات الثنائية لصدمات في أكثر من مناسبة.

وتابعت أن وزير الخارجية، خوسيه مانويل ألباريس، بدوره يهدف للاتفاق على إطار عمل مستقر للعلاقات يسمح بطي صفحة الخلافات ومعالجة التناقضات دون ابتزاز أو مفاجآت، متابعةً أنه منذ توليه لمهامه في يوليوز الماضي، أجرى رئيس الديبلوماسية الإسبانية، عدة محادثات مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، لكنهما لم يلتقيا وجها لوجه بعد.

وأردفت أن إسبانيا لا تريد تأزيم العلاقات مع المغرب، والدليل أنها لم تسحب سفيرها من الرباط، في المقابل، غادر سفير الأخيرة منذ ماي الماضي، ولم يعد إلى الآن، رغم أن سلطات البلدين تبادلتا الكلمات الطيبة، مسترسلةً أن الجار الجنوبي استفز إسبانيا عبر بناء مزرعة للأسماك قربة شافاريناس، وبعد اتهامه بعدم الالتزام بالبروتوكول الصحي ضد كورونا في المطارات.

وذكرت، نقلاً عن مصادر دبلوماسية إسبانية، أنه تمت استعادة التعاون في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية، وفي عيد الميلاد، منعت الشرطة المغربية عدة محاولات لعبور السياج في كل من سبتة ومليلية.

ونبهت الصحيفة إلى أن الأزمة بين البلدين، لم تبدأ في أبريل الماضي، حين استقبلت إسبانيا إبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو، لكن قبلها بأشهر، مباشرة بعد موقف إسبانيا من اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، في دجنبر 2020، حيث ردّت الرباط بإلغاء الاجتماع رفيع المستوى الذين كان مبرمجاً لينعقد في الشهر ذاته.

وحاول المغرب الضغط على إسبانيا، وفق الجريدة، من أجل الخروج “من منطقة الراحة”، ودعم مقترح الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء، وهو ما فعلته ألمانيا، التي بعث رئيسها فرانك فالتر شتاينماير، رسالة إلى الملك محمد السادس، قال فيها إن عرض الحكم الذاتي يمكن أن يكون “أساسا جيداً” للتوصل إلى اتفاق”.

وأوضحت أن هذه اللفتة قد تكون كافية للرباط لاستعادة علاقاتها مع برلين، التي دخلت في أزمة مع المغرب، قبل توتر العلاقات مع مدريد، غير أنه ليس من الواضح، ما إذا كان ذلك سيكون كافيا لإتمام المصالحة مع إسبانيا، لأن الأخيرة حاليا، تؤيد أي اتفاق يندرج ضمن قرارات مجلس الأمن، بمعبارة أخرى، تقول “إلباييس”، الحكم الذاتي أيضا، لكن بشرط اتفاق الأطراف ومباركة الأمم المتحدة.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي