قالت الشرطة لإسبانية إنها لا تستبعد فرضية تورط إيرن في محاولة عملية اغتيال أليخو فيدال كوادراس، الزعيم السابق لحزب الشعب الإسباني الذي ينتمي إلى يمين الوسط في منطقة كتالونيا، ومؤسس “حزب فوكس”، الذي أصيب برصاصة في وجهه في منطقة سالامانكا بمدريد.
وأفاد مصدر في الشرطة قريب من التحقيق لوسائل إعلام إسبانية، أنه لا يوجد دليل يدعم العلاقة الإيرانية، لكنه أكد أن فيدال كوادراس نفسه أثار الشكوك من سريره في المستشفى وأن المحققين يبحثون في ذلك كواحد من عدة دوافع محتملة.
وفي إشارة إلى أن الشرطة توسع نطاق التحقيق ليأخذ في الاعتبار الزاوية الإيرانية، قال مسؤول آخر إن فرقة إقليمية تتعامل مع قضايا الإرهاب والتطرف انضمت إلى التحقيق، الذي كان يقوده في السابق عملاء متخصصون في جرائم القتل في وقت متأخر من يوم الخميس.
وتعرض فيدال كوادراس، 78 عامًا، للهجوم في حوالي الساعة 1.30 ظهرًا يوم الخميس بالقرب من منزله في العاصمة وكان واعيًا عندما نقلته أطقم الطوارئ إلى المستشفى.
ولم يتم اعتقال أي شخص على الفور وتقوم الشرطة بفحص كاميرات المراقبة وتسجيل روايات الشهود للتعرف على مطلق النار الذي شوهد وهو يرتدي خوذة سوداء، وكان المشتبه به قد أطلق رصاصة واحدة قبل أن يلوذ بالفرار على دراجة نارية يقودها شريك له.
وقال أحد المسؤولين إن دراجة نارية محترقة عثر عليها في وقت لاحق من اليوم على مشارف العاصمة الإسبانية ويجري التحقيق فيها.
وبعد أربع ساعات من إطلاق النار، قال مستشفى جامعة جريجوريو مارانيون العام بمدريد، إن الرصاصة تسببت في كسر عظم فك فيدال كوادراس، وإنه سيخضع لعملية جراحية، وأضافت أن السياسي في حالة مستقرة وأن حياته ليست في خطر.
وكان فيدال كوادراس عضوا في حزب الشعب المحافظ في إسبانيا، وزعيمه الإقليمي في كاتالونيا، وعضوا في البرلمان الأوروبي قبل أن يغادر بعد ثلاثة عقود عندما اختلف مع رئيس الوزراء آنذاك ماريانو راخوي.
وبعد انفصاله، ساعد في تأسيس حزب فوكس اليميني المتطرف، ثم غادر حزب فوكس بعد فترة وجيزة من محاولته الفاشلة للفوز بمقعد في البرلمان الأوروبي في عام 2014.
وكجزء من حياته السياسية، كان فيدال كوادراس متحالفاً على مدى عقود مع المعارضة الإيرانية في المنفى، وهو تورط لاحظته طهران.
وفي يناير، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنها فرضت عقوبات على فيدال كوادراس وآخرين لهم علاقات مع منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المنفية، واتهمتهم “بدعم الإرهاب والجماعات الإرهابية”.
وبدأت المجموعة كمنظمة ماركسية معارضة لحكم الشاه محمد رضا بهلوي، وقد أعلنت مسؤوليتها عن سلسلة من الهجمات ضد مسؤولين أمريكيين في إيران في السبعينيات، واشتبهت في تنفيذها، وهو ما تنفيه الآن.
وفي منتصف شهر شتنبر، انتقد فيدال كوادراس، في كلمته أمام مؤتمر نظمته المجموعة في بروكسل، مسؤولي وزعماء الاتحاد الأوروبي لأنهم لم يكونوا أقوياء بالدرجة الكافية في معارضتهم لإيران ودعمهم للمعارضة في المنفى.
وفي الماضي، زعمت وسائل الإعلام التي تديرها الدولة في إيران، نقلاً عن تقارير نشرتها صحيفة إلباييس اليومية الإسبانية، أن حزب فوكس التابع لفيدال كوادراس تلقى أموالاً من مجاهدي خلق، ووصفت المدفوعات بأنها “أموال إرهابية”.
وكتبت زعيمة مجاهدي خلق، مريم رجوي، على موقع X، تويتر سابقًا: “ترى المقاومة الإيرانية أن الفاشية الدينية الحاكمة في إيران هي المتهم الأول في هذه القضية، حيث كرس البروفيسور فيدال كوادراس جزءًا مهمًا من حياته لمحاربتها”.
تعليقات الزوار ( 0 )