Share
  • Link copied

ما بين لائحة رفع دعوى ضد الفايد ولائحة مؤيديه

يعمد مريدو الدكتور محمد الفايد إلى نشر الإحصائيات التي تؤكد الفرق الشاسع بين لائحتي الداعين الى رفع دعوى قضائية ضده من جهة، ولائحة مؤيديه من جهة أخرى، هذا الفرق الذي تجاوز المئة الف لصالح الفايد، ترك أتباعه هؤلاء يحسّون بنشوة الانتصار على خصوم شيخهم.

شخصيا كنت أنتظر أن يكون الفرق ساحقا لصالح الفايد، خصوصا في المجتمع المغربي، مجتمع التديّن بالوراثة، مجتمع يقبع أسفل ترتيب الامم في مؤشر نسبة الأمية، مجتمع تقديس الأموات فما بالك بالأحياء، مجتمع يشهد أهله قبل غيره بالنفاق فيما بينهم من جانب وتضخيم الأنا من جانب آخر.

إن اعتماد التفوق العددي للائحة الدكتور الفايد كمعيار للخروج بخلاصة أن الفايد له الحق ضد خصومه. يعني عند أصحاب هذه النظرة الكمّية أن معيار التفوق العددي حاسم في تأييد الحقيقة وإحقاق الحق وإنصاف أحد طرفي النزاع، وطبقا لمنطق هؤلاء:

  • أن الارض كانت مركز الكون، وهي مسطحة وثابتة رغم صراخ كوبيرنيك وجاليلي قبل قرون طويلة، وبعدها أصبحت الشمس هي مركز الكون والأرض كروية الشكل تدور حول الشمس وحول نفسها، والفرق بين اليوم والأمس، ليس في قوة منطق الإثبات، بل في عدد معتنقي أحد الموقفين.
  • أن المسيحية هي الدين الحق مادامت الإحصائيات تعطي 2,3 مليار نسمة لأتباعها مقابل 1,8 مليار نسمة لأتباع الديانة الإسلامية. وإذا أخذنا بمعيار الطوائف الإسلامية التي تطعن وتُكفّر في بعضها البعض، تصبح اللادينية على حق إذا قابلناها بأي طائفة مسلمة كيفما كانت باعتبار أن عدد اللادينيين في العالم يفوق 1,2 مليار نسمة.
  • أن أكبر عيوب الديمقراطية الذي هو إمكانية إفرازها للغير الكفؤ، وإمكانية انحيازها للقرارات الخاطئة، هي (أي الديمقراطية) بمنطق هؤلاء أساس إحقاق الحق، وإفراز ذوي الأهلية، وبناء القرارات الصائبة، فمثلًا قرار البرلمان المغربي القاضي بعدم رفع ميزانية الصحة في نظرهم، قرار صائب، لأنه جاء بمصادقة أغلب أعضاء البرلمان ورفضه عضوين فقط.

خلاصة القول، فإن هؤلاء الذين يقومون ببناء الحقائق والأدلة على التفوق العددي، هم بحق من يمثلون أعمدة ثقافة القطيع، فالحق عندهم هو حيث يميل رأي الأغلبية، أمّا الأقلية، فرأيها في نظرهم مرفوض ولو قام على حجج قوية.

*كاتب مغربي مقيم في واشنطن

Share
  • Link copied
المقال التالي