كتبت منذ ثلاثة عشرة سنة مقالا في جريدة المساء المغربية تحت عنوان “قناة الجزيرة وسيبة الصحفيين الجزائريين”، كان فيه تنبيه لصعود رجال ونساء المخابرات العسكرية الجزائرية إلى مركز القرار داخل شبكة قناة الجزيرة القطرية، وكان السياق آنداك مرتبطا بإغلاق مكتب القناة بالرباط، وتضمن المقال المكتوب في شهر نونبر من سنة 2010 تنبيها لهذا الاختراق المخابراتي الجزائري لمكتب القناة بالرباط الذي اختار له القطريون بقصد أو بغير قصد رئيس تحرير من جنسية جزائرية ا،ختار ان يفتتح أول نشرة مغاربية من الرباط بصحفية جزائرية وأن يغطي أحداث نهاية السنة من الرباط بتعليق لصحفي جزائري، كان المشهد واضحا بأن لوبيا تابعا للمخابرات العسكرية، وللجنرال توفيق مدين بالذات، بات يصعد بسرعة نحو مراكز القرار في القناة، وهو الشيء الذي حصل بعد سنة من ذلك، لما تم تعيين الجزائري مصطفى سواق، أستاذ الأدب بجامعة الجزائر سابقا، مديرا عاما بالنيابة لشبكة قناة الجزيرة.
وأعود اليوم مرة أخرى لهذا الموضوع، من زاوية قضية الصحفي المغربي عبدالصمد ناصر الذي تم فسخ عقده بعد ستة وعشرون سنة من العمل في القناة قبل وصول مصطفى سواق نفسه بسنوات ،وواضح أن قرار فسخ عقد الصحفي عبدالصمد ناصر أتخذ من طرف مصطفى سواف ولايمكن فهمه بتاتا خارج توجيهات من النظام العسكري الجزائري لوجود علاقة مباشرة بين سواق والجنرال توفيق مدين الذي يدير قواعد الصراع مع المغرب والمغاربة ،والسياق الذي جرى فيه اتخاذ هذا القرار يشرح الأوامر التي جاءت من الجزائر لأعوان المخابرات العسكرية الجزائرية الأربعة في القناة وعلى رأسهم مصطفى سواق، والسياق يوضح أن القرار جاء بعد حضور مصطفى سواق ودراجي وخديجة بن قنة إلى الجزائر في اجتماع عسكري أعطيت فيه الأوامر لإعلان الحرب على الإعلاميين المغاربة بدأ بفسخ الصحفي عبدالصمد ناصر ولا أحد يعرف أين سيتوقف أمام أعين السلطات القطرية.
والسؤال الذي بات مطروحا بعد الحجة الميتة التي استعملها مصطفى سواق المدير العام في شبكة الجزيرة، والمتمثلة في طلب حذف تغريدة، هو متى كان الصحفيون يخيرون بين التنكر لبلدانهم أو مغادرة القناة الإعلامية؟ هل هناك مايبرر خطورة هذا القرار الذي اتخذه مصطفى سواق، والذي فيه عنصرية ضد صحفي مهني وعربدة لمخابرات جزائرية تجعل من أعوانها مثل سواق ودراجي وبن قرينة يسيؤون لصورة دولة قطر ؟ هل تعلم السلطات القطرية بهذا القرار ؟ إذا كان الجواب بنعم، كيف يمكن للسلطات القطرية أن تفسر العربدة والتحريض والعنصرية التي مارسها دراجي منذ سنتين ضد دول وشخصيات ومنتخبات تلعب كرة القدم؟
كيف تسكت دولة قطر التي تتخذ موقفا معارضا لعودة أسد سوريا إلى الجامعة العربية بحجة الجرائم ضد الإنسانية التي جرت فوق الأراضي السورية وتقبل بوجود دراجي فوق أراضيها الذي أعلن على الهواء دعمه وتضامنه مع بشار الأسد والنظام السوري؟
أسئلة تحتاج إلى جواب من السلطات القطرية التي بسكوتها على هذا القرار الجائر الذي اتخذه مصطفى سواق بأوامر من الجنرال توفيق مدين “رب الدزاير” كما يقول، تكون قد أساءت لكل المغاربة ونسيت بسرعة التضامن المغربي مع قطر في أزمة قطر مع الدول الأربعة، ونسيت بسرعة الدور المغربي في مونديال قطر وتسيء بوعي أو بدون وعي لقناة الجزيرة التجربة الإعلامية الكبيرة بأن تتركها اليوم في يد أعوان المخابرات العسكرية الجزائرية وعلى رأسها مصطفى سواق الذي يتلقى الأوامر من جنرال العشرية السوداء توفيق مدين.
الجزائريون بتبونهم وشنقريحتهم وسواقهم ودراجهم …باتوا بدون عقل، يحملون ملفا واحدا هو العداء للمغرب، وسيغادر الصحفي عبدالصمد ناصر القناة، ولكن تذكروا جيدا أنها بداية تخريب القناة ليس لأن صحفيا مغربيا غادرها، ولكن لأن حمقى الجزائر بدؤوا في إدارتها.
تعليقات الزوار ( 0 )