Share
  • Link copied

ماذا تريد الجزائر من المغرب؟.. تحركات عسكرية مريبة قرب الحدود المغربية تكرّس النهج التصعيدي لنظام العسكر

كشفت معطيات حديثة صادرة عن “المرصد الأطلسي للدفاع والتسلح” عن قيام النظام الجزائري بإنشاء مدرجات ترابية مؤقتة على مقربة مقلقة من الحدود المغربية، وهي منشآت معدّة لهبوط طائرات النقل العسكري من طراز C-130، مما يطرح تساؤلات جادة حول الخلفيات الحقيقية لهذه التحركات وما تحمله من رسائل عدائية تجاه المملكة المغربية.

وبحسب المرصد، تم توثيق أحد هذه المدرجات بدقة عند الإحداثيات الجغرافية: 31°35’32.11″ شمالًا و2°56’33.14″ غربًا، وهو موقع لا يبعد كثيرًا عن الخط الحدودي المغربي، الأمر الذي يكرّس السياسة الجزائرية القائمة على التلويح بالقوة العسكرية والتصعيد الميداني، عوض الانخراط في أي منطق للحوار أو التهدئة.

وتكتسي هذه المنشآت العسكرية أهمية خاصة من حيث طبيعتها التكتيكية، إذ تتيح للجيش الجزائري إمكانية نقل الجنود والمعدات بشكل سريع إلى خطوط التماس، فضلاً عن استخدامها المحتمل في إجلاء الجرحى خلال أي مواجهات مسلحة محتملة.

وتعكس هذه التحركات الجديدة بوضوح استعدادًا مبيتًا من قبل النظام الجزائري لأي سيناريو ميداني قد يُفجّر التوتر القائم إلى مواجهة مباشرة.

ويأتي هذا التحرك في سياق إقليمي بالغ الحساسية، تُمعن فيه الجزائر في استعراض النوايا العدائية تجاه المغرب، سواء عبر دعمها المكشوف والمستمر لجبهة “البوليساريو” الانفصالية، أو من خلال خطواتها العسكرية المتكررة في محيط الحدود، والتي تسعى من خلالها إلى فرض معادلات ميدانية تعاكس منطق التعايش وحسن الجوار.

وقد دأبت الجزائر على اتخاذ مواقف عدائية صريحة تجاه السيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية، عبر تعبئة أدوات إعلامية وسياسية وعسكرية في سياق حرب باردة معلنة ضد المملكة، وهو ما يُفسر إنشاء هذه المنشآت كجزء من استراتيجية تطويق وابتزاز إقليمي يروم زعزعة الاستقرار في المنطقة المغاربية.

وتجدر الإشارة إلى أن المغرب، المنخرط في دينامية دبلوماسية وتنموية رصينة بأقاليمه الجنوبية، يتعامل بحزم واحترافية مع مثل هذه التهديدات، دون السقوط في فخ الاستفزاز أو الانجرار إلى دوائر التوتر المفتعل.

كما أن القوات المسلحة الملكية تحافظ على جاهزيتها الكاملة لرصد أي تحرك مشبوه والرد عليه بالشكل المناسب دفاعًا عن وحدة الوطن وأمنه الاستراتيجي.

وفي ظل هذه المعطيات، يبقى الرهان الحقيقي أمام المجتمع الدولي هو الدفع نحو مساءلة النظام الجزائري عن هذه السلوكيات غير المسؤولة، التي تضع السلم الإقليمي على المحك، وتُظهر بجلاء أن العداء الجزائري تجاه المغرب لم يعد يقتصر على التصريحات، بل بلغ مستويات ميدانية مقلقة.

Share
  • Link copied
المقال التالي