أعادت حادثة سير مميتة شهدتها الطريق الرابطة بين مدينة تارجيست والحسيمة، راح ضحيتها شخص ينحدر من جماعة سيدي بوتميم، موضوع غياب قسم خاصّ بالأطفال في المستشفى المحلي بالمدينة التي تبعد بحوالي 72 كيلومتراً عن الحسيمة عاصمة الإقليم، والذي كلّف بناؤه خزينة الدولة حوالي 47 مليون درهم.
وكان الراحل، الذي يقطن بجماعة سيدي بوتميم المحاذية لمدينة تارجيست، متوجهاً صوب المستشفى الإقليمي محمد الخامس، بالحسيمة، لأخذ ابنته الصغيرة لزيارة طبيب أطفال، بسبب غياب قسم خاصّ بالأطفال في اللمستشفى المحلي، غير أن السيارة التي كان يقودها انقلبت ليلقى مصرعه على الفور، فيما تعرضت طفلته وزوجته لجروح متفاوتة الخطورة.
وكشفت مصادر مطلعة لجريدة “بناصا”، أن المعني كان يتوجه إلى المستشفى الإقليمي بالحسيمة، عبر طريق إزمورن، حيث تعرض للحادثة، وذلك من أجل أن تجري ابنته عملية جراحية، بسبب غياب قسم خاص بالأطفال في مستشفى القرب بتارجيست”، مضيفاً: “غير أن الأقدار شاءت أن يرحل، وتكسر ابنته، وتصاب زوجته”.
وعلّق مجموعة من السكان بأسفٍ على الواقعة، من بينهم يحيى عتيق، الذي قال في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “باش يكون عندك فتارجيست مستشفى قد الخلا أو تتنقل للحسيمة من أجل طبيب أطفال أو دير كسيدة أو تلتحق بالرفيق الأعلى، خاصك تكون من تارجيست..”، مضيفاً: “الله ياخوذ الحق فلي كان سباب”.
وتساءل عتيق في تدوينة أخرى: “متى يكون لمدينة تارجيست مسؤولون همهم الوحيد مصلحة المدينة، ماشي المصلحة الشخصية”، مسترسلاً: “ماتقوليش عرفوا علامن تصوتوا حيث كلشي عارف بلي تارجيست نجحات فيها تشكيلة شابة أو القصة كلشي عارفها راه مكاينش باش تبدل”، مختتماً: “أو المسؤولين ما قلناش ليكوم متسرقوش أو متقضيوش مصالحكم، ولكن شوية ليكوم أو شوية لمصلحة المدينة”.
ويعاني سكان مجموعة من الجماعات بإقليم الحسيمة من غياب شبه تامّ للخدمات الصحية، خصوصاً القاطنين بالجماعات المنتمية لدائرتي تارجيست وكتامة، البعيدتين عن مركز الإقليم بأزيد من 72 كيلومتراً، مع وعورة الطرق، ما يهدد سلامة المواطنين الراغبين في التوجه إلى المستشفيات، سواء العمومية أو الخاصة.
وبالرغم من أن المستشفى المحلي بتارجيست، الذي دشنه الملك محمد السادس شخصيا سنة 2008، كان يفترض أن يضم قسماً خاصا بالأطفال، غير أن ذلك لم يحصل، حيث تتواجد في الوقت الحالي، طبيبة أطفال في المستشفى تشتغل يومين في الأسبوع فقط، هما الثلاثاء والجمعة، وحتى خلالهما، فإنها أقصى ما يمكنها القيام به هو إحالة المرضى على المستشفى الإقليمي بالحسيمة.
ولا يتواجد في مدينة تارجيست، التي يزيد عدد المستفيدين من خدمات مستشفى القرب بها، عن الـ 155 ألف نسمة موزعين على الجماعات المنتمية لدائرتها ودائرة كتامة ودائرة بني بوفراح، مستشفيات خاصة أو أطباء متخصصين، الأمر الذي يزيد من معاناة السكان الذين يجدون أنفسهم مضطرين للتوجه إلى مدينة الحسيمة قصد التطبيب.
تعليقات الزوار ( 0 )