شارك المقال
  • تم النسخ

مئات من طالبي اللجوء عالقون في ظروف “غير إنسانية” لأسابيع في مطار مدريد.. والمغرب يكثف جهوده لمنع الوصول إلى الأراضي الإسبانية

في غضون الأيام القليلة الماضية، وقعت مأسي متتالية أثرت على المهاجرين الذين كانوا يحاولون عبور الحدود الدولية، لاسيما إلى إسبانيا، بحثاً عن فرص معيشية أفضل، وفي 28 يناير، وصل ما يقرب من 600 شخص، من بينهم أطفال، في ستة زوارق منفصلة وقارب، بعد إنزال ثلاثة قوارب أخرى تحمل 153 شخصًا في إل هييرو وغران كناريا.

وفي الفترة ما بين 26 و28 يناير، وصل أكثر من 1200 مهاجر على متن قوارب مطاطية، ولقي خمسة أشخاص حتفهم أثناء محاولتهم الوصول إلى الجزر الإسبانية، وكان اثنان منهم على متن قارب يحمل 69 شخصًا، من بينهم 11 قاصرا، رصده خفر السواحل الإسباني على بعد أقل من ميل جنوب إل هييرو.

وأفاد المجلس الأوروبي للاجئين و المهجرين (ECRE) في بيان له، أنه تم نقل خمسة ناجين إلى المستشفى، ودفن جثتين في مقبرة البينار، كما تم نقل ثلاثة آخرين إلى ميناء لا إستاكاين في زورق يحمل إجمالي 50 شخصًا، بما في ذلك بعض الحالات الطبية الطارئة.

واستنادا إلى المصادر ذاتها، فقد تم دفنهم في مقبرة فالفيردي بينما تم نقل سبعة ناجين إلى المستشفى، ووفقًا للصحفي تكسيما سانتانا، ففي 25 يناير، وصل ما يقرب من 4000 مهاجر إلى جزر الكناري في أول 25 يومًا من عام 2024.

وبحسب ما ورد، فإن معظمهم من موريتانيا والسنغال والمغرب والصحراء، وفي الوقت نفسه، تم تجديد اتفاقية 2024 بين وكالة الحدود الأوروبية وخفر السواحل (فرونتكس) وإسبانيا لإدارة العمليات المشتركة على الحدود الخارجية للبلاد في 31 يناير بعد تعليق العمليات في 24 يناير بسبب “مشكلة فنية”.

وبحسب مصادر في وزارة الداخلية الإسبانية، كانت لدى السلطات الإسبانية مخاوف بشأن “فقدان ملكية مسؤوليتها” عن بيانات المهاجرين، ومع ذلك، فإن التسوية التي تم التوصل إليها بين الجانبين تمنح إسبانيا السيطرة الكاملة على البيانات الأكثر حساسية.

وفي أماكن أخرى، ظل عدة مئات من طالبي اللجوء عالقين في طي النسيان في مطار مدريد، وينامون في أماكن ضيقة خلال الأسبوعين الماضيين، ووصفت جماعات حقوق الإنسان الوضع بأنه “غير مستدام” و”غير إنساني”.

ووفقًا لمنظمة ECRE الأعضاء في اللجنة الإسبانية لمساعدة اللاجئين (CEAR)، فإن عدد الأشخاص الذين يطلبون اللجوء في مطار مدريد يتزايد منذ الصيف الماضي، وقالت المتحدثة باسم CEAR، إيلينا مونوز، لرويترز إن ما يصل إلى 400 شخص كانوا عالقين في المطار في الأسبوع الذي يبدأ في 22 يناير، قائلة “يصل المزيد والمزيد كل يوم” و”ينام الناس على مراتب على الأرض”.

وأضافت أن بعض المشكلات التي تسببت في هذا الوضع في المطار شملت نقص المترجمين الفوريين وفترات الانتظار الطويلة التي تتراوح بين 10 إلى 20 يومًا لمعالجة الطلبات، ومع ذلك، فإن المتحدث باسم وزارة الداخلية الإسبانية “لم يستطع” تقديم تقدير لعدد الأشخاص المتضررين، قائلاً إن عدد المهاجرين “يتقلب” مع وصول الرحلات الجوية.

وفي حين سلطت الوزارة الضوء على توفر ثلاث غرف لطالبي اللجوء (مع افتتاح غرفة رابعة قريبا)، وزيادة قدرات المراقبة والتنظيف، فقد أبلغت الشرطة الوطنية عن عدم كفاية المساحة وسوء الظروف الصحية.

ونتيجة لذلك، قرر الصليب الأحمر الإسباني تعليق عملياته مؤقتًا في المطار، وقال خوسيه سانشيز من المنظمة: “يأتي وقت لا يكون فيه من المفيد الاستمرار في القيام بعملنا إذا لم نتمكن من رعاية هؤلاء الأشخاص كما يستحقون”.

وأضاف: “كل هؤلاء الناس يفرون من أوضاع صعبة للغاية”، ونتيجة لذلك، أعلنت سفارة إسبانيا في السنغال، في 24 يناير، أنه سيتم تطبيق قواعد جديدة في 19 فبراير تتطلب من المسافرين السنغاليين الاحتفاظ بتأشيرة عبور إذا كانت رحلتهم تتضمن توقفًا في أحد المطارات الإسبانية.

وبينما تركز السلطات الإسبانية جهودها على منع الوافدين إلى أراضيها، كررت منظمة CEAR دعواتها لإيجاد طريق إنساني أو تأشيرة تسمح للأشخاص بطلب اللجوء على الأراضي الإسبانية.

وقالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (AMDH) إن “الحليف الأساسي لإسبانيا”، السلطات المغربية، أكملت بناء “حاجز جديد ضخم حول مليلية”، وبحسب الجمعية، فإن الجدار يشمل “سياجاً من الأسلاك الشائكة بارتفاع 7 أمتار، وخندقاً عمقه حوالي 3 أمتار، وقوات عسكرية منتشرة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع”.

وفي غضون ذلك، اعترضت القوات المسلحة المغربية قاربا يقل 52 شخصا كان يحاول الوصول إلى جزر الكناري، وبشكل منفصل، أعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، أن بلاده ستواصل تمويلها لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وقال الوزير: “لن نعدل علاقتنا مع الأونروا على الرغم من أننا نراقب عن كثب التحقيق الداخلي والنتائج التي قد تسفر عنها بسبب تصرفات عشرات من حوالي 30 ألف شخص يعملون في الوكالة”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي