عززت المؤسسة الوطنية للمتاحف سنة 2021 مبادراتها الرامية إلى التقريب بين الفن والجمهور من خلال برنامج حافل يهدف إلى دمقرطة الولوج إلى الثقافة وتقاسم الشغف بالفن المتحفي.
ويعكس هذا البرنامج، الذي تم تفعيله في المتاحف ال16 التابعة للمؤسسة، الجودة العلمية وجدية التدبير الذي يقوم على النتائج، والذي تمكن، على الرغم من السياق الصعب الذي تميز بالوباء، من حشد الجمهور في احترام صارم للتدابير الصحية وشغل حيز مهم من صفحات الجرائد .
وبفضل المعارض التي احتضنتها المتاحف، والتي تدعو زائرها إلى التأمل والفني وتغذي روحه، تمكنت المؤسسة الوطنية للمتاحف من إعادة تعريف أدوار هذه الفضاءات الثقافية التي تعد أحد أجمل الاختراعات في القرون السابقة .
ومن ضمن أبرز المحطات التي شهدتها سنة 2021، شهدت المؤسسة الوطنية للمتاحف إصدار القانون رقم 56.20 المتعلق بتوسيع مهام هذه المؤسسة وإحداث تسمية ” المتحف”.
وتماشيا مع الإرادة الملكية لجعل الثقافة عنصرا أساسيا في تنمية المجتمع، فإن القانون رقم 56.20 يعد ثمرة عشر سنوات من الخبرة والمعرفة التي اكتسبتها المؤسسة الوطنية للمتاحف والمؤسسات المتحفية، والتي ساهمت في تطوير قطاعات الثقافة والمتاحف .
و في ما يتعلق بالمعارض ، نظمت المؤسسة الوطنية للمتاحف العديد من التظاهرات على المستويين الوطني والدولي، لاسيما معارض “دولاكروا.. ذكريات رحلة إلى المغرب”، و”وعود الفن.. مشهد فني راهن”، و”إفريقيا بعيون مصوريها.. من ماليك سيديبي إلى يومنا هذا”، و”بين الغضب والرغبة.. القلب النابض للإنسان”، و”هنري كارتييه بريسون”، والتي نظمت كلها في متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط .
كما تم تنظيم معرضي “نظرات حول المشهد الفتي للتصوير الفوتوغرافي المغربي”، و”مسافة (مسافات) جيدة” بالمتحف الوطني للتصوير الفوتوغرافي، ومعرض “المغرب.. غنى وتنوع” بمتحف ملتقى دار الباشا بمراكش، وكذا المعرض الفني المغربي “الثلاثية المغربية 1950-2020” بمتحف الملكة صوفيا المركزي الوطني للفنون بمدريد .
وعلاوة على ذلك تم تنظيم معرض يضم أعمال لفنانين مغاربة أنجزوها خلال فترة كوفيد-19 . لتسليط الضوء على الدور الذي تضطلع به المؤسسة الوطنية للمتاحف للنهوض بمشهد فني جديد يتزعمه الشباب .
وضمن مهامها كمؤسسة تشجع الفن والفنانين، قامت المؤسسة الوطنية للمتاحف بتكريم الفنان التشكيلي محمد المليحي بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، وهو الفنان الذي ساهمت أعماله في تشكيل جمالية المنظومات الفنية لما بعد فترة الاستعمار والشبكات الفنية العربية من خلال تعبيراته الهندسية .
من جهة أخرى وبهدف إثراء المشهد المتحفي للمملكة، تسلمت المؤسسة مفاتيح المقر السابق للمحكمة الابتدائية بالعرائش لترميمها وتحويلها إلى متحف بموجب اتفاقية شراكة مع وزارة العدل .
كما افتتحت المؤسسة متحف “فيلا هاريس” بطنجة، وأطلقت متحف فاس للثقافة اليهودية، وهي مبادرة فريدة من نوعها في العالم العربي الإسلامي.
وعلى صعيد المسابقات والإبداع الفني ، نظمت المؤسسة مسابقة تصوير بشراكة مع المكتب الوطني للسكك الحديدية احتفاء باليوم العالمي لحقوق المرأة .
كما وقعت العديد من الاتفاقيات لاسيما “قطار- فن” مع المكتب الوطني للسكك الحديدية لتقريب وتسهيل الولوج إلى المتاحف للمواطنين، وأخرى مع المكتب الوطني المغربي للسياحة لدعم السياحة و مشاركة التراث المحلي الغني .
كما تم توقيع شراكة مع معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة لتمكين متحف محمد السادس من ألواح شمسية، ومع ثانوية ديكارت لتمكين تلاميذ الثانوية من تثمين التراث المتحفي المغربي .
وتعاونت المؤسسة الوطنية للمتاحف أيضا مع معهد العالم العربي بباريس لتعزيز الدينامية الثقافية .
من جهة أخرى، شكلت الهبات جزءا من أجندة المؤسسة الوطنية للمتاحف، لاسيما الهبة المقدمة من أسرة الراحل عبد الرحمن اليوسفي للمؤسسة، وتلك التي قدمها السيد الخليل بلكنش، بمناسبة الذكرى العاشرة للمؤسسة، بأكثر من 38 عملا لفنانين مرموقين .
و هكذا جعلت المؤسسة من متاحف المغرب فضاء للتربية على الفن والثقافة، من خلال برمجة غنية على مستوى مختلف متاحفها. كما اتخذت قرارات جريئة، لاسيما افتتاح المتاحف في زمن الوباء، وتسطير برامج للزيارات المجانية موجهة للجمهور الواسع .
تعليقات الزوار ( 0 )