شارك المقال
  • تم النسخ

ليلة سقوط “البيجيدي”.. العنوان الأبرز لنهاية مسلسل الاستحقاقات الانتخابية بالمغرب

انتهى مسلسل الاستحقاقات الانتخابية بالمغرب بعد صراع حامي بين الأحزاب السياسية، صراع عاينه المغاربة واقعا من خلال الحملات الدعائية لمختلف المترشحين، وافتراضا على مواقع التوصل الاجتماعي وباقي المنصات الرقمية الأخرى، لتكون نهايته نجاح حزب التجمع الوطني للأحرار في نيل المرتبة الأولى، وسقوط مدوي لحزب العدالة والتنمية بعدد مقاعد لم تتجاوز ال12 مقعدا.

وعديدة هي العناوين التي يمكن أن تُطلق على انتخابات 2021، أولها الترحال السياسي الذي تميزت به، ثم حلول الفاعلين الانتخابيين مكان الفاعلين السياسيين، وكذلك نجاح بعض القيادات السياسية في ضمان مقاعد بالرغم من تغيير لونها الحزبي، ليبقى العنوان الأبرز والعريض لهذه الاستحقاقات هو أن ليلتها الأخيرة كانت “ليلة سقوط البيجيدي”.

فاعلون أكاديميون، نشطاء فايسبوكيون، ومئات من التدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي من مغاربة بمختلف الفئات السنية والمجتمعية، عاينها منبر بناصا، وكانت كلها تصب في توقع واحد، وهو أن حزب العدالة والتنمية لن يقود الحكومة لولاية ثالثة، وأن سعد الدين العثماني يعيش أيامه الأخيرة كرئيس للحكومة المغربية.

ولو أن أصحاب هذه التدوينات قد نجحوا في توقعاتهم، باستبعاد احتمالية حلول العدالة والتنمية في المرتبة الأولى، إلا أنهم لم يتوقعوا أن الحزب سيأتي في المرتبة الأخيرة بين الأحزاب المعروفة على الساحة السياسية، واعتبروا أن خسارة المصباح في هذه الاستحقاقات ليست خسارة عادية ستمر عاصفتها، ولكنها سقوط حر لحزب نال من انتقادات الشعب المغربي أكثر مما نال من إطرائه.

في تعقيبه على سقوط البيجيدي، كتب المحلل السياسي عمر الشرقاوي على حسابه الافتراضي ” إن أكبر مؤشر على انتكاسة البيجيدي ليس هو فقدان 113 مقعدا برلمانيا، بل هو كم عدد الأصوات التي حصل عليها خلال اقتراع 8 شتنبر مقارنة مع مليون ونصف صوت التي حصل عليها في 2016 ، بالنسبة لي عدد الأصوات التي حصل عليها في هذا الاقتراع ستكون اكبر رسالة بأن البيجيدي بين عشية وضحاها تبخر في الهواء”. 

ورأى الشرقاوي أن الفضل يعود للقاسم الانتخابي في حصول حزب العدالة والتنمية على 12 مقعدا، مضيفا بسخرية أنه لولا القاسم الانتخابي ولولا اللائحة النسائية الجهوية، لاحتل الحزب المرتبة 150 من ضمن 31 حزب مشاركا في الانتخابات.

فيما عقب الدكتور عبد الرحيم المنار اسليمي على انهزام العدالة والتنمية، بقوله أن حزب المصباح قد عاد بهذه النتائج 24 سنة الى الوراء، وأنه قد عاد أيضا إلى سنة 1997، لحظة بدايته لما كان يحمل اسم الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية .

وتابع اسليمي ” بعد نتائج هذا اليوم سيحتاج حزب العدالة والتنمية إلى المواكبة النفسية لأن الصدمة قوية جدا، هذه النتائج صعبة ولم تحدث لأي حزب في تاريخ الانتخابات بالمغرب، ويبدو أن المغاربة فرحوا بهزيمة العدالة والتنمية بنفس القدر الذي فرحوا به لحظة فوز الحزب في الولايتين السابقتين”.

جدير بالذكر أنه وبعد ساعات قليلة فقط من انهزام البيجيدي في الانتخابات الحالية، خرج عدد من قياديي الحزب للتعقيب على نتائجها، وبين من يبرر الهزيمة وبين من يتقبلها ويراها عادية ومحتملة، جاءت خرجة الأمين العام السابق للحزب عبد الإله بنكيران لتدعو سعد الدين العثماني لتقديم استقالته وتحمل كامل مسؤولياته كأمين عام للحزب.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي