كد المتحدث باسم المفوضية الأوروبية إريك مامير خلال مؤتمر صحفي الهجرة نحو الاتحاد الأوروبي لن تخضع لأي إملاءات وأي ضغوط، مشيرا إلى أن الرسالة واضحة ولن يستطيع أي طرف ممارسة التأثير على الاتحاد الأوروبي.
وجاءت تصريحات مامير على خلفية تدفق حوالي 8 آلاف شخص إلى مدينة سبتة الاسبانية من المغرب في اليومين الماضيين في تدفق غير مسبوق ووصل معظمهم سباحة حول الحواجز البحرية وعبر الحدود للوصول للجيب الاسباني في شمال افريقيا. وقد تسبب الوضع في سبتة في توتر العلاقات بين المغرب واسبانيا.
واستمر تدفق المهاجرين صباح الأربعاء إلى جيب سبتة انطلاقا من المغرب الذي صعد الاتحاد الأوروبي لهجته حياله مؤكدا أنه لن يسمح بالتعرض للترهيب في ملف الهجرة. من جهته اتهم رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز الرباط بـ”تحدي” مدريد.
ومذاك نجح ثمانية آلاف شخص، وهو عدد غير مسبوق، في الوصول إلى سبتة مستفيدين من تخفيف مراقبة الحدود في الجانب المغربي. ويأتي تدفق هذا العدد غير المسبوق من المهاجرين على خلفية أزمة دبلوماسية كبرى بين مدريد والرباط، التي لا تزال غاضبة منذ وصول زعيم الانفصاليين الصحراويين في جبهة البوليساريو، العدو اللدود للمغرب، الشهر الماضي إلى اسبانيا لتلقي العلاج.
وتمكن مهاجرون معظمهم من المغرب من الوصول إلى سبتة سباحة من الجانب المغربي للحدود. واعترض الجنود الاسبان المهاجرين فور وصولهم إلى الشاطئ في أجواء متوترة في بعض الأحيان، وتم اقتيادهم إلى فريق طبي قبل إعادتهم بالقوة إلى السياج الحدودي.
على طول الشاطئ تم نشر عشرات من قوات مكافحة الشغب الاسبانية وأطلقوا الغاز المسيل للدموع بين الحين والآخر في حين قام زورق تابع للحرس المدني بدوريات لردع الراغبين عن العبور.
وقال بيدرو سانشيز الأربعاء “اسبانيا تواجه حاليا تحديا من بلد ثالث هو المغرب” منتقدا “عدم ضبط السلطات المغربية للوضع”. وأضاف المسؤول الذي أرسل تعزيزات من الشرطة ووعد الثلاثاء “باستتباب النظام” في الجيب “إنه ليس فقط قلة احترام حيال اسبانيا بل تجاه الاتحاد الأوروبي بأسره”.
إلى جانب جيب مليلية الواقع على بعد 400 كيلومتر شرق الساحل المغربي، سبتة هي الحدود البرية الوحيدة للاتحاد الأوروبي مع افريقيا.
ومشددة لهجتها، أكدت بروكسل الأربعاء على لسان نائب رئيسة المفوضية الأوروبية مارغاريتيس شيناس أن “لا أحد يستطيع ترهيب أو ابتزاز الاتحاد الأوروبي (…) في ملف الهجرة”، في إشارة واضحة إلى المغرب. وأضاف شيناس “سبتة هي أوروبا هذه الحدود هي حدود أوروبية وما يحدث هناك ليس مشكلة مدريد، إنها مشكلة جميع” الأوروبيين.
وكانت الحكومة الاسبانية استدعت الثلاثاء السفيرة المغربية في اسبانيا لإبلاغها بـ”استيائها” والتي بدروها استدعتها الرباط “للتشاور”.
قال سانشيز الأربعاء إنه تم ترحيل 4800 مهاجر إلى المغرب من بين 8000 دخلوا سبتة بشكل غير شرعي.
وفي الجانب المغربي، منعت الشرطة ليل الثلاثاء الأربعاء عشرات المهاجرين الشباب من التقدم الذين ردوا بإلقاء الحجارة.
وأملا بحياة أفضل بعد أن فاقمت الجائحة أوضاعهم المعيشية، يقول العديد من المغاربة إنهم مستعدون لأي شيء للوصول إلى الجيب الاسباني، والالتحاق بعد ذلك بأوروبا. لا شيء يثنيهم عن تكرار المحاولة إذا تم ابعادهم كما هي حال أسامة، الذي صرح بأنه “لا يخشى العودة مجددا رغم الاختناق من الغاز المسيل للدموع” و”الجوع” بعد ليلة بلا نوم.
ومساء الثلاثاء رأت السلطات المغربية بعد أن كسرت صمتا طويلا، على لسان وزير حقوق الإنسان مصطفى الرميد أنه “من الواضح أن اسبانيا فضلت علاقتها مع جبهة البوليساريو والجزائر” التي تدعم الانفصاليين الصحراويين “على حساب علاقتها مع المغرب”.
وأضاف على صفحته على فيسبوك “على اسبانيا أن تعلم أيضا أن ثمن قلة اعتبار المغرب باهظ. وعليها مراجعة سياساتها وعلاقاتها”.
لكن وزيرة الخارجية الاسبانية أرانشا غونزاليس لايا أكدت الأربعاء، أنه رغم هذه الأزمة فإن مدريد لن تغير موقفها بشأن الصحراء الغربية وستبقى على الحياد وتحترم قرارات الأمم المتحدة.
تعليقات الزوار ( 0 )