شارك المقال
  • تم النسخ

تزامنا مع اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء.. لماذا هرع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى بكين؟

قالت صحيفة “الكونفيدينسيال” الإسبانية، إنه بعد تعميق المغرب علاقاته مع إسرائيل واعتراف الأخيرة بمغربية الصحراء، تسعى الجزائر، التي لا حول لها ولا قوة لها، إلى البحث عن شركاء جدد من خلال الزيارة الأخيرة لعبد المجيد تبون إلى الصين، بعد أن أضعفت الحرب الأوكرانيا روسيا، حليفتها الرئيسية.

وأضافت الصحيفة، في تقرير لها، يوم أمس (الأربعاء) أنه لا توجد دولة في العالم استقبلت عدد زيارات من كبار المسؤولين الإسرائيليين مثل المغرب، حيث شهدت الرباط في النصف الأول من العام 2023 زيارات مختلفة لوزراء إسرائيليين ومسؤولين في القطاع الخاص ووفود سياحية قدمت للبلاد وسجلت ارتفاعا ملحوظا.

وشملت زيارات المسؤولين الإسرائيليين 4 وزراء و3 مسؤولين عسكريين كبار ورئيس الكنيست، تخللها توقيع اتفاقيات تعاون في القطاعات “العسكرية والاقتصادية والصحية والزراعية والنقل والتعليم العالي والشأن البرلمان والسياسي.

ولفتت القصاصة ذاتها، إلى أنه وعلى الرغم من أن لواء غولاني كان ذا طابع رمزي، فقد قام بهذا التعاون العسكري في يونيو، وشارك في مناورات الأسد الإفريقي التي قادها الجيش الأمريكي في يونيو بجنوب المغرب عشرات الجنود من وحدة النخبة الإسرائيلية.

وأوردت الصحيفة، أنه وعلى الورق، فإن الجيش الجزائري هو الثاني في إفريقيا، ورقم 21 عالميًا والأول في المغرب العربي، متقدمًا على المغرب بكثير، حيث تبلغ ميزانيته هذا العام (19600 مليون أورو) أي أربعة أضعاف ميزانية المغرب، ومجهز بأكثر من 80٪ بالمواد الروسية.

الحرب الروسية الأوكرانية أظهرت فشل الأسلحة الروسية

ومع ذلك، فإن الحرب في أوكرانيا تلقي بظلال من الشك على تفوقها العسكري الفعلي على جارتها المغربية، إذ تبين أن الأسلحة الروسية عفا عليها الزمن إلى حد ما مقارنة بالأسلحة الغربية، وأن الجزء الأكبر من الأسلحة التي تمتلكها القوات المسلحة الملكية هو أمريكي الصنع، على الرغم من أن إسرائيل من المقرر أن تصبح المورد الثاني لها.

وعلى الرغم من النكسات الحربية لفلاديمير بوتين، فإن الجزائر لم تتخل عن هذه الصداقة القديمة مع روسيا، والدليل على ذلك الزيارة التي قام بها تبون إلى موسكو منتصف شهر يونيو، ويدرك الرئيس أن البلاد ستخرج أضعف من الحرب. لهذا السبب، سيقضي تبون خمسة أيام في بكين، في محاولة لتشكيل تحالف جديد وتمهيد الطريق لتوقيع عقود أسلحة، بحسب مصادر دبلوماسية.

وفي بكين وموسكو، يسعى تبون أيضًا إلى الحصول على موافقة كلا العاصمتين على اندماجه في مجموعة البريكس، ذلك النادي المكون من خمسة أعضاء من الوزن الثقيل (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) التي من شأنها أن تمنحه دعمًا أكبر من أجل مواجهة نفوذ المغرب وإنجازاته الدبلوماسية في الصحراء المغربية.

كما تطمح وزارة الدفاع الجزائرية إلى شراء طائرات إيرانية بدون طيار، وهي الطائرات نفسها التي تستخدمها روسيا في أوكرانيا. وسلط اللواء يحيى رحيم صفوي، مستشار آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى للبلاد، الضوء على نجاح هذه الأجهزة الإيرانية غير المأهولة في نونبر الماضي وكشف عن وجود قائمة انتظار تضم 22 دولة ترغب في الحصول عليها، من بينهم كانت الجزائر.

ولخص بروس مادي فايتسمان، الأستاذ بجامعة تل أبيب ذلك بالقول: إن “إسرائيل تساعد المغرب في تحسين قدرات الجيش وهذا يغضب الجزائر بشدة”. وأوضح للصحافيين، “لدينا نوع من سباق التسلح مع المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة والجزائر وروسيا وإيران من جهة أخرى”. لقد فشلت في إضافة الصين إذا أثبتت رحلة تبون المستمرة أنها مربحة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي