Share
  • Link copied

لماذا لا يهتم المغرب كثيراً بزراعة الحبوب؟.. مُختص يُجيب

انحسر المحصول الوطني من الحبوب في المغرب، خلال الموسم الفلاحي الحالي في 30 مليون قنطار، بسبب ضُعف التساقطات المطرية، وهو ما يُمثل انخفاضاً قدره 42 في المائة مقارنة بالموسم الفلاحي السابق.

ويتوفر المغرب حالياً، وفق أرقام صدرت مؤخراً عن وزارة الفلاحة والصيد البحري، على مخزون وطني يُغطي حاجيات البلاد من الحبوب لأكثر من أربعة أشهر، ويستهلك سنوياً معدل 100 مليون قنطار من الحبوب، ويلجأ دائماً إلى السوق الدولية لاستيراد الكمية اللازمة لتغطية عجز المحصول الوطني.

وكان وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عزيز أخنوش، قد أكد أن تحقيق الاكتفاء الذاتي في الحبوب يتطلب إضافة 900 ألف هكتار من الأراضي السقوية، إلى 300 ألف الحالية، مضيفا أن الماء الذي يخصص للفلاحة لا يتجاوز 40 في المائة من الحاجيات الحقيقية، بسبب نقصان تساقطات الأمطار.

وأشار وزير الفلاحة إلى أن التوجه نحو الحبوب، سيضيع على الفلاحة المغربية قيمة مضافة تبلغ 20 مليار درهم سنويا، مُورداً أن قطاع الحبوب هو أقل الزراعات تشغيلاً لليد العاملة، وخصوصاً مع استعمال الطرق الحديثة للإنتاج التي تحسن من المردودية.

وكشف المسؤول الحكومي أن “الفلاحة تحتاج نوعاً من التوازن، وهناك مناطق تزرع الحبوب، ويتم تحسين التقنيات والبذور في مناطق أخرى، مُوضحا أن الموسم المقبل سيعرف تخصيص 1.5 مليون قنطار للبذور المختارة رغم الجفاف.

وعن عدم اهتمام المغرب بزراعة الحبوب، أكد نور الدين رسايسي المختص في زراعة الحبوب والقطاني، أن ذلك يرجع بالأساس إلى عامِل الطقس وضعف التساقطات المطرية، مُبرزا أن الحبوب تعتمد بشكل كبير على الأمطار، وإذا تم سقيها يؤثر ذلك على المردودية وبالتالي نسبة الربح تكون ضعيفة.

وأوضح رسايسي في تصريح لجريدة “بناصا”، أن الموسم الفلاحي شهدَ انخفاضاً في التساقطات المطرية في جميع مراحل نمو الحبوب، كما تميز بفترات جفاف طويلة، “40 يوما تقريباً”، مشيراً إلى أن هذا الانخفاض أثـّر على جميع مناطق زراعة الحبوب بدرجات متفاوتة، موضحا أن نموها  وتطورها في بعض الجهات كان ضعيفاً.

وكشف المتخصص في زراعة الحبوب والقطاني، أن الموسم الحالي تأثر بسوء التوزيع الزمني للأمطار، مع انخفاض في حجمها، مضيفاً أن الزراعات الأخرى مثل الأشجار المثمرة والزراعات السكرية لم تتأثر بنقص معدلات الأمطار، وبالتالي ستحقق نتائج إيجابية على عكس إنتاج الحبوب.

وفيما يخص دور المخطط الأخضر في هذا الجانب، قال المختص الفلاحي، إن من بين محاوره تقليص استيراد الحبوب بنسبة 20 في المائة، لكن ضعف الإنتاج المحلي المرتبط بالتقلبات المناخية، يجعل تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب بعيدَ المنال، بسبب غياب المساحات والأصناف المزروعة، رغم الجهود المبذولة للرفع من الإنتاجية والجودة.

ويبقى تحدي الفلاحة المغربية مستمراً في تقليل الاعتماد بشكل كبير، محصول الحبوب والاتجاه نحو تشجيع الزراعات الأخرى التي لا تتأثر بالتساقطات المطرية، للحفاظ على استدامة أنشطة الفلاحين.

ويذكر أن المغرب سيضطر خلال السنة الحالية، إلى استيراد أكثر من 75 مليون قنطار من السوق الدولية، ما يعني استهلاكاً من رصيد العملة الصعبة المُهدد بسبب توقف إيرادات السياحة و تحويلات الجالية.

Share
  • Link copied
المقال التالي