Share
  • Link copied

لماذا حاولت جنوب إفريقيا تضليل أعضاء “البريكس” وتمويه الرأي العام الإفريقي بالإعلان عن رغبة المغرب في الترشح؟

نفت الرباط، يوم أمس (السبت)، أن تكون قد تقدّمت بطلب للانضمام إلى مجموعة “بريكس” التي تضم دولا ذات أسرع نمو اقتصادي في العالم، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، مؤكدة أن هذه المبادرة جاءت أحادية الجانب من لدن جنوب إفريقيا، ولم تصدر من لدن “بريكس” أو الاتحاد الإفريقي، مما خلف موجة من التساؤولات حول أسباب الرفض.

وفي هذا السياق، اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيربروك، هشام معتضد، أن “عدم مشاركة المغرب في اجتماع “بريكس إفريقيا” مرتبط بمنهجية المغرب الدبلوماسية في سياسته الخارجية والتي تعتمد على مقاربة مؤسساتية من أجل التموقع الاستراتيجي ضمن المجموعات الدولية، حيت أن عدم وجود أي إطار عمل أو إجراءات محددة تنظم توسيع هذا التجمع الاقتصادي يعيق اتخاذ قرار مسؤول يتماشى والتوجهات السياسية الخارجية للمغرب”.

وأوضح معتضد، في حديث مع “بناصا”، أن “الاجتماع القادم “بريكس/افريقيا” لا يمثل محطة من منصات بريكس المجموعة، حيث الاجتماع هي مبادرة صادرة عن جنوب افريقيا، بصفتها الوطنية، وبالتالي فصفة الحدث لا وزن له سياسا في التوجهات الاستراتيجية لاعضاء بريكس، وهذا السياق لا يعتبر أساسيًا أو مهما في الديناميكية الدبلوماسية للسياسة الخارجية للرياط”.

وشدد المصدر ذاته، على أن “هجوم المغرب السياسي على جنوب إفريقيا متعلق مباشرة بإقحامها اسم المغرب إعلاميا في الترويج لاستضافتها “لبريكس افريقيا” وخاصة التحدث بإسمه لابداء رغبته في الالتحاق بهذا التجمع الاقتصادي، وذلك من أجل تضليل أعضاء البريكس، وتمويه الرأي العام الافريقي، وإحراج صورته الدبلوماسية لدى المجتمع الدولي من أجل خدمة أجندة غير معلنة”.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيربروك، أن “سياق العلاقات السياسية بين الرباط وبريتوريا، باالإضافة إلى سلوكيات جنوب إفريقيا المعادية بشكل ممنهج للمصالح العليا للمغرب، كلها عوامل لا تساعد على السلطات المغربية على التفاعل إيجابا مع الدعوة للمشاركة في اجتماع بريكس/إفريقيا”.

ويرى الخبير السياسي، أن “البوليساريو ليست لها علاقة بالموضوع بقدر ما الاستغلال الممنهج للنزاع المفتعل في الصحراء من طرف القيادة في جنوب افريقيا، والذي يتيح استخدام المنصات متعددة الأطراف لتشجيع الانقسام أو التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة هو ما تعتبره السلطات المغربية بالسلوك الخطير و الذي تريد بريتوريا تبنيه في خضم الاجتماع المرتقب”.

وخلص هشام معتضد، إلى أن “بريكس افريقيا” هي في نهاية المطاف منصة تريد من خلالها جنوب افريقيا تمرير رسائل سياسة فشلت في تدبير اهدافها في الساحة الإفريقية وتحاول جاهدة استغلال صورة العلامة التجارية لبريكس من أجل إعطاء المصداقية لخطابها السياسي، الذي فقد الكثير من رصيده في بورصة المداولات الإفريقية”.

Share
  • Link copied
المقال التالي