بعد أيام قليلة على إعلان الملك محمد السادس عن تجاوز الأزمة الحادة التي كانت قد اندلعت بين المغرب وإسبانيا، عقب استضافة الأخيرة، في أبريل الماضي، لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي، من أجل الاستشفاء، بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد، ظهرت معطيات جديدة تؤكد قرب زيارة بيدرو سانشيز، رئيس حكومة مدريد، إلى الرباط.
وكشفت جريدة “إل إسبانيول”، أن هناك استعدادات جارية في المغرب، من أجل استقبال سانشيز، بعدما وجه له الملك محمد السادس، خطاباً مباشراً خلال ذكرى ثورة الملك والشعب، وأعرب له عن طموحه لـ”مواصلة العمل مع حكومة إسبانيا ومع رئيسها السيد بيدرو سانشيز، من أجل افتتاح مرحلة جديدة غير مسبوقة في العلاقات بين البلدين، على أساس الثقة. والشفافية والاحترام المتبادل واحترام الالتزامات “.
وأضافت الجريدة، أن المغرب، بهذا الخطاب، ترك الغضب الذي اعتراه ضد إسبانيا لمدة أربعة أشهر، عقب استقبالها لغالي، وراءه، بعدما كان قد قطع جميع الاتصالات بالجارة الشمالية، مسترسلةً أن وزيرة الخارجية السابقة، حاولت التواصل مع سفيرة المملكة في مدريد، كريمة بنيعيش، في 10 مناسبات متتالية، دون أن تردّ عليها.
واسترسلت أنه على الرغم من إقالة لايا، بعدما طالب المغرب بـ”رأسها”، كخطوة أولى نحو استئناف المحادثات، ظل الصمت مستمرا، قبل أن يكسره خطاب الملك محمد السادس، فاتحاً الباب على مصراعيه لعودة العلاقات بين البلدين.
ونقلت “إل إسبانيول”، عن مصادر دبلوماسية، مقربة من وزير الخارجية مانويل ألباريس، قولها، إنه بعد عودة السفيرة المغربية لدى إسبانيا، إلى مقرّها في العاصمة مدريد، هناك تحضيراً لاجتماع رفيع المستوى سيجرى قريبا في عاصمة المملكة الرباط، متابعةً أن قطع الجارة الشرقية لعلاقاتها مع المغرب، أثر على تسريع وتيرة عودة المياه لمجاريها بين المملكتين.
وكشفت الجريدة، أن سانشيز، سيتوجه في زيارة رسمية، إلى المغرب، مرفوقاً بوزير الخارجية ألباريس، ووزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا، متابعةً، نقلاً عن مصادر مغربية، بأن استقبال الوافدين من الجارة الشمالية سيكون في العاصمة العلمية للمملكة، فاس، وذلك من أجل إنهاء الأزمة والعلاقات بين البلدين.
وبالرغم من أن المغرب، مقبل على الانتخابات، تقول “إل إسبانيول”، التي ستفرز حكومة جديدة، قد تستغرب أسابيع لتشكيلها بسبب مفاوضات الأحزاب لتشكيل الأغلبية، إلا أن كون وزارتي الداخلية والخارجية، ضمن الوزارات السيادية، التي يتم تعينها مسؤوليها من القصر الملكي، سيسهل، وفق اليومية، تنظيم القمة المغربية الإسبانية المنتظرة.
وأشارت الصحيفة، غلى أن تدخل المخابرات الفرنسية للتوسط في الأزمة الثنائية بين المغرب وإسبانيا، والعلاقة الجيدة للرباط مع عدد من القادة الاشتراكيين الإسبان، مثل فيليبي غونزاليز، وخوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، اللذان يميلان لخطة الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء، ساعد في عودة المياه لقنواتها الطبيعية.
وأفادت الجريدة، أن إسبانيا تنظر في اسمين اثنين على الأقل، من أجل شغل منصب سفير إسبانيا لدى المغرب، في إطار إعطاء دفعة جديدة للعلاقات الثنائية بين البلدين، منبهةً إلى أن الرباط، كانت قد رفضت في 2020، الموافقة على مقترحات متعلقة بأسماء السفراء المحتملين، مردفةً أن التطلعات في الوقت الراهن، تتجاوز تلك التي كانت في الفترة السابقة، وتلخص في عبارة الملك محمد السادس المرتبطة بفتح مرحلة “غير مسبوقة” في العلاقات بين البلدين.
تعليقات الزوار ( 0 )