شارك المقال
  • تم النسخ

لقاءُ “سانشيز” بزعيمِ البوليساريو في بروكسيل.. هل يُفرملُ مَساعي حلِّ الأزمة مع المغرب؟

يبدو أن نهاية الأزمة الواقعة بين الرباط ومدريد، مازالت لم تُكتب بعد، أقله في الأمد القريب، حيث ما إن تذهب التوقعات إلى أن النهاية قد اقتربت، حتى تطفو على السطح مستجدات أخرى، تجعل من مسار هذا التوتر، يعود إلى نقطة الصفر.

من بين هذه المُستجدات، التي يمكن أن تلعب دورا في تعطيل مسار حل الأزمة وفرملته، كان اللقاء الذي جمع بين وزير الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، وزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي، بمناسبة القمة الأوروبية الإفريقية، التي اقيمت ببروكسيل.

تعقيبا على هذا اللقاء، لفتت صحيفة “لاراثون” الإسبانية، إلى أن المسؤول الحكومي الأول، كان الرئيس الوحيد الذي التقى بزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، مُعربة أن “المغرب كان محقا في عدم إيمانه بالكلمات الجميلة التي قالها المسؤولون الإسبان”.

المصدر ذاته، أفاد بأن غالي لم يتبادل ولو جملة واحدة مع أي رئيس دولة أوروبي من الدول المشاركة في القمة المُشتركة، باستثناء بيدرو سانشيز، الذي كان الوحيد.

“لاراثون” أشارت إلى أنها لم تجد تفسيرا لهذا اللقاء، مُبرزة في هذا السياق أنه ” من ناحية، هناك إعلانات شبه يومية لوزير الخارجية الإسباني ، خوسيه مانويل ألباريس، الذي يعلن عن تأييده لتوثيق العلاقات مع المغرب، والتي تعبر عن حسن نوايا الرئيس التنفيذي لفتح صفحة بشأن الأزمة بين مدريد والرباط”.

من ناحية أخرى، تُضيف الصحيفة ذاتها ” أن هناك هذه الحقائق والأعمال المشكوك فيها، التي تدمر النوايا الحسنة التي صاغها الوزراء الإسبان فيما يتعلق بالمغرب “.

لتتساءل بعدها بـ “كيف يمكن أن نرغب في بناء علاقة القرن الحادي والعشرين مع المغرب، وأن نتعامل في الوقت نفسه مع بقايا الحرب الباردة المتأصلة في القرن العشرين؟ ماذا ينبغي لنا أن نعتقد؟ الجهد الذي تبذله اللغة الدبلوماسية لطي صفحة الأزمة، أو هذه الأفعال، التي تأتي على النقيض من التصريحات الشفوية ؟”.

وقد اعتبرت كذلك أن هذه الأفعال تُبرهن على أن المملكة المغربية كانت محقة حين لم تؤمن جيدا بالكلمات الطيبة للمسؤولين الإسبان، ومحقة كذلك في الشكوك التي اعترتها حول وجود عزيمة وإرادة حقيقية لدى الحكومة الإسبانية في إقامة علاقات تليق بالقرن الحادي والعشرين.

مؤكدة أن هذه العلاقات التي يطمح لها الجميع، يجب أن ” تكون متزامنة مع الأقوال” لتختم بعدها بأنه ” وحتى الآن، لا بد من الاعتراف بأن المغرب لم يتلق من الإشارات سوى الكلمات، ولذلك، ما تزال المملكة المغربية تنتظر أن تترجم إسبانيا نواياها الحسنة إلى أفعال “.

تجدر الإشارة إلى أن “لاراثون” قد أوضحت أن زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، كان الشخص الوحيد الذي لم يسمح له بالتصوير مع زعماء الاتحاد الأوروبي الثلاثة، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكون، وأورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، وتشارلز ميشيل، رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، الذين استقبلوا رؤساء الوفود الأفريقية.

كما لفتت إلى أنه عندما دخل إبراهيم غالي إلى القاعة، كان الزعماء الأوروبيون الثلاثة، قد غادروا المنصة التي استقبلوا فيها رؤساء الوفود.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي