وضعت هفوات جديدة لرئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، خلال خروجه في حوار متلفز، للحديث عن حصيلة العمل الحكومي في أول 100 يوم ولايتها، على رأسها وصفه لمن يعانون من إعاقة، بـ”المعوقين”، وهو لفظ قدحي جرى تجاوزه في الغالبية العظمى من دول العالم، وحتى داخل المملكة، بعدما بات الاسم الخاص بهذه الفئة، هو الأشخاص في وضعية إعاقة.
وخلفت الكلمة التي تلفظ بها رئيس الحكومة، وثاني رجل في هرم الدولة المغربية، استياءً عارماً في صفوف ذوي الاحتياجات الخاصة، وإدانة كبيرة من طرف المغاربة، الذين اعتبروا خرجة أخنوش غير موفقة في مجملها، مطالبين بضرورة حرصه على تلقي تكوين في كيفية الحديث إلى الرأي العام، من أجل تجنب أي إساءة مستقبلية لأي فئة من فئات الشعب.
وفي هذا السياق، استغرب خالد بكاري، الناشط الحقوقي، من وصف رئيس الحكومة للأشخاص في وضعية إعاقة بـ”المعوقين”، مضيفاً: “حتى رسميا، كل مؤسسات الدولة أصبحت تستعمل مصطلح الأشخاص في وضعية إعاقة”، الذي له حمولة حقوقية، ولم تعد تستعمل مصطلح “ذوو الاحتياجات الخاصة”، الذي له حمولة إحسانية”، متابعاً: “أما مصطلح المعوقين القدحي، فيفترض أنه قد دفن..”.
ناشط “فيسبوكي” يدعى علمي المقريني، اعتبر أن قول أخنوش “إنه دعم المعوقين بدل أن يقول ذوي الاحتياجات الخاصة”، يؤكد أن رئيس الحكومة “لا يتقن لغة التواصل ويتمتم نستاهلوا الأحسن؟”، مشدداً في تدوينة ثانية على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي، على أن “المعوق هو الذي لا يستطيع أن يتواصل مع الصحافة على المباشر”.
من جانبها وجهت سلوى الحيسوفي، رسالة لأخنوش، قائلة: “راه ماسميتهومش المعوقين. سميتهم الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة (الأشخاص في وضعية إعاقة”، وهو المضمون نفسه الذي ذهب إليه سعيد السليماني، الذي أعرب عن إدانته الشديدة لتصرف أخنوش، باسعتماله لهذا المصطلح الذي وصفه بـ”العنصري والاحتقاري في حق فئة الأشخاص في وضعية صعبة”.
بدوره كتب الصحافي سعيد أحمان، تحت عنوان: “أخنوش فعلها”: “حينما يتحدث رئيس الحكومة المغربي عزيز أخنوش في التلفزيون العمومي، ويتلفظ بكلمة: المُعَوَّقِين، ففي الأمر خلل ما”، متابعاً: أن الخلل الأول “يتعلق بالتحضير لأول تواصل تلفزيوني لرئيس حكومة حَشَدَ مستشارين وجمع ولمَّ من الإعلام وخبراء التواصل وكوادر كبرى الشركات.. ليساعدوه في إنجاح المهمة، ونجاح المهمة، بل وتلميع الصورة وتنميقها”.
والخلل الثاني حسب الشخص نفسه، هو “إن لم يعِ من هم حوله أو معه أن المصطلح الذي ذكره أخنوش مرفوض ومذموم، لأن الأمر يتعلق بمن هم الأشخاص في وضعية إعاقة، أو ما يصطلح به في بعض الدول (ذوو القُدرات الخاصّة).. وحتى (الاحتياجات الخاصة) فمتجاوز أيضاً لحمولته غير الحقوقية وغير الإنسانية”.
واعتبر أحمان أن “ما حدث لأخنوش يقع لعشرات المسؤولين، وهم يمارسون يوميا مذابح بتلفظهم بمصطلحات لا يعون حجمها وأثرها على المتلقي والمعني أولاً وأخيراً”، مردفاً: “اليوم يتعين الاعتذار للأشخاص في وضعية إعاقة، فالاعتذار من شيم الرجال”، مختتماً: “الخطأ وارد والروح الرياضية بنكهتها السياسية ينبغي أن تسود”.
الناشط فتاح إلياسي، شدد على أن المصطلح الذي تلفظ به أخنوش “عيب يتقال وحشومة تنعت الناس بهاد الكلمة هم الأفراد الذين يمتلكون قدرة ضئيلة أو معدومة على التعامل مع الاستعدادات والاستجابات الطبيعيّة، ومن هم بحاجة إلى الرعاية والاهتمام من قبل الآخرين، وتتعدّد أصناف ذوي الاحتياجات الخاصة”، معتبراً أن على رئيس الحكومة “تقديم اعتذار رسمي لهاذ الناس…”.
يشار إلى أن خرجة أخنوش الإعلامية، عرفت مجموعة من الزلات، وصعوبة سرد حجج ومبررات اتخاذ حكومته التي دخلت مرحلة تسييرها لشهرها الرابع، لعدد من القرارات، على رأسها استمرار منع الرحلات الجوية والبحرية، على الرغم من أن فيروس أوميكرون، بات هو السائد داخل البلاد، وتسقيف سن التعاقد.
تعليقات الزوار ( 0 )